OnNEWS

لماذا وقود الديزل أغلى من البنزين في أمريكا.. لكنه ليس كذلك في أوروبا؟


تختلف العلاقة السعرية بين وقود الديزل والبنزين بشكل جذري بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. 

فبينما ظل الديزل في الولايات المتحدة أغلى من البنزين لما يقرب من عقدين من الزمان، نجد أن معظم الدول الأوروبية تعكس هذا الاتجاه، حيث يكون الديزل أرخص من البنزين للمستهلكين. ويعود هذا الاختلاف إلى ثلاثة عوامل رئيسية: تكلفة التكرير، والطلب الموسمي، والأهم من ذلك، السياسات الضريبية الحكومية.

التكلفة في أمريكا: التنظيم البيئي وضرائب الطرق

في الولايات المتحدة، ارتفعت تكلفة إنتاج الديزل بشكل دائم منذ عام 2006 بسبب تطبيق القواعد الجديدة المتعلقة بـ الديزل النظيف، والتي تتطلب حداً أدنى لمحتوى الكبريت (15 جزء في المليون). 

أجبر هذا التنظيم مصافي التكرير على تشغيل عمليات معالجة إضافية، واستهلاك المزيد من الطاقة، وتحديث معداتها، مما رفع التكلفة الإجمالية لصناعة الديزل.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الضرائب الفيدرالية والمحلية دورًا حاسمًا. 

يفرض على الديزل ضريبة فيدرالية أعلى (24.3 سنتًا للغالون) مقارنة بالبنزين (18.3 سنتًا)، وذلك لتمويل صيانة الطرق السريعة التي تتأثر بشكل أكبر بالشاحنات الثقيلة والحافلات التي تستخدم الديزل. 

هذا المعدل الضريبي المرتفع يضمن بقاء الديزل أغلى عند المضخة.

السبب الأوروبي: الهندسة الضريبية لدعم الديزل

يعود السبب الرئيسي وراء انخفاض سعر الديزل مقارنة بالبنزين في معظم الدول الأوروبية إلى نظام الضرائب العكسي. 

تاريخيًا، سعت الحكومات الأوروبية إلى تحفيز السائقين ومشغلي الشحن على استخدام وقود الديزل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن الديزل يحرق طاقة أقل لكل لتر مقارنة بالبنزين.

ولتحقيق ذلك، فرضت الحكومات الأوروبية ضرائب أثقل على البنزين وضرائب أخف على الديزل. 

ووفقًا للبيانات، يفرض البنزين في أوروبا متوسط ضريبي أعلى بكثير مقارنة بالديزل، حيث يبلغ متوسط الضريبة على البنزين حوالي 0.548 يورو للتر، بينما تبلغ على الديزل حوالي 0.445 يورو للتر. 

نظرًا لأن الضرائب تشكل جزءًا كبيرًا من سعر الوقود النهائي، فإن هذا الفرق الضريبي يخلق خصمًا داخليًا على الديزل لا وجود له في النظام الأمريكي.

الطلب والتقلبات العالمية

تساهم عوامل الطلب في اتساع الفجوة السعرية في الولايات المتحدة الأمريكية. 

ينتج برميل النفط الخام كمية بنزين أكبر بكثير من الديزل، بينما يظل الطلب على الديزل مرتفعًا بشكل مستمر للاستخدامات الصناعية مثل الشحن، والبناء، والزراعة، والمولدات، والتدفئة المنزلية. 

عندما يرتفع الطلب الموسمي (خاصة في الشتاء)، يزداد الضغط على إمدادات الديزل، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره بوتيرة أسرع من البنزين، وتزيد الاضطرابات الأخيرة (مثل فقدان واردات الديزل الروسية) من حدة هذه التقلبات.




Source link

اضف تعليقك

إعلان

العربية مباشر

إعلان

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.