اتهمت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبي لبنان، اليونيفيل، الجيش الإسرائيلي بقصف أحد أبراج المراقبة التابعة لها في مقرها في الناقورة.
وقالت إن اثنين من أفرادها أصيبا بنيران دبابة إسرائيلية على مقرها في جنوب البلاد الخميس، في حين تدور اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني على الحدود.
وأوضحت في بيان لها قائلة: “هذا الصباح أصيب اثنان من قوات حفظ السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا إسرائيلية نيرانها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوطهما”.
كما اتهمت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مدخل مخبأ في موقع اللبونة للقوات الدولية في رأس الناقورة، حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون.
وقالت إن إطلاق النيران ألحق أضراراً بالمركبات ونظام الاتصالات. كما شوهدت طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة حتى مدخل المخبأ.
وقالت اليونيفيل في بيان لها إن القوات الإسرائيلية قصفت “عن عمد” كاميرات مراقبة لأحد مراكزها، كما أطلقوا النار “عمداً” على نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، ما أدى إلى إتلاف الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال.
وذكّر بيان اليونيفيل الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات، مشيراً إلى أن أي هجوم متعمّد عليهم يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي ولقرار مجلس الامن رقم 1701١.
وكان مصدر في الأمم المتحدة قد قال لرويترز إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على ثلاثة مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل” في جنوب لبنان الخميس.
وأضاف المصدر لرويترز أن أحد المواقع التي تعرضت لإطلاق النار كان القاعدة الرئيسية لقوات اليونيفيل في الناقورة.
وقالت قوات اليونيفيل يوم الأحد إنها “قلقة للغاية بشأن الأنشطة الأخيرة” التي قام بها الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع لقوات حفظ السلام في جنوب غرب لبنان.
ولم تقدم تفاصيل، لكنها قالت إن الأنشطة خطيرة وإنه “من غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تنفذ المهام التي كلفها بها مجلس الأمن”.
وفي رسالة إلى الجيش الإسرائيلي بتاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول اطلعت عليها رويترز، اعترضت اليونيفيل على تمركز مركبات وقوات عسكرية إسرائيلية “على مقربة مباشرة” من مواقع الأمم المتحدة، “ما يعرض سلامة وأمن أفراد اليونيفيل ومبانيها للخطر”.
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قياديين في حزب الله
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس مقتل قياديين في حزب الله اللبناني، يقول إنهما مسؤولان عن الصواريخ المضادة والقذائف المضادة، وذلك في غارتين منفصلتين على جنوب لبنان.
وجاء في بيان للمتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أن “الطائرات الحربية قضت على أحمد مصطفى الحاج علي، قائد منطقة حولا في حزب الله”، وتقول إنه “كان مسؤولاً عن مئات من عمليات إطلاق القذائف الصاروخية نحو منطقة كريات شمونا”.
وأوضح أفيخاي أدرعي صباح الخميس، أن غارة أخرى “قضت” على محمد علي حمدان، قائد منظومة القذائف المضادة للدروع في حزب الله، مضيفاً أنه “كان مسؤولاً عن عمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات الشمال”.
وأفاد أدرعي أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت مساء أمس بتوجيه استخباراتي، “مستودعات أسلحة” في منطقة بيروت، إلى جانب “مستودعات أسلحة وبنى عسكرية أخرى” في جنوب لبنان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي استمرار استهداف ما يقول إنها مواقع لحزب الله في القرى الجنوبية، محذراً النازحين اللبنانيين من العودة إلى بيوتهم حتى إشعار آخر، حفاظاً على حياتهم.
وقال الجيش إنه نفذ أكثر من 110 غارات جوية ضد أهداف لحزب الله في لبنان خلال اليوم الماضي، وضرب البنية التحتية فوق الأرض وتحتها.
وأضاف أن القوات البرية في جنوب لبنان اشتبكت مع “العديد” من عناصر حزب الله وقضت عليهم، بمساعدة القوات الجوية.
على الجانب الآخر، قال حزب الله اللبناني إنه استهدف دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة، “ما أدى إلى احتراقها وتدميرها، وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح” بحسب البيان.
وقال في بيان لاحق إنه استهدف قوة للجنود أثناء محاولتهم سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة برشقات صاروخية “وأصابوها إصابة مباشرة”.
وفي بيانات سابقة الخميس، قال حزب الله إنه استهدف كريات شمونة ومحيط موقع المرج، شمال إسرائيل برشقات صاروخية “كبيرة”.
وجاء في البيانات المنفصلة أن مقاتلي حزب الله استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في بيت هلل، وتجمعاً في معيان باروخ، وثالث في كفرجلعادي برشقات صاروخية.
اتصالات دبلوماسية “مكثفة” قبيل اجتماع مجلس الأمن
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية، قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية عنه قوله “إن هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة” في سبيل استئناف البحث في “حلول سياسية”.
وأضاف ميقاتي: “لقد عبرنا مجدداً خلال الاتصالات الديبلوماسية عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701، شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته”.
وشدد على أولوية وقف ما “العدوان الإسرائيلي” الذي يقول إنه يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ولا يوفّر الحماية للمدنيين وعناصر الإسعاف والإغاثة، واصفاً ذلك بأنه “أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية”.
وحذر من توسع نطاق المواجهات قائلاً: “إن العنف والقتل والتدمير لن يوصل إلى حل، ويجب إلزام إسرائيل وقف عدوانها المدمّر، لأننا نخشى إذا ما تطورت الأمور، أن تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة بأسرها”.
من ناحية أخرى، حثت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل على تجنب العمل العسكري في لبنان على غرار ما حدث في غزة، بعد أن قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “لبنان قد يواجه دماراً مماثلاً للذي حدث في القطاع الفلسطيني”.
وتعهد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي بمواصلة قصف أهداف حزب الله “دون السماح لهم بأي راحة أو تعافي”.
وجاءت التعليقات بعد مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، وهي الأولى بينهما منذ سبعة أسابيع.
وقال البيت الأبيض إن بايدن طلب من نتنياهو “تقليص الضرر” الذي قد يلحق بالمدنيين في لبنان، خاصة في “المناطق المكتظة بالسكان في بيروت”.
على الصعيد ذاته، قال الكرملين يوم الخميس إن التوسع الجغرافي للصراع في الشرق الأوسط إلى لبنان له عواقب كارثية على المنطقة.
وأدلى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بهذا التصريح عندما سئل عن احتمال استعداد إسرائيل لعمل عسكري في سوريا، الحليف الوثيق لروسيا.
الدفاع المدني يطالب “بموقف حازم”
قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن أربعة قتلى على الأقل سقطوا خلال غارة جوية إسرائيلية على مبنى في منطقة الحفير غربي بعلبك، فجر الخميس، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في استهداف عدة مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضحت الوكالة اللبنانية أن الجيش الإسرائيلي “وجه إنذاراً بقصف المباني في حارة حريك، وسط تحليق مسيّرة على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية”.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني مساء الأربعاء، إن خمسة من عناصرها قُتلوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت مركزاً تابعاً لها في جنوب لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي لضحايا العاملين في مجال الطوارئ إلى 115 على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وطالبت وزارة الصحة اللبنانية “المجتمع الدولي بموقف حازم يحول دون مضي العدو” في استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف “ضارباً بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية” بحسب بيان لها.
يأتي ذلك فيما أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهداف ميناء إيلات جنوبي إسرائيل مساء الأربعاء، مشيرة في بيان مقتضب لها، إلى أن مقاتليها ضربوا “هدفاً حيوياً في أم الرشراش (إيلات)، ومؤكدة استمرار “عمليات المقاومة”.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة مسيرة فوق البحر الأحمر كانت في طريقها إلى البلاد، دون تقديم تفاصيل إضافية.
فيما قال الناطق باسم مديرية الأمن الأردنية عامر السرطاوي، إن جسماً متفجراً سقط في منطقة الشاطئ الجنوبي لمدينة العقبة جنوبي البلاد، موضحاً أن “سلاح الهندسة الملكي تولى التعامل مع شظايا وبقايا الجسم المتفجر”، مؤكداً “عدم وجود أي إصابات جسدية تذكر”.
غارات على سوريا
وفي سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارة إسرائيلية ضربت طريقاً يربط سوريا بلبنان الخميس، في محاولة لقطع طرق إمداد حزب الله في لبنان.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن “طائرات إسرائيلية نفذت ضربة استهدفت الطريق الذي يربط سوريا ولبنان” في منطقة القصير على الجانب السوري من الحدود.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المجموعة التي لديها شبكة واسعة من المصادر في سوريا، إن الضربة جاءت كجزء من المحاولات الإسرائيلية “لقطع خط الإمداد لحزب الله”، مضيفاً عدم وجود إصابات.
ونفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على منطقة صناعية في محافظة حمص ما تسبّب باندلاع حريق ضخم ووقوع أضرار مادية، بالإضافة إلى غارات أخرى استهدفت حماة فجر الخميس، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.
وقالت الوكالة السورية إن الغارة استهدفت “المدينة الصناعية في حسياء الواقعة على بُعد حوالى 30 كيلومتراً جنوب مدينة حمص، وبالتحديد معمل سيارات، وسيارات محمّلة بمواد طبية وإغاثية بالمدينة”، مشيرة إلى أنّ “المعلومات الأولية تفيد بإصابة شخص ووقوع أضرار مادية”.
فيما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن الجيش الإسرائيلي استهدف أيضاً “أحد المواقع العسكرية في حماة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مصنع تجميع السيارات المستهدف بالغارة في حمص، هو “مصنع إيراني”، فيما لم يكشف عن الأماكن المستهدفة في ريف حماة الجنوبي.
ويأتي هذا القصف الجوي الإسرائيلي بعدما قالت وسائل إعلام سورية رسمية إنّ قصفاً إسرائيلياً أسفر الأربعاء عن مقتل شرطي في جنوب سوريا بالإضافة إلى عنصر من حزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أدهم جاحوت العضو في حزب الله، خلال ضربة جوية في منطقة القنيطرة بالقرب من الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن جاحوت كان “وسيطاً، ويقوم بنقل معلومات من مصادر في النظام السوري لحزب الله”، بالإضافة إلى نقل “معلومات جمعت على الجبهة السورية للسماح بشن عمليات ضد إسرائيل من الجولان”.
فيما قتل سبعة مدنيين على الأقل يوم الثلاثاء، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً في حي المزّة في دمشق، بحسب وزارة الدفاع السورية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ذلك القصف تسبب في مقتل تسعة مدنيين، وأربعة آخرين بينهم “اثنان من حزب الله اللبناني”.
ونادراً ما تعلق السلطات الإسرائيلية على الهجمات في سوريا، لكنها تؤكد أنها “لن تسمح لإيران بتعزيز نفوذها” في هذا البلد.
طيران الإمارات يلغي رحلات العراق وإيران
من ناحية أخرى، أعلن طيران الإمارات إلغاء رحلاتها من وإلى العراق (بغداد والبصرة جنوبي العراق) وإيران (طهران) حتى 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وقالت في تحديث جديد إنه لن يُسمح للعملاء، في رحلات عبور خلال دبي، الذين وجهتهم النهائية هي العراق (بغداد والبصرة) وإيران (طهران) بالسفر من مطار مغادرتهم حتى 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ويشمل ذلك اليوم.
وأوضحت أن رحلاتها من وإلى بيروت تظل ملغاة حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بما يشمل ذلك اليوم، ولن يُسمح للعملاء في رحلات عبور خلال دبي الذين وجهتهم النهائية هي بيروت، بالسفر من مطار مغادرتهم حتى إشعار آخر.
وأضافت أننا نراقب الوضع في المنطقة باستمرار وعن كثب، ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات المعنية في ما يتعلّق بالتطورات.
وأعلنت ما يُعرف بـ “المقاومة الإسلامية في العراق” استهداف ما وصفته بـ “هدفيْن حيوييْن” شمالي إسرائيل، بواسطة الطيران المسيّر.
وقالت المجموعة المسلحة في بيانيْن منفصليْن، إن عناصرها “هاجموا فجر وصباح اليوم الخميس هدفيْن حيوييْن شمال أراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسير”، من دون تحديد أسماء المناطق التي جرى استهدافها.
وأضاف البيان أن عملياتها تأتي “نصرة لأهالي فلسطين ولبنان”.
Source link
اضف تعليقك