أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية ضباط وجنود وإصابة سبعة آخرين بجروح “خطيرة” خلال المعارك مع حزب الله، حيث توزعت الإصابات بين لواء “جولاني” ووحدة “إيغوز” بحسب بيان له.
يأتي ذلك فيما يتواصل القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد قرابة 100 صاروخ أطلقت على شمال إسرائيل منذ الصباح.
وأشار الجيش إلى أن قوات لواء الكوماندوز والمظليين ولواء 7 مدرعات تواصل تحت قيادة الفرقة 98 عملياتها البرية في مناطق عدة في جنوب لبنان، وقال إن القوات “دمرت مجمعًا قتاليًا لحزب الله احتوى على منصة صاروخية ومخزون من العبوات الناسفة والعتاد العسكري الآخر”.
وأضاف الجيش أن “اشتباكات من مسافة قصيرة” تدور عند الحدود مع لبنان، أسفرت عن “تدمير أكثر من 150 بنية إرهابية لحزب الله من خلال الغارات الجوية، ومن بينها مقرات لحزب الله ومستودعات أسلحة ونقاط لإطلاق قذائف صاروخية”.
وفي الساعات الأخيرة الماضية، استهدفت غارات اسرائيلية مناطق عدة في الجنوب اللبناني، منها قضاء بعلبك، ومركز الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في بلدة عيناثا في قضاء بنت جبيل، ومرتفعات الكرك ورياق في البقاع الأوسط، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.
كما ذكرت الوكالة أن “الطيران الاستطلاعي والمسير الإسرائيلي حلّق بشكل مكثف فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل”.
من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني أن عناصره تصدت لمحاولتي تسلل لقوة من المشاة الإسرائيلية، الأولى إلى بلدة العديسة و”اشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع”، أما الثانية إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، بحسب إعلان الحزب، الذي أكد أنّه “أوقع جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح”.
وأكد الحزب أنه استهدف في وقت سابق من اليوم جنوب كريات شمونة، وثكنة زرعيت، ومجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا، كما “شنّ بسربٍ من المسيرات الإنقضاضية على مربض المدفعية في نافيه زيف وأصابت أهدافها بِدقة”.
كما أعلن الحزب تدمير ثلاث دبابات ميركافا “بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس”.
وغداة عشرات الغارات الليلية التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية، قال مسؤول الإعلام في حزب الله محمد عفيف، إنه “لا وجود إطلاقاً لأي أسلحة في المباني التي قصفتها إسرائيل بالضاحية الجنوبية”، وإن القصف والتدمير “المنظم والمتواصل” للمباني في الضاحية هو “إرهاب وعدوان”.
وقدّر عفيف عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي بـ”الكبير جداً رغم التعتيم”، مشيراً إلى أن “ما حدث في مسغاف عام ومارون الراس والعديسة اليوم ليس سوى البداية”.
أهالي الجنوب: أصبحنا معزولين عن العالم الخارجي
وأرسل الجيش الإسرائيلي “تحذيراً عاجلاً” لسكان جنوب لبنان طالبهم فيه بـ”عدم الانتقال بالمركبات من منطقة شمال نهر الليطاني إلى جنوبها”، حتى إشعار آخر.
وأكد الجيش أن هذا التنبيه يأتي “حفاظاً على سلامتهم” على وقع “قتال عنيف” يدور مع عناصر حزب الله، متهماً إياهم بـ”استغلال البيئة المدنية والمدنيين دروعاً بشرية لشن هجماتهم”.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية مناشدات أهالي بلدات قضاءي مرجعيون وحاصبيا لشركات الاتصالات العمل على إعادة شبكة الإنترنت والاتصالات في أسرع وقت ممكن، حيث “أصبحوا معزولين عن العالم الخارجي، في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة”.
يأتي ذلك فيما جددت عدد من الدول دعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً عقب التصعيد الأخير في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة نظمت رحلة من بيروت إلى إسطنبول الأربعاء للسماح للأمريكيين بمغادرة لبنان في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وأوضح ميلر خلال مؤتمر صحفي أن حوالي 7000 أمريكي في لبنان، أدرجوا أسماءهم في برنامج لدى الحكومة الأمريكية بهدف مغادرة البلاد.
وأضاف ميلر أن رحلة الأربعاء كانت بسعة حوالي 300 مقعد، ونقلت حوالي 100 أمريكي وأفراد أسرهم، مشيراً إلى أن واشنطن كانت تعمل مع شركات الطيران منذ السبت الماضي لتوفير مقاعد للأمريكيين على الرحلات التجارية المتاحة.
“الوقت ينفد”
وعلى صعيد دبلوماسي، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده “لا تتطلع” إلى الحرب مع إسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من “تجبر” طهران على القيام بـ”رد فعل”.
وتعهد الرئيس الإيراني الذي يزور الدوحة، خلال مؤتمر صحفي مع أمير قطر، بـ”رد أقسى” في حال ردت إسرائيل على الهجوم الذي نفذته إيران بقرابة 200 صاروخ بالستي على مناطق إسرائيلية مساء الثلاثاء.
من جانب آخر أعلن البيت الأبيض عن مكالمة هاتفية شارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن مع قادة مجموعة السبع “لبحث هجمات إيران غير المقبولة على إسرائيل وتنسيق ردهم بما يشمل عقوبات جديدة”.
وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي أكد أنه “لن يدعم ضربة إسرائيلية على مواقع نووية إيرانية”.
وفي وقت سابق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً فرنسياً لوقف إطلاق النار في لبنان، “بينما صعّدت من ضرباتها، بما في ذلك استهداف حسن نصر الله”، مشدداً على ضرورة ضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة في المنطقة.
وأشار غوتيريش في كلمته أمام مجلس الأمن الأربعاء، إلى أن “العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تُعتبر الأكثر دموية وتدميراً خلال سنوات خدمته كأمين عام”.
وأضاف غوتيريش أن يجب تفادي اندلاع حرب شاملة في لبنان، حيث ستكون تبعاتها “كبيرة جداً” على المنطقة، داعياً إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، ووقف “الأعمال العدائية في لبنان” والسماح للجهود الدبلوماسية بالتقدم.
وفي تعليقه على الصراع الدائر في المنطقة، قال غوتيريش إن “الوقت ينفد”، وإن المدنيين يدفعون “ثمناً باهضاً”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن لبنان في حاجة ماسة إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء “التصعيد العسكري” بين إسرائيل وجماعة حزب الله، مشيراً إلى أن “نحو 1.2 مليون شخص في أنحاء لبنان قد نزحوا نتيجة الهجمات الإسرائيلية”.
وفي إفادة صحفية نظمتها مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان، و مقرها الولايات المتحدة، قال ميقاتي: “أوقفوا القتال، لا نريد المزيد من الدماء، لا نريد المزيد من الدمار”، مشدداً على أن “هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار”.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل ما سمّتها عملية “سهام الشمال” على مناطق عدة في لبنان، والتي تهدف لإضعاف حزب الله بحسب الجيش الإسرائيلي، وقد أسفر هذا التصعيد عن “مقتل أكثر من ألف لبناني، بينهم نساء وأطفال” بالإضافة لإصابة الآلاف، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
Source link
اضف تعليقك