ندّد عمران ريزا منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان بما وصفه بـ”الهجوم المدمر” على بلدية النبطية جنوب لبنان خلال اجتماع لفريق الإغاثة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وقال ريزا في بيان الأربعاء، “نشهد في لبنان عواقب جسيمة وشديدة على المدنيين والبنى التحتية المدنية بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية”.
وأضاف أن “هجوما مدمرا في النبطية جنوب لبنان، أسفر هذا الصباح عن مقتل المزيد من المدنيين والعاملين في السلطات المحلية، إذ تزامن الهجوم مع اجتماع مخصص لمناقشة الأزمة والاستجابة الإنسانية في مبنى البلدية”.
إذ أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بمقتل رئيس بلدية مدينة النبطية أحمد كحيل وعدد من أعضاء البلدية ومسؤول الإعلام فيها محمد سليم بيطار، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت صباح الأربعاء مبنى بلدية النبطية، كما ذكر الدفاع المدني اللبناني مقتل أحد أفراده في الغارة ذاتها.
الأمر الذي أكده الجيش الإسرائيلي بقوله إنه “شن سلسلة غارات تستهدف عشرات الأهداف لحزب الله في منطقة النبطية؛ وإنه نجح في تدمير مسار نفق تحت الأرض يقول إن قوة الرضوان في جنوب لبنان استخدمته”.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الطيران الإسرائيلي اخترق جدار الصوت على دفعتين بشكل عنيف في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.
يأتي ذلك بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على المنطقة صباح الأربعاء، للمرة الأولى منذ خمسة أيام.
وسُمع دوي انفجارات وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من موقع ثلاث غارات، استهدفت إحداها مبنى قرب مدرسة قعيق في حارة حريك، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت “مستودعاً استراتيجياً تحت الأرض لتخزين الأسلحة تابعاً لحزب الله” في الضاحية الجنوبية.
وتأتي الغارات الجوية على بيروت بعد أقل من 24 ساعة من تصريح خاص لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، بأن الولايات المتحدة قدمت “نوعاً من الضمانات” بأن إسرائيل ستخفّض التصعيد في بيروت وضواحيها.
ومع ذلك، فإن الساعة التي بثت فيها قناة الجزيرة المقابلة، كانت طائرات استطلاع إسرائيلية تحلق على ارتفاع منخفض فوق بيروت، محدثة انفجارات صوتية بدت وكأنها حقيقية، قبل استئناف الغارات على الضاحية الجنوبية.
وشهدت الأيام الماضية تصريحات منسوبة لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ولبنانيين بشأن ضمان وقف الهجمات على بيروت وضواحيها الجنوبية.
وكان من بين تلك التصريحات ما ذكره الإعلام الإسرائيلي عن أوامر تلقاها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الحديث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو ما نفاه نتنياهو.
ويرى محللون أن استئناف الغارات على العاصمة اللبنانية يبعث رسالة مفادها عدم وجود ضمان لاستبعاد بيروت وضواحيها الجنوبية من الهجمات الإسرائيلية.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن حكومته تدرس فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين وسط تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، بسبب تصرفاتها في غزة والضفة الغربية ولبنان.
وكشف ستارمر أن بريطانيا ستعقد إلى جانب فرنسا اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمعالجة الوضع المتوتر في الشرق الأوسط.
مقتل رئيس بلدية النبطية جنوب لبنان
على الجبهة الجنوبية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل ظهر الأربعاء غارة جوية استهدفت مبنى على طريق أوتوستراد حبوش – النبطية بجنوب لبنان، ودمرته.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن غارة إسرائيلية على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها، أدت إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثة وأربعين.
وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، ما وصفه بـ “العدوان الإسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية، والذي استهدف عمداً اجتماعاً للمجلس البلدي، للبحث في وضع المدينة الخدماتي والإغاثي” بحسب تعبيره.
وتساءل ميقاتي عن جدوى اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار “إذا كان كل العالم عاجزاً”، عن وقف ما سماه “العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني”.
كما تساءل عما يمكن أن “يردع” إسرائيل عن “جرائمها”، التي وصلت إلى حد استهداف قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب اللبناني، بحسب تعبيره.
من جانبه، أفاد بيان للمتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأن قوات الفرقة 91 تواصل العمل ضد ما وصفتها بـ”بنىً إرهابية” لحزب الله في جنوب لبنان.
وأضاف على حسابه على إكس أن القوات الإسرائيلية داهمت على مدار الأيام الأخيرة “شبكة من فتحات الأنفاق وبِنىً تحتية تحت الأرض شملت أماكن للمكوث والتزود، وعثرت داخلها على الكثير من الوسائل القتالية”.
وقال أدرعي إن “وحدة الرضوان التابعة لحزب الله خصصت هذه المنشات للاستعداد لتنفيذ خطة ما يسمى باحتلال الجليل”.
وأضاف أن الغارات الإسرائيلية استهدفت الأربعاء في منطقة النبطية “مبانٍ عسكرية ومقرات قيادة عسكرية ومستودعات أسلحة زرعها حزب الله بجوار مباني مدنية مستخدماً السكان دروعاً بشرية”، بحسب البيان.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إن قواته البحرية ضربت عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بالتعاون مع قواته على الأرض.
وواصل الجيش الإسرائيلي الأربعاء استهداف بلدات قضاء مرجعيون بجنوب لبنان، كما استهدف بلدتيْ القليلة والحنية جنوبي مدينة صور، بغارتين استهدفتا أحياء سكنية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام .
وفي ساعات الصباح الباكر من يوم الأربعاء، استهدف الجيش الإسرائيلي تلة العويضة المجاورة لبلدة كفركلا، كما استُهْدِفَت البلدة وبلدتيْ الخيام والطيبة.
من جانبه، أعلن حزب الله أن مقاتليه في وحدات الدفاع الجوي تصدوا مساء الأربعاء لمسيرتين إسرائيليتين كانتا تحومان فوق الجنوب اللبناني، باستخدام صواريخ أرض-جو وأجبرتاهما على التراجع ومغادرة الأراضي اللبنانية.
وواصل حزب الله استهدافه لعدة مناطق إسرائيلية الأربعاء، حيث أطلق عدة صواريخ باتجاه مدينة صفد ومنطقة يفتاح.
وقال الحزب إنه استهدف مرابض مدفعية في منطقتيْ ديشوت ودلتون.
وتفيد الأنباء بأن الغارات الجوية الإسرائيلية على أنحاء لبنان الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 18 على الأقل.
وتقول وزارة الصحة العامة اللبنانية إن خمسة قتلوا في رياق في وادي البقاع شرقي لبنان، وخمسة آخرين قتلوا في سِربين، وثلاثة في تولين في الجنوب.
ولا تزال فرق الدفاع المدني تبحث بين الأنقاض عن مفقودين في بلدتي قانا والمجادل، بالقرب من صور في الجنوب، اللتين تعرضتا لغارات متتالية مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء، أسفرت عن مقتل واحد وإصابة 30 آخرين، في حصيلة أولية وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي أماكن أخرى في الجنوب، قُتل أربعة في مزرعة مشرف، وفقاً لهيئة الدفاع المدني.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية في لبنان عن مقتل 2350 شخصاً على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، وخلفت ما يقرب من 11.000 مصاب، وفقاً لوزارة الصحة، ونزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني.
وبحسب إسرائيل، قُتل نحو 50 إسرائيلياً، من العسكريين والمدنيين، خلال الفترة نفسها.
رصد حالة كوليرا في عكار شمالي لبنان
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية رصد حالة إصابة بمرض الكوليرا، لسيدة لبنانية، من منطقة عكار شمالي البلاد.
وأشارت الوزارة في بيان الأربعاء، إلى أنه جرى إبلاغها بهذه الحالة أمس الأول، قبل تأكيدها اليوم الأربعاء “عبر عزل الجرثومة في أحد المختبرات المرجعية”.
وأوضح البيان أن السيدة المصابة لم يسبق لها السفر، وأن وزارة الصحة تقوم بـ “جمع عينات من المخالطين، والبحث عن حالات أخرى في محيط المريضة”.
وأشار إلى أن جهود الوزارة تتضمن “البحث عن تلوث للمياه، وقد جرى جمع عدد من عينات المياه من السمونية، [القرية التي تقطنها المريضة]، وإرسالها إلى المختبرات المرجعية”.
إيران تحذر إسرائيل من رد “حاسم ومؤسف”
في السياق ذاته، أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن طهران مستعدة لرد “حاسم ومؤسف” إذا هاجمت إسرائيل بلاده رداً على أي هجوم صاروخي.
وكانت الجمهورية الإسلامية قد أطلقت نحو 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، رداً على مقتل اثنين من أقرب حلفائها، وهما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، فضلاً عن قيادي إيراني.
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأسبوع الماضي بأن يكون الإجراء الانتقامي لبلاده “قاتلاً ودقيقاً ومفاجئاً”.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مكالمة هاتفية مع غوتيريش، وفقاً لبيان صدر عن مكتبه الأربعاء، إن “إيران، في حين تبذل كل الجهود لحماية السلام والأمن في المنطقة، إلا أنها مستعدة تماماً لرد حاسم ومؤسف على أي مغامرة” من قبل إسرائيل.
وخلال مكالمة هاتفية مساء الثلاثاء، ناشد عراقجي الأمم المتحدة أيضاً استخدام مواردها “لوقف جرائم واعتداءات النظام الإسرائيلي، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى لبنان وغزة”.
وقال مكتبه إن كبير الدبلوماسيين الإيرانيين تحدث أيضاً عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو الثلاثاء.
وفي المكالمة، أكد عراقجي على ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وحذر من أي “مغامرات جديدة” من جانب عدوها اللدود في المنطقة، داعياً إلى تذليل “العقبات” الإسرائيلية التي تحول دون تسليم المساعدات للنازحين.
جاء ذلك في أعقاب محادثة هاتفية يوم الأحد بين رئيسي البلدين، إيمانويل ماكرون ومسعود بزشكيان.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، زار عراقجي لبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق وعمان في محاولة لتخفيف التوترات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس، إن عراقجي وصل إلى الأردن الأربعاء، قبل أن يسافر إلى مصر وتركيا.
اضف تعليقك