تلقي جولة الصحف الضوء على قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وقف استخدام الاعتقال دون محاكمة ضد المستوطنين اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، وفي مقال آخر، كيف سيتصرف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الحرب الأوكرانية؟ وأخيراً تداعيات فوز ترامب على الدول الغربية.
نبدأ من صحيفة هآرتس الإسرائيلية بمقال عنوانه “وزير الدفاع الإسرائيلي يقرر: إنه فصل عنصري رسمي”، قرار الوزير يسرائيل كاتس، وقف إصدار مذكرات اعتقال إداري دون محاكمة ضد المستوطنين اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وصف المقال القرار بـ”فصل عنصري بكل المقاييس: قانون لليهود وقانون آخر للفلسطينيين”.
ورأى أن “الاعتقال الإداري أداة وحشية لا مكان لها في دولة ديمقراطية”.
ووفق رؤية المقال فالاعتقال الإداري، “يمس حقاً أساسياً من حقوق الإنسان عبر انتهاك حق المعتقل في الوصول إلى جزء أساسي من الإجراءات القانونية، استناداً إلى أدلة سرية، وأحياناً حتى بدون علم المعتقل بالتهمة الموجهة إليه”.
“في البلدان الديمقراطية، ينبغي احتجاز الأشخاص ومحاكمتهم فقط على أساس أدلة كافية، في حين ينبغي جعل الاحتجاز الإداري لحالات الطوارئ المحددة”، يقول المقال.
وانتقد المقال كاتس الذي “لا يجد أي مشكلة في استخدام الاعتقال الإداري”، وقال إنه “يترك هذه الأداة الوحشية للسلطات لاستخدامها ضد الفلسطينيين”، و”يعمل ببساطة على تكييف تطبيق القانون في الأراضي المحتلة بما يتناسب مع الاعتقاد السائد بين اليمين بأن الإرهاب اليهودي غير موجود”.
واعتبرت الصحيفة أن قرار وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يوجه رسالة واضحة إلى “المحرضين اليهود في الضفة الغربية: افعلوا ما يحلو لكم، فأنتم خارج نطاق القانون. إن دماء الفلسطينيين مستباحة. وهذا بمثابة الضوء الأخضر للإرهاب اليهودي”.
وترى الصحيفة الإسرائيلية أن “تعيين كاتس يهدف إلى إضعاف الجيش الإسرائيلي، وتعزيز قوة اليمين المتطرف والمستوطنين”.
“لم يمض على تولي كاتس منصبه الجديد شهراً واحداً حتى أثبت بالفعل أنه مقاول هدم ممتاز”، وفق الصحيفة.
وحذر المقال من عدم كبح جماح الحكومة الإسرائيلية، وقال إن إسرائيل “سوف تكتشف أن هناك انحداراً جديداً ينتظرها في قفص الاتهام في لاهاي”.
هل يساعد ترامب أوكرانيا على الانتصار؟
حاول بارتون سوايم في مقاله “هل يساعد ترامب أوكرانيا على الانتصار؟” المنشور في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، مناقشة مستقبل الحرب الأوكرانية الروسية في عهد ترامب.
قال سوايم: “إذا صدقنا وسائل الإعلام، فإن انتخاب ترامب جعل الأوكرانيين في حالة من البؤس. في الواقع، وفقاً لكل مصدر استفسرت منه، فإن معظم الأوكرانيين لديهم الآن شعور متردد بالأمل”.
ورأى الكاتب أن صعود ترامب يعني أن المواجهة الدموية التي أرغمتهم عليها إدارة الرئيس جو بايدن لمدة عامين قد تبدأ في التغيير. “على مدى أكثر من عام، زودت الإدارة الأمريكية أوكرانيا بما يكفي من المواد لكي لا تخسر الحرب، ولكن ليس بما يكفي لكي تفوز بها”، بحسب سوايم.
وقال إن واشنطن أرجأت مرات عدة مساعدات عسكرية أقرها الكونغرس، مما أدى في كثير من الأحيان إلى وصول الأسلحة بشكل متأخر جداً لا يعود بأي فائدة تذكر.
وتحدث عن فرض الإدارة الأمريكية الحالية قيوداً على الجيش الأوكراني بشأن إطلاق الصواريخ الأمريكية إلى الأراضي الروسية، بمبررات منها أن الضربات الأوكرانية على أهداف روسية قد تستفز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما يعني الذهاب للانتقام النووي.
“هذا الأسبوع، وكأنها تعترف بفشلها في أوكرانيا في أسابيعها الأخيرة، ألغت إدارة بايدن القيود التي فرضتها على استخدام الصواريخ بعيدة المدى”، بحسب سوايم. ورأى أن هذا التراجع جاء في وقت متأخر للغاية.
واعتبر الكاتب أن كييف لا تزال لديها القدرة على القتال، وذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من توقع فرار قيادتها وسقوط حكومتها.
وأشار إلى الهجوم الأوكراني الذي وصفه بـ”الرائع” في الصيف الماضي على روسيا واحتلال مئات الأميال المربعة من الأراضي الروسية في كورسك.
وبشأن الخيارات المتاحة أمام ترامب فيما يتصل بأوكرانيا، قال إن استمرار المساعدات من شأنه أن يثير استياء بعض من أشد أنصاره التزاماً ومكانة، ويفرض عليه وعلى مستشاريه في مجال الأمن القومي التعبير عن مصالح واشنطن بطرق لم يفعلها بايدن قط.
أما خيار قطع العلاقات مع أوكرانيا وإجبارها على قبول “شروط مهينة” من شأنه أن يجعل ترامب يواجه وضع بايدن بعد الانسحاب من أفغانستان.
ورأى الكاتب أن تخلي الولايات المتحدة عن أوكرانيا من شأنه أن يشجع على اعتداءات في أماكن أخرى حول العالم.
واستند سوايم إلى رأي المنشق السوفياتي، ياريم أجاييف، المقيم في الولايات المتحدة، الذي يقول: “لا توجد طريقة للتظاهر بأن هزيمة أوكرانيا لن تكون هزيمة أخرى للولايات المتحدة. خسرنا للتو الحرب في أفغانستان، وإذا تخلينا عن أوكرانيا الآن، فسوف يتبع ذلك خسارة أخرى”.
ويرى أجاييف أنه “إذا حصل بوتين على الأراضي التي يحتلها بالفعل، فسيكون ذلك نصراً واضحاً له، وخسارة وهزيمة واضحة لأوكرانيا، وهزيمة واضحة للولايات المتحدة”.
“نهاية الغرب”
وفي مجلة “دير شبيغل” الألمانية يرى ديرك كوربجويت في مقال “نهاية الغرب”، أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تظهر فشل الديمقراطية الليبرالية، ورأى أنها أثبتت عجزها عن توفير بنية متماسكة لعصر ما بعد الحرب العالمية الثانية.
“اقترب عصر من نهايته وبدأ عصر جديد. ولا شيء يشير إلى هذا التحول بوضوح أكثر من انتخاب دونالد ترامب لفترة ثانية كرئيس للولايات المتحدة”، يقول كوربجويت.
ويعتقد الكاتب أن الغرب فقد هيمنته، والأساس المشترك للقيم، الذي كان يتداعى لبعض الوقت، ينهار الآن، مشيراً لصعود اليمين في إيطاليا وفرنسا وألمانيا.
وعاد الكاتب إلى المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وقال إن “العالم الغربي ازدهر بعد عام 1945، كرد فعل على نظامين شموليين: الاشتراكية القومية والستالينية. وكان الرايخ الذي أسسه هتلر بمثابة تذكير بأن مثل هذه الكارثة لا ينبغي أن تتكرر”.
ورأى أن وجود الاتحاد السوفياتي كذلك شجع الدول الغربية على الاستثمار في نموذج مضاد لامع: الديمقراطية الاجتماعية والليبرالية.
وتحدث كوربجويت عن قوة النظام الغربي سابقاً التي كانت تكمن في اهتمامه بالناس، وبالفرد، وبالرخاء من خلال المساواة الاجتماعية، وغياب السلطوية المفروضة من قبل الدولة.
ورأى أن ذلك جعل الغرب جذاباً في العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن “الذين عاشوا في الغرب استمتعوا بحرياتهم ومستويات معيشتهم المرتفعة”.
ويعتقد الكاتب أن الساسة من يسار الوسط على وجه الخصوص ــ الديمقراطيون في الولايات المتحدة والخضر في ألمانيا، على سبيل المثال ــ أولوا قدراً ضئيلاً للغاية من الاهتمام بحقيقة مفادها أن “قضية المساواة، والمخاوف المتعلقة بالانحدار الاجتماعي”، لا تختفي ببساطة عندما يكون المستوى العام للرخاء مرتفعاً.
وتحدث عن انطباع أن أحزاب يسار الوسط لم تفعل الكثير من أجل العمال، والآن يُنظَر إلى ارتفاع تكاليف المعيشة باعتبارها أحد أهم أسباب فوز ترامب.
“لم تتمكن الحكومات من ترسيخ مكافحة تغير المناخ في وقت مبكر كمشروع معقول وواضح. واستمر التردد والمراوغة والتباطؤ لفترة طويلة، إلى الحد الذي جعل العديد من الناس يخشون على حياتهم التي اعتادوا عليها، وكان ترامب قادراً على الاستفادة من ذلك أيضاً، من خلال إنكار الحقائق”، وفق الكاتب.
وقلل الديمقراطيون الليبراليون من أهمية استمرار مفهوم الأمة، فعندما اختفى الاتحاد السوفياتي خسر الغرب أهم مصدر للتماسك، وفي غياب الضغوط التي تدفعه إلى البقاء متحداً، بدأ كثيرون يركزون بشكل أكثر حرصاً على مصالحهم الخاصة، بحسب رؤية كوربجويت.
يرى الكاتب أن التركيز لم يعد منصباً على حماية الغرب في مجمله، بل على حماية الوطن، وبات يُنظَر إلى المهاجرين على نحو متزايد باعتبارهم تهديداً، ولم تعط الديمقراطيات الليبرالية هذا التحول أيضا قدراً كافياً من الاهتمام، وهي ميزة لصالح ترامب.
ويعتقد كوربجويت أن إنعاش الغرب لا يمكن أن ينجح إلا “إذا فهمنا أخيراً أن كل القضايا تقريباً هي أيضاً قضايا اجتماعية، سواء كانت سياسة اقتصادية أو سياسة الهجرة أو سياسة المناخ”.
Source link
اضف تعليقك