قبل أن تبدأ القراءة، ارفع مستوى التحدي مع نفسك لأنك قد تتفاجأ من الأسئلة المطروحة، وقد تتفاجأ أكثر من إجاباتها!
لماذا يوم التصويت في الانتخابات الأمريكية هو يوم الثلاثاء؟ ماذا تعني فترة “البطة العرجاء”؟ وكم يتقاضى نائب الرئيس الأمريكي راتباً؟
هذه الأسئلة وغيرها ستعرف إجابتها الشافية في هذه القصة.
في يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، توجه الأمريكيون إلى انتخاب الرئيس ونائب الرئيس القادمين للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى اختيار ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وجميع أعضاء مجلس النواب الأمريكي البالغ عددهم 435 عضواً.
يوم الانتخاب هو الثلاثاء الذي يأتي بعد أول يوم اثنين من نوفمبر/تشرين الثاني كيوم للانتخابات الرسمية. قد يبدو من البديهي أن أي يوم ثلاثاء يسبقه يوم اثنين، والمشرع الأمريكي اختار الثلاثاء بعد أول يوم اثنين في نوفمبر/تشرين الثاني كي لا تصادف الانتخابات أول الشهر، حتى لو كان هذا اليوم ثلاثاء. الهدف هو تجنب أي تداخل مع العطلات أو أحداث معينة في بداية الشهر.
لماذا لا يتسلم الرئيس الأمريكي سُلطاته فور انتخابه؟
رغم أن معظم الديمقراطيات تسلّم فيها السلطة بشكل سريع، تحتفظ الولايات المتحدة بفترة انتقالية طويلة نسبياً، حوالي 11 أسبوعاً، تبدأ من يوم الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني حتى التنصيب في 20 يناير/كانون الثاني. يعود هذا التوقيت إلى الدستور الأول الذي أقرّ فترة انتقالية من نوفمبر/تشرين الثاني إلى 4 مارس/آذار حيث كان يتم تنصيب الرئيس المنتخب، وكان السبب وراء ذلك هو الصعوبات اللوجستية في القرن 18 حين كان نقل المعلومات والأشخاص بطيئاً. أدت الأزمات التي مرت بها البلاد، خصوصاً في ظل الكساد الكبير، إلى تعديل هذه المدة لتصبح أقصر مع التعديل العشرين للدستور عام 1933.
إضافةً لذلك، يجب على الرئيس الجديد تشكيل حكومة تضمّ أكثر من 4000 تعيين إداري، بالإضافة إلى عملية انتقالية معقدة تشمل مؤسسات كبرى مثل البنتاغون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض نفسه، الذي يستعد بفريق كامل يتولى تحويل البيت إلى مقر جاهز للرئيس الجديد خلال ساعات قليلة فقط.
وتقرر تسريع التنصيب إلى 20 يناير/كانون الثاني وفق التعديل 20 لتقليص فترة “البطة العرجاء”.
لا شك أنك في حاجة إلى تفسير لهذا المصطلح.
ما هي “فترة البطة العرجاء”؟
يُستخدم مصطلح “البطة العرجاء” (Lame duck) لوصف الرئيس أو المسؤول الذي انتهت ولايته لكنه لا يزال في المنصب حتى تسليم السلطة لخلفه.
يعود أصل هذا المصطلح إلى القرن الـ 18 في لندن، حيث كان يُستخدم لوصف رجال الأعمال الذين عجزوا عن سداد ديونهم خصوصاً في البورصة. ثم انتقل إلى السياق السياسي، إذ يمر الرئيس الأمريكي بفترة تراجع النفوذ خلال هذه الفترة لأن التركيز يتحول إلى الإدارة القادمة. رغم أن الرئيس الحالي لا يزال يمتلك السلطة الكاملة، إلا أن قدرته على اتخاذ قرارات مؤثرة غالباً ما تكون محدودة بفعل هذا الوضع المؤقت، مما يجعله في وضع أشبه بـ”البطة العرجاء” سياسياً.
كل هذه المعلومات تدور حول شخصية واحدة، ألا يدفعك الفضول إلى السؤال عن المبلغ الذي يتقاضاه من يظفر بهذا المنصب؟
كم يتقاضى الرئيس الأمريكي راتباً؟
يحصل الرئيس/ة الأمريكي على راتب سنوي قدره 400,000 دولار، وفق ما حدده الكونغرس عام 2001. بالإضافة إلى امتيازات أخرى تشمل نفقات السفر بقيمة 100,000 دولار ونفقات شخصية تصل إلى 50,000 دولار سنوياً، و19 ألف دولار للترفيه، وفقاً لتقارير صحفية أمريكية.
قبل ذلك، كان راتب الرئيس ثابتاً عند 200 ألف دولار لمدة 30 عاماً. وقد اعتُبر زيادة الراتب مناسباً جزئياً كرمز للاحترام لواحدة من “أصعب الوظائف وأكثرها إلحاحاً وأهمية على وجه الأرض”، وفق ما تصفه الصحافة الأمريكية.
إضافةً إلى هذا، يتمتع الرئيس/ة بسكن رسمي في البيت الأبيض، واستخدام الطائرة الرئاسية وغيرها من التسهيلات التي تساعده/ا على التفرغ لمهامه/ا الرسمية. الهدف من هذه الامتيازات هو منع أي تضارب في المصالح وتشجيع ساكن/ة البيت الأبيض على التركيز الكامل في إدارة الدولة.
Source link
اضف تعليقك