#مشاهير العرب
غيث التل
اليوم
كانت استضافة النجم السوري سلوم حداد، في برنامج «قهوة مع هند»، الذي يبث حصرياً عبر قناة أبوظبي، وتطبيق ADtv، مليئة بالذكريات والشجون، فقد استرجع خلالها الممثل السوري العريق ذكريات طفولته، ونشأته في مدينة حلب، وملاحقته حلمه بأن يكون ممثلاً يوماً ما.
-
سلوم حداد.. من «مشروع طبيب فاشل» إلى رسام متألق ونجم للدراما السورية
وقال حداد عن طفولته: «أنا ابن عائلة فقيرة، فقد ولدت في بيئة شعبية بمدينة حلب، الميزة في هذه البيئة أنها كانت تحتوي على ثلاث ديانات: الإسلام والمسيحية واليهودية، فأنا نشأت في بيئة لا تعرف التفرقة، ولم تكن القضية تعنينا كأطفال، وقد ظلت هذه المرحلة ملازمة لنا حتى الثانوية العامة، فكل ما كان يعنينا هو البعد الإنساني والبشري، وكيف يمكن أن تساعد الآخرين»، وأضاف حداد أنه ترعرع في هذه البيئة المليئة بالوعي الجماعي؛ فعاش طفولته في بيئة جامعة لا تفرقة فيها.
مرحلة انتقالية مهمة:
وصف بطل مسلسل «العربجي»، الذي اشتهر بأدوار الشر، رحيله من مدينته حلب إلى العاصمة دمشق بالمرحلة الانتقالية المهمة، فقد بدأ فور وصوله دمشق البحث عن روحه، وبدأ يسأل نفسه أين هو من هذه المدينة؟ خاصةً أنه قادم إلى مدينة تمتلك ثقافة مختلفة كلياً عما عاشه في حلب، ولها عادات وتقاليد مختلفة.
ويضيف سلوم أنه كان يريد التأقلم مع حياته وثقافته الجديدتين، دون أن ينسى ويخسر ما نشأ عليه، مبيناً أن أهالي دمشق كانوا أكثر دبلوماسية، خاصةً أنها تُعرف بكونها مدينة التجار، فالكلام فيها جميل، وهي مدينة ودودة، وكثيرة الترحاب. على عكس حلب، ذات الطبيعة الصحراوية، التي بها بعض الجفاء. بينما دمشق، بخضرتها تؤثر في الروح.
ويؤكد حداد أنه عشق دمشق بكل تفاصيلها، وأحب علاقات الناس فيها، فقد تميزت بكونها جامعة لكل الناس من مختلف الطوائف والمستويات الاجتماعية، والكل فيها محب للآخر، ومرحب به، يقول سلوم حداد: «دمشق لم ترفض أحداً عبر التاريخ».
مشروع طبيب فاشل:
تذكر سلوم حداد رغبة والدته في أن يكون طبيباً، ويناديها الناس «أم الدكتور»، رغم معارضته الشديدة لذلك؛ كونه لم يكن يتقن المواد العلمية التي تتطلبها دراسة الطب، وقد تسبب إصرار والدته على دراسته للطب في إعادته «الثانوية العامة» ثلاث مرات بسبب وجود مواد، مثل: الفيزياء والكيمياء والأحياء فيها، لأنه كان كارهاً لهذه المواد، ومحباً للشعر والثقافة والموسيقى والجمال.
وبعد نجاحه بصعوبة كبيرة، وبـ«المساعدة» في امتحان البكالوريا (الثانوية العامة)، كان أمام خيارين للدراسة، هما: الزراعة، أو الفنون، وكونه كان يمتلك موهبة الرسم فقد اختار الفنون التي نجح في امتحان قبولها بسهولة فائقة بسبب مهارته الكبيرة في الرسم.
بدايات صعبة.. ومهن عدة:
يقول صاحب شخصية «شقيف» الشهيرة إنه بدأ حياته الجامعية في دمشق مع اندلاع حرب أكتوبر، وبسبب ظروف الحرب لم يكن هناك عمل، ولا نقود تأتيه من والده أو شقيقه، فاضطر للعمل ليستطيع إكمال دراسته الجامعية، خاصةً أنه كان يرفض فكرة العودة إلى حلب، وأراد البقاء في العاصمة دمشق، وإكمال حلمه بدراسة الفنون.
-
سلوم حداد.. من «مشروع طبيب فاشل» إلى رسام متألق ونجم للدراما السورية
عمل سلوم حداد، وفقاً لحديثه، في غسل الصحون بأحد المطاعم، ثم مسجلاً للزبائن في فندق، ومن بعدها مساعداً لأحد سائقي الحافلات بين دمشق وحلب، فكان يومياً يقطع مسافة 360 كم ذهاباً وإياباً، حيث كان يقود الرحلة من دمشق باتجاه حلب في السادسة مساءً، ويعود إلى دمشق قرابة السادسة صباحاً، لينام ساعتين ثم يتجه في الثامنة صباحاً إلى جامعته.
عمل جديد:
بسبب امتلاكه موهبة فذة في الرسم، وعندما كان في السنة الثالثة الجامعية، طلب أحد المدرسين من طلابه استنساخ لوحات عالمية ورسمها، وقد أدهش سلوم معلمه بما رسم فكانت لوحاته نسخة مطابقة للرسمة الأصلية، وبدأ يبيعها بمبالغ مجزية في ذلك الوقت وفق قوله، حيث كان ثمن اللوحة الواحدة من 300 إلى 500 ليرة سورية، وهو مبلغ فلكي في ذلك الزمن، وبدأ يمتهن هذا العمل ويبيع اللوحات حتى أنهى دراسته الجامعية.
وأشار سلوم إلى أنه، وشقيقه، كانا يرسمان إعلانات الأفلام السينمائية، حيث إن شقيقه أيضاً يمتلك ذات الموهبة في الرسم، وكان رسم إعلانات الأفلام بداية تعلقه بالسينما، ما دفعه إلى أن يطلب من أهله السفر للقاهرة للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو الأمر الذي قوبل برفض قاطع بسبب الأحوال المادية الصعبة، وعدم قدرة الأهل على دراسته خارجاً. ويكمل سلوم أنه لم يفقد الأمل، ووجد في مسرح كلية الفنون فسحة له؛ للتعبير عن موهبته في التمثيل، وبدأ مسيرته الحقيقية من هناك، فقدم أول مسرحية باسم «الكرسي»، وكانت من إخراج الممثل الراحل جميل عواد، ثم انتقل من مسرح الكلية إلى مسرح الجامعة، ومنه إلى التلفزيون، واستمرت هذه المسيرة حتى يومنا هذا.
ابنتي فنانة عالمية:
وكأن موهبة الرسم متوارثة في عائلة الفنان سلوم حداد، فقد أكد أن ابنته، التي تعيش في باريس، ويقضي معظم أوقاته عندها، تعد فنانة عالمية، وتمتلك موهبة استثنائية في الرسم، وسبق أن أوردت «فوربس» العالمية اسمها بمجالات الفن والثقافة. وأضاف أنها فنانة معروفة على مستوى العالم، ولها معارض بأوروبا وأميركا، وتُعرف بتمردها وعنادها، تماماً مثل والدها حيث إنهما مواليد نفس الشهر وبفرق يومين فقط، وكلاهما برج الحمل، وبيّن أن ابنته مثله تحب كل ما له علاقة بالقيمة والروح والفائدة، وتفكر باتجاه مختلف عن الآخرين.
اضف تعليقك