أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل خمسة من جنوده وإصابة نحو 20 آخرين في هجوم صاروخي بالقرب من مبنى في جنوب لبنان خلال الليل في معارك يخوضها ضد حزب الله.
وقال الجيش في بيان إن العناصر الخمسة، وكلهم من الجنود الاحتياط، “قُتلوا في معارك في جنوب لبنان” الخميس، وهو ما يرفع عدد العسكريين الإسرائيليين الذين قُتلوا منذ بدء العملية في لبنان في 30 سبتمبر/أيلول إلى 32، وفق وكالة فرانس برس للأنباء.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، مقتل الجنود الإسرائيليين الخمسة في جنوب لبنان ونشر هوياتهم.
وأعلن حزب الله، المدعوم من إيران، أنه شن هجمات صاروخية على قاعدة عسكرية قرب حيفا وصفد بشمال إسرائيل.
ويواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات استهدفت مواقع في لبنان، في أعقاب غارة ليلية أسفرت عن مقتل ثلاثة صحفيين من قناتي الميادين والمنار على مقر إقامتهم في حاصبيا.
وتعرضت قرى في القطاع الغربي في قضاء صور، منذ فجر اليوم، لغارات إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن القصف المدفعي استهدف قرى: الضهيرة، زبقين، طيرحرفا، أطراف علما الشعب، يارين ومروحين، وصولا إلى عيتا آلشعب ورامية.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية قصفت بـ “القذائف الفوسفورية” المناطق الحدودية في القطاع الغربي، مما أدى إلى اشتعال النيران في بساتين الزيتون وتضرر منازل.
وتشهد قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى مشارف مدينة صور والساحل البحري، تحليقا كثيفا للطيران الاستطلاعي والمسيّر، بحسب الوكالة.
كما شن الجيش الإسرائيلي غارة صباح اليوم، على الحدود اللبنانية السورية عند معبر جوسيه – القاع، مما أدى إلى إغلاقه.
وأغار الجيش الإسرائيلي على بلدة حانين في قضاء بنت جبيل، تزامنا مع قصف مدفعي إسرائيلي طال البلدة وبلدة كونين.
“جريمة حرب”
كان الجيش الإسرائيلي قد شن غارات ليل الخميس أسفرت عن مقتل ثلاثة صحفيين، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الصحفيين الثلاثة قُتلوا “في غارة معادية استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا”، مضيفة أن “الطيران الحربي المُعادي أغار عند الساعة الثالثة والنصف فجرا على الحدود اللبنانية السورية”.
وندد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة بالاستهداف الإسرائيلي “المتعمد” الذي أسفر عن مقتل ثلاثة صحافيين في مقر إقامتهم في جنوب لبنان، معتبرا ان ذلك يندرج ضمن “جرائم الحرب”.
وقال ميقاتي في بيان: “العدوان الاسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا، يشكل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الاسرائيلي”، معتبرا أن هدف “العدوان المتعمّد هو ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير”.
وكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد المكاري، على منصة إكس: “انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحفيين الليلية، لكي يغدر بهم في منامهم، وهم لم يتوقفوا خلال الأشهر الماضية عن تغطية الخبر في الميدان ونقله كشفا عن جرائمه الموصوفة”.
ووصف المكاري الحادث بأنه “جريمة حرب”، وقال إن هذا “اغتيال، بعد رصد وتعقب، عن سابق تصور وتصميم، إذ كان في المكان 18 صحفيا يمثلون 7 مؤسسات إعلامية”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
كما أعلنت “نقابة المصورين الصحافيين” في بيان أن “الاعتداءات الإسرائيلية لن تنجح في تحقيق أهدافها، فالطواقم الإعلامية مستمرة في توثيق إجرام العدو الإسرائيلي ونقله للعالم لإدانته وفضح جرائمه”، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وشددت على أن “هذه الاعتداءات ستضاعف عمل الطواقم الإعلامية لنقل حقيقة خرق العدو للقوانين الدولية من دون أي تراجع، فاعتداء اليوم يؤكد أن العدو يحاول النيل من وسائل الإعلام لإخفاء جرائمه، وعلى الرغم من التزام وسائل الإعلام بكل القوانين إلا أن العدو لم يلتزم يوما بها وها هو يتعرض للطواقم الإعلامية خلافا للقوانين الدولية”.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن الغارات الإسرائيلية أصابت فندقا في حاصبيا، يبعد نحو 50 كيلومترا جنوبي بيروت.
كما شن الطيران الإسرائيلي ليلا سلسلة غارات استهدفت بلدة حبوش بأربعة غارات متتالية، ومرتفعات الجبل الرفيع وأطراف بلدة جباع في منطقة إقليم التفاح.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الطيران الإسرائيلي “شن سلسلة غارات استهدفت الضاحية الجنوبية (للعاصمة بيروت) ليلا، بدءا بمنطقة الشويفات العمروسية، مرورا بحارة حريك ومنطقة سانت تيريز، وصولا إلى محيط برج الراجنة، كانت أعنفها في الشويفات العمروسية حيث دمرت مبنيين وأشعلت حريقا كبيرا، وغطت سحب الدخان الأسود المنطقة.
وأضافت أن غارة استهدفت منطقة سانت تيريز “تسببت بانهيار مبنيَين قرب المجلس الدستوري”.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الخميس، بعد إنذار الجيش الإسرائيلي سكان مبان في عدد من الأحياء بضرورة إخلاء مساكنهم.
واستهدفت ضربات إسرائيلية منطقتي صور وبنت جبيل في الجنوب الخميس، حسب الوكالة الوطنية للإعلام ، التي أفادت أيضا بشن طائرة مسيّرة غارة استهدفت سيارة على الطريق الرئيسي بين العاصمة ومنطقة البقاع (شرق)، فضلا عن وقوع معارك في قريتي عيتا الشعب ورامية الحدوديتين.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف منذ اليوم السابق “أكثر من 160 هدفا” لحزب الله الذي أعلن من جانبه خوض اشتباكات “من مسافة صفر” مع جنود إسرائيليين في بلدة عيتا الشعب “بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية”.
“إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله”
يأتي ذلك فيما يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة في لندن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لإجراء محادثات بشأن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن وصل إلى لندن في وقت متأخر ليل الخميس إثر جولة شملت ثلاث دول شرق أوسطية دعا خلالها إلى حماية المدنيين اللبنانيين، لكن من دون أن يطالب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف المسؤول أن بلينكن سيلتقي أيضا في لندن الجمعة، بشكل منفصل، وزيري خارجية الأردن والإمارات، الدولتين اللتين تعتبران شريكتين رئيسيتين للولايات المتحدة في خطة المرحلة التالية لانتهاء الحرب في غزة.
ويأتي لقاء ميقاتي وبلينكن غداة مشاركته في مؤتمر دولي لدعم لبنان استضافته باريس أكد خلاله ميقاتي أن “السلاح يجب أن يكون في أيدي الجيش اللبناني والدولة اللبنانية فقط”، في حين أن حزب الله مدجّج بسلاح تقدّمه إيران.
من جانبه، اعتبر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الخميس أن حزب الله هو “أقوى مدافع عن لبنان” في مواجهة إسرائيل.
وخلال المؤتمر، الذي أتاح جمع 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية و200 مليون دولار للجيش اللبناني، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، عمران رضا، من أن هذا البلد مهدد بـ “الوقوع في هاوية إنسانية”.
ولم يحضر بلينكن مؤتمر باريس، لكنه شارك فيه عبر أحد مساعديه.
وكان بلينكن قد وصف، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة يوم الخميس، الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في لبنان بأنها تهدف إلى إزالة “التهديد” الذي يشكله حزب الله، مشددا على أنه لا بد أن يكون هناك في نهاية المطاف حل دبلوماسي لهذا النزاع.
وأضاف: “كنا شديدي الوضوح في أن هذا الأمر لا يمكن أن يؤدي، ويجب ألا يؤدي، إلى حملة مطولة، وأن إسرائيل يجب أن تتخذ الخطوات اللازمة لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين ولعدم تعريض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو القوات المسلحة اللبنانية للخطر”.
وبعد عام من الحرب في غزة، نقل الجيش الإسرائيلي مركز ثقل عملياته إلى لبنان حيث يشن حملة غارات جوية على معاقل حزب الله منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، ترافقها عمليات برية في الجنوب منذ 30 سبتمبر/أيلول.
وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية بجنوب لبنان والسماح بعودة 60 ألف مواطن نزحوا بسبب إطلاق الصواريخ المتواصل خلال العام الماضي على شمال إسرائيل.
وأسفر التصعيد عن مقتل نحو 1552 شخصا في لبنان بنيران إسرائيلية منذ 23 سبتمبر/أيلول، حسب تعداد لوكالة فرانس برس للأنباء يستند إلى بيانات رسمية، كما سجلت الأمم المتحدة حوالى 800 ألف نازح.
اضف تعليقك