OnNEWS

مجلة اخبارية

الرياضة

الساحر ليونيل ميسي..الأوركيد الذي لم يخفت عِطره


لن يكون مُحبو ميسي مُبالغين حينما يُشبهونه بزهرة الأوركيد الفاخرة التي وصفها القُدماء بـ”عطر الملوك”، ولعل خصائص الوردة الراقية تتشابه مع سِمات ميسي، فكلاهما يتحدى الظروف القاسية لينثر عِطره في كافة الأرجاء.

اكتسبت أزهار الأوركيد شعبيتها الواسعة بفضل قدرتها على الصمود طويلاً أمام تعاقب السنوات، فلا يخفت عِطر الزهرة السحرية حتى مع ذبول الورود حولها، فتفردها وتميزها يجعلها عصية على الانكسار مهما مر الزمن، وهذا ما ينطبق بتمامه على ميسي.

شباك بوليفيا تحتضن تُحفة فنية جديدة من ميسي

دخلت الأرجنتين مُباراة بوليفيا على أرض ملعب مونيمنتال في بيونس آيرس في صباح أمس أول الأربعاء برغبة حسم المُواجهة لاستعادة الثقة بعد التعادل في اللقاء ضد فنزويلا قبل ما يُقارب الأسبوع.

زادت تشكيلة سكالوني قوةً بمُشاركة ميسي الذي ابتعد عن المُشاركة الدولية لمدة تقترب من الشهور الثلاثة بسبب الإصابة، ولم يُحدث البولجا الفارق المُتوقع منه في لقاء فنزويلا الذي انتهى بنتيجة التعادل 1-1 رغم مُحاولاته المُستمرة.

خرج مُتابعو اللقاء بشعورٍ أن أداء ميسي عاد للزمن الجميل حينما كانت لياقته البدنية بنفس مستوى جودته الفنية، استمتع الجميع بهذا المزيج الفريد الذي صنع شعبية ساحر روزاريو في عالم الساحرة المُستديرة.

لم يُهدر ميسي الكثير من الوقت في بداية اللقاء، ونجح في تسجيل أول أهداف الألبيسيليستي في الدقيقة 19 بعد أن استلم الكرة، وتقدم بها، قبل أن يُسدد في الزاوية الضيقة للحارس البوليفي.

وفي الدقيقة 43 تحرك ميسي بشكلٍ مثالي في المساحة خلف الخط الخلفي للمُنافس، واستلم التمريرة البينية، وكان في موقفٍ مثالي للتسديد، ولكن فضيلة الإيثار لديه جعلته يُمرر الكرة لزميله لاوتارو مارتينيز الذي أسكنها الشباك بسهولة بفضل رؤية القائد.

ونجح ميسي في صناعة الهدف الثالث للأرجنتين في الدقيقة 45+3، وذلك بعد أن ساعد زميله جوليان ألفاريز على هز الشباك.

وضع ميسي بصمته على الهدف الخامس لصالح أبطال العالم في الدقيقة 84 وذلك بعد أن استلم الكرة، ومهدها لنفسه بقدمه اليُسرى، قبل أن يُسدد بإتقانٍ تام بقدمه اليُمنى (القدم غير المُفضلة له).

الهدف السادس في المُباراة والثالث لميسي جاء ليُذكر الجميع بأهداف الساحر في الزمن الجميل، وذلك بعد أن أربك الخط الدفاعي بسرعته، وانطلق دون أن يتوقع أحد خطوته التالية، وفي الوقت الحاسم تماماً أطلق تسديدته التي غالطت حارس بوليفيا.

أرقام في جعبة الساحر ميسي

رفع ميسي رصيد إسهاماته في المُباريات الدولية مع المُنتخب الأرجنتيني في القرن الحادي والعشرين إلى الإسهام رقم 169 (سجل 112 هدفاً وصنع 57 هدفاً)، ويتعادل البولجا بذلك مع غريمه كريستيانو رونالدو الذي ساهم في 169 هدفاً مع البرتغال (سجل 133 هدفاً وصنع 36 هدفاً).

كما أصبح ميسي هو صاحب أكبر رصيد من الهاتريك (3 أهداف في لقاءٍ واحد) في المُباريات الدولية مع المُنتخبات الوطنية، حيث أصبح يملك في جعبته 10 مُباريات سجل فيها هاتريك بقميص الأرجنتين (رقم قياسي دولي) ويتساوى فيه مع الدون رونالدو.

ورفع ميسي رصيد الهاتريك في كامل مسيرته على مستوى الأندية والمُنتخب إلى 58 هاتريك، ولا يتفوق عليه سوى الدون الذي سجل 66 هاتريك في كامل مسيرته.

وأصبح ميسي أيضاً هو ثاني أفضل مُسجل للمُنتخبات الوطنية بعد أن تفوق على الأسطورة الإيرانية علي دائي.

ولا يتفوق على البولجا سوى رونالدو، حيث سجل الدون 133 هدفاً في 216 مُباراة، فيما سجل ميسي 112 هدفاً في 188 مُباراة.

ووصل ميسي إلى التمريرة المُساعدة “الأسيست” رقم 57 في تاريخ مُشاركاته الدولية مع مُنتخب الأرجنتين، ولا يتفوق عليه في تاريخ المُنتخبات الوطنية سوى الأمريكي لاندون دونافان الذي صنع 58 أسيست مع مُنتخب أمريكا.

كلمات مُقلقة ونافذة أمل

خرج ميسي بعد المُباراة وأدلى بتصريحاتٍ أقلقت مُحبيه حول العالم، إذ أشار بشكلٍ واضح إلى إمكانية إعلان الاعتزال قريباً.

ميسي قال في تصريحاتٍ نقلتها صحيفة ذا جارديان البريطانية :”أنا لم أضع تاريخاً أو حداً زمنياً بشأن مُستقبلي”.

وتابع :”أنا فقط استمتع بكل هذه الأجواء، أنا أصبحت عاطفياً أكثر من أي وقتٍ مضى، واستقبل كل الحُب من الجمهور لأني أعرف أن هذه يُمكن أن تكون مُبارياتي الأخيرة”.

ميسي في نفس الوقت فتح نافذة أمل أمام عُشاق كرته الجميلة عندما قال :”أن أكون مُحاطاً بزملاء أصغر سناً أمر يجعلني أشعر بأنني صبي من جديد”.

وتابع :”أجد نفسي أقوم بأمورٍ سخيفة لأنني أشعر بأنني مُرتاح جداً، وطالما حافظت على هذا الشعور وطالما كان بمقدوري أن أساهم مع الفريق فإنني أخطط للبقاء هنا والاستمتاع مع المُنتخب الوطني”.

وأكد ميسي على رسالته في أثناء تكريمه من صحيفة ماركا الإسبانية كأفضل لاعب في التاريخ، حيث قال إن الحلم الأكبر الذي غازله كان الفوز بالمونديال، وشدد على أنه ليس في وسعه أن يطلب المزيد، على حد قوله.

وانضم أسطورة الأرجنتين في نسخة كأس العالم 1978 ماريو كيمبيس للمُطالبين ببقاء ميسي حتى كأس العالم 2026.

ويرى كيمبيس أن ميسي سيكون في حالة جيدة بدنية رائعة في وقت إقامة مونديال 2026.

 ولكنه شدد في الوقت ذاته على أن ليو هو من سيكون في يده القرار في النهاية، وبالتأكيد فإن مُحبي الكرة حول العالم يرغبون في مُشاهدة رقصة أخيرة للساحر على أرض العام سام.

شاهد أيضًا:





Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *