توافد آلاف السوريين إلى الساحات والميادين العامة في عموم المناطق السورية للاحتفال بـ “جمعة النصر”، بعد إسقاط حكم بشار الأسد، قبيل تحركات سياسية عربية ودولية بشأن الأحداث في سوريا.
ودعا القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع المُلقب بالجولاني، السوريين للنزول للميادين احتفالاً بانتصار الثورة، وناشد الشرع السوريين “بعدم اطلاق الرصاص” خلال الاحتفالات. وتابع قائلاً: لنتجه بعد الاحتفال إلى بناء هذا البلد.
تقود هيئة تحرير الشام وهي منظمة إسلامية ما زالت تصنفها دول غربية إرهابية رغم فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، تحالفاً من عدة فصائل مسلحة بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الهجوم الذي أدى الأحد إلى انهيار حكم بشار الأسد مع دخولها دمشق.
وتجمع آلاف الرجال والنساء والأطفال في مراكز المدن الرئيسية، في العاصمة دمشق، وحمص وحلب في الشمال، والسويداء في الجنوب.
ولوح كثيرون بالعلم ذي النجوم الحمر الثلاث الذي اعتاد المتظاهرون رفعه وتبنته السلطات الجديدة، في أجواء احتفالية ذكّرت بالاحتجاجات الضخمة عام 2011.
وهتف مصلون في الجامع الأموي في دمشق “واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد”، وألقى خطبة الجمعة في المسجد رئيس الوزراء محمد البشير المسؤول عن المرحلة الانتقالية.
وعلى جدران المسجد، عُلقت عشرات الصور لأشخاص اختفوا بعد أن اعتقلتهم أجهزة أمن النظام السابق، فيما يواصل آلاف السوريين رحلة البحث عن أحبائهم المفقودين بعد عقود من الاختفاء والقمع.
تحركات سياسية
وفي مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية العديدة في بلد منقسم متعدد الأطياف والأديان، تحاول السلطات الجديدة طمأنة الناس في موازاة تحرك المجتمع الدولي.
ويعقد قادة دول مجموعة السبع لقاء عبر الفيديو الجمعة لبحث الوضع في سوريا التي تعهد البشير الثلاثاء جعلها “دولة قانون”.
وقال مسؤول قطري لرويترز الجمعة إن الدوحة سترسل أول وفد رسمي إلى دمشق يوم الأحد للاجتماع مع الحكومة الانتقالية السورية وبحث إعادة فتح السفارة القطرية وتحسين توصيل المساعدات الإنسانية.
وأضاف المسؤول أن التقارير السابقة الصادرة عن وزارة الإعلام السورية حول زيارة رئيس جهاز أمن الدولة القطري لسوريا يوم الخميس غير صحيحة.
ويستضيف الأردن السبت قمة حول سوريا تجمع وزراء ودبلوماسيين كبارا أميركيين وأوروبيين وعرباً وأتراكاً.
وخلال جولته الإقليمية التي يركز فيها على ملف سوريا، كرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العراق وتركيا أن واشنطن ستعمل على منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية بعد إطاحة الأسد في سوريا.
ويعتزم الاتحاد الأوروبي التواصل “قريبا” مع السلطات السورية الجديدة على “المستوى العملاني” وليس السياسي، بحسب مسؤول أوروبي رفيع المستوى.
“أمر سابق لأوانه”
وقال أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إن من السابق لأوانه التفكير في رفع العقوبات عن سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال السناتور جيم ريش، أبرز الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لرويترز “نحن جميعا سعداء حقا برحيل الأسد … عملنا على هذا الأمر لفترة طويلة جدا، وقد أُنجزت المهمة. ماذا سيأتي بعد؟ تلك هي المسألة”.
وقال إن زعماء المعارضة أدلوا بتصريحات مشجعة حول الوحدة وحقوق الإنسان لكن يتعين التريث حتى تتضح طريقة سلوكهم.
وسيتولى ريش رئاسة لجنة العلاقات الخارجية التي تشرف على الدبلوماسية الأمريكية بدءا من يناير/كانون الثاني حين يسيطر الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب دونالد ترامب على مجلس الشيوخ.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 عسكري في شمال شرق سوريا، وتدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.
“طوال فصل الشتاء”
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة أوامر للجيش “بالاستعداد للبقاء” طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة في هضبة الجولان الإستراتيجية المحتلة منذ عام 1967.
ونفذت إسرائيل مئات الضربات في سوريا في الأيام الأخيرة ضد مواقع عسكرية استراتيجية لمنع وقوع معدات الجيش السوري في “الأيدي الخطأ”، وفق ما قال بلينكن.
Source link
اضف تعليقك