يحتفل الملايين في الهند وخارجها بعيد ديوالي الذي يصادف فصل الخريف من كل عام ويستمر خمسة أيام، فما هي رمزية هذا العيد وما هي طقوسه؟
ديوالي مهرجان يحتفي به الهندوس والسيخ والجايني في جميع أنحاء العالم، ويتزامن مع بداية السنة الهندية الجديدة التي “تبشر ببدايات جديدة، وانتصار الخير على الشر والنور على الظلام” كما يشكل مناسبة للاحتفال بالحياة والأمل والتفاؤل وتمتين العلاقات الاجتماعية.
متى يُحتفى بديوالي؟
يصادف تاريخ الاحتفاء بالمهرجان السنوي عادة بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، ولكن التاريخ الدقيق يختلف كل عام حيث يعتمد التقويم الهندوسي على القمر، إذ يحتفل الهنود بعيد ديوالي هذا العام يوم الخميس، ولكن بعض أجزاء البلاد ستحتفل بالمهرجان يوم الجمعة.
أصل ديوالي
أصل الكلمة هي ديبفالي (Deepavali )، باللغة السنسكريتية، وتعني “صفوف المصابيح المضاءة”.
وتُزين المنازل والمحلات التجارية والأماكن العامة بمصابيح زيتية صغيرة تسمى “دياس”، كما يستمتع الناس أيضاً بالألعاب النارية ويعدون بعض أنواع الحلويات الهندية، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال.
عودة راما وسيتا
يحتفل أتباع كل دين بحسب الأحداث والقصص التاريخية الخاصة بهم، فالهندوس يحتفلون بعودة الإلهين راما وسيتا إلى أيوديا، بعد نفيهما مدة 14 عاماً، بالإضافة إلى أنه اليوم الذي دمرت فيه آلهة دورغا شيطاناً يدعى ماهيشا.
أما السيخ، فيحتفلون بذكرى إطلاق سراح غورو هارغوبيند صاحب جي، من السجن الذي رفض المغادرة حتى أطلق الإمبراطور جهانغير سراح 52 سجينا سياسيا هندوسيا أيضا.
وافق جهانغير على إطلاق أكبر عدد ممكن ممن يستطيعون الإمساك برداء غورو جي. ولهذا السبب ، صنع غورو جي رداء خاصا له 52 ذيلاً، مما يسمح لجميع السجناء السياسيين الـ 52 معه الإمساك بالرداء.
ولا يزال الرداء معروضاً في غوردوار في المعبد الذهبي في بنجاب، والذي أصبح زيارته طقساً لا بد منه لأنه يعد من أكثر الأماكن المقدسة عند السيخ، وقد وُضع حجر الأساس له في عام 1577.
أما مؤسس ديانة “الجانيه” اللورد مهافيرا، فأعلن الاحتفال بديوالي لحظة وصوله إلى حالة تسمى “موكشا” أو ” النيرفانا” التي تعني النعيم الأبدي.
ما هي التقاليد المتبعة في ديوالي؟
في اليوم الأول، يبدأ الهندوس يومهم بالاستحمام والتعبد بالقرب من شجرة الريحان المقدسة
ويسمى العيد في اليوم الثاني بـ “تشوتي ديوالي”، أي (ديوالي الأصغر)، يقومون بتدليك أجسامهم بالزيوت المطرة ويزينون منازلهم بالورود، ويتناولون أنواعاً معينة من الحلويات تعرف باسم “ميتاي”، ويوقدون بعد ذلك الشمعدانات في صفوف متراصة.
ويسمى اليوم الثالث، بـ “لاكشيمي بوغا”، ويعد اليوم الأهم من بين الأيام الخمسة للعيد. يلتقي فيها الأهل والأقارب ويرددون عبادة الآلهة “لاكشيمي”، يطلبون منها منح البركة والنجاح والثروة والصحة. وفي المساء يطلق الشباب والأطفال المفرقعات النارية. ثم تجتمع العائلات لتناول العشاء معاً، وتوقد الشموع طوال الليل على أمل أن تنير تلك الشموع طريق الأرواح الصاعدة للسماء.
أما اليومان الرابع والخامس، فيتم تخصيصهما لتبادل الزيارات بين أبناء العائلة الواحدة.
حدث اجتماعي عصري
عدا عن القيمة الروحية للعيد لدى المحتفلين به، فقد استطاع الهنود في العقود الأخيرة، تخليده والحفاظ عليه من خلال تحويله إلى حدث اقتصادي واجتماعي، مواكباً للتطورات السياسية والاقتصادية التي تمر بها الهند.
وبات العيد يجتذب المشاركين والمحتفلين حتى من غير الهندوس والسيخ والجانيه. وذاع صيته في معظم أنحاء العالم بسبب ضخامة الاحتفالات وأعداد المحتفلين الهائلة.
كما سارعت المؤسسات والشركات التجارية إلى تنظيم الاحتفالات والبرامج والبازارات والمعارض والحفلات الغنائية والراقصة وإنتاج البضائع والزينة الخاصة والمأكولات والحلويات الخاصة بالعيد وعرضها في الأسواق، وبالتالي تحقيق أرباح اقتصادية في معظم المجالات.
وتطغى الأضواء الملونة على معظم أرجاء الهند في المنازل والأسواق والشوارع والأماكن العامة.
Source link
اضف تعليقك