#صحة
غيث التل
اليوم
تعد الصحة النفسية ركيزة أساسية في استقرار المجتمعات، ولطالما كان التثقيف بها، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ عليها ورعايتها بطرق سليمة، أمراً مهماً لصحة الإنسان، خاصةً أنها مرتبطة بالصحة الجسدية بشكل مباشر، وتؤثر في الأجيال، وترتبط بسلوكها ارتباطاً وثيقاً، لا يمكن الانفصال عنه.
وتعد حملة «نحن معك»، التي أسستها بسمة آل سعيد في سلطنة عمان، واحدةً من المبادرات المهمة على مستوى الوطن العربي، وتهدف إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية، ودعم الأفراد الذين يواجهون تحديات نفسية في مختلف مراحل حياتهم، وخفض الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالاضطرابات النفسية.
10 سنوات من التميز:
تحتفي المبادرة، هذا العام، بمرور عشر سنوات على تأسيسها، وقد قدمت إنجازات وإسهامات مقدرة في مجال الصحة النفسية، كما شهدت كل تلك السنوات إطلاق عدد كبير من البرامج التوعوية، والدورات التدريبية، وعقد شراكات مثمرة مع المؤسسات التعليمية، والجمعيات، والمنظمات العالمية، مثل «اليونيسف».
ولا يمكن إغفال مشاركة الشباب واليافعين في هذه المبادرة، فقد منحهم القائمون عليها آفاقاً جديدة في الحياة، لحثهم على مشاركة قصصهم المتعلقة بالتحديات النفسية، التي واجهوها في حياتهم.
وسبق للمبادرة أن أضاءت معالم مهمة في الخليج العربي باللون الأخضر (رمز الصحة النفسية)؛ فقد شوهد هذا اللون في دار الأوبرا السلطانية بعمان، وبرج المملكة في السعودية، ما ساهم – بشكل كبير ومؤثر – في تعزيز التفاؤل، وزيادة الأمل لدى الأفراد الذين يعانون نفسياً على مستوى الخليج العربي خصوصاً، والعالم عموماً.
احتفالية تليق بالحدث:
تنظم حملة «نحن معك» احتفالية خاصة، بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقتها، ودورها الكبير في دعم الإنسان. تشارك – في هذه الاحتفالية، التي تسعى إلى زيادة مستوى المعرفة في الجوانب النفسية، وخفاياها – نخبة من المتحدثين، الذين سيسلطون الضوء على مواضيع الصحة النفسية، وأحدث التطورات في هذا المجال، ما يساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتسليط الضوء على الدعم الذي يحتاج إليه الأفراد.
وتقام هذه الاحتفالية في التاسع من شهر نوفمبر الحالي، وتتحدث فيها بشكل رئيسي، من الإمارات، الشيخة الدكتورة علياء القاسمي، المعروفة بدورها الكبير في دعم وتمكين النساء والأطفال وأصحاب الهمم، كما أنها صاحبة جهود كبيرة في تطوير القطاع الصحي، ودمج الذكاء الاصطناعي معه.
ومن المتحدثين، أيضاً، الصحافية المصرية المتخصصة رحمة زين، والشاعرة العمانية عائشة السيفي، والإخصائية النفسية منيرة الجابري. وتطرح الفعالية عدداً من المسارات، التي يتحدث فيها مختصون معروفون على مستوى الوطن العربي. ففي مسار «التعافي – التعامل مع الأزمات والفقد»، تشارك اللبنانية لانا مدور، والعمانيان: الدكتور هاني القاضي، وعائشة السيفي.
وفي مسار «حول الأرض – البيئة والطبيعة والصحة النفسية»، الذي يركز على التأثيرات النفسية للتغير المناخي، وبناء المرونة ضد قلق البيئة، تتحدث نظيرة أحمد الحارثي، ورميثاء البوسعيدي. أما مسار «الاحتفاء بالتنوع العصبي»، فيشهد مشاركة: د. نوال المحيجري، ود. مصطفى النحاس، ود. حسن ميرزا.
ويحضر الدكتور عبد العزيز آبل، وإيمان نور الدين مسار «من القلب إلى القلب – بناء تواصل أقوى»، وهناك أيضاً مسارات: «مكان العمل الواعي – الازدهار في العمل»، ويتحدث فيه كلٌّ من: نورهان سخسوخ، وسعاد السركال، وهزار الزدجالي. ومسار «عالم الإدراك – أطلق العنان لإبداعك»، ويركز على أهمية الفن والموسيقى في إلهام الإبداع، والتعبير عن الذات، وتشارك به إنجي أبو زيد، وروما فيرنانديز، ودورا كورموس، والدكتورة زكية البوسعيدي.
ومن أجل زيادة الوعي، بمختلف المجالات المتعلقة بالصحة النفسية، هناك متحدثون عن «مختبر الازدهار – تمكين عقول الغد»، وتشارك فيه سهير العامري، وعبير المجيني.
وتتصدر ميا آل سعيد، وسارة حسن، مسار «قوة المرأة الكامنة – مساحة صحة المرأة النفسية». أما الصحة النفسية للرجال، فيتحدث عنها فهد هيكل، والدكتور حسين ميرزا، وسعد راشد العلوي، وأيوب البوصافي. وعن «العقول الواعية.. والقلوب الموجهة»، تحضر منيرة الجابري، ونورة الأخزمي، وجمانة العبدواني. وفي ورش العمل، تقدم الأخصائية النفسية، دورا كورموس، ورشة مختصة عن «التأمل اليقظ»، وسحر سلمانيان ورشة عن «كيفية إدارة الغضب». أما نورة الأخزمي، فستكون ورشتها عن الصحة النفسية للآباء والأمهات، ونظيرة أحمد الحارثي في ورشة عمل تحمل عنوان «فوائد الطبيعة للصحة النفسية».
بسمة تبعث البسمة:
منذ عشر سنوات، تسعى أخصائية الصحة النفسية للإرشاد الإكلينيكي، بسمة آل سعيد، إلى نشر البسمة على وجوه البشر، من خلال مبادرتها الملهمة، التي من شأنها نقلهم من الشك إلى اليقين. وتُسخّر آل سعيد خبراتها المتراكمة، وعلمها المشهود له في الصحة النفسية؛ لإنجاح عملها الخيّر، الذي توجهه، دائماً، إلى أهدافها السامية، وانتشال كل من يعاني نفسياً؛ ليكون إنساناً سليماً معافى، قادراً على إكمال مسيرته في الدنيا، بجد واقتدار.
اضف تعليقك