تساعد طفلك على النوم والاسترخاء.. كيف تعمل «الضوضاء البيضاء»؟
#صحة
سارة سمير
3 أغسطس 2024
الأشهر الأولى من حياة الطفل فترة حرجة للنمو والرفاهية، فخلال هذا الوقت، يبحث الآباء عن طرق فعالة؛ لضمان نوم أطفالهم بعمق، والبقاء هادئين، وإحدى هذه الطرق التي تكتسب شعبية «الضوضاء البيضاء».
و«الضوضاء البيضاء» مفهوم يواجهه كثير من الناس في جوانب مختلفة من الحياة اليومية. لكن قِلة من الناس يفهمون تمامًا آثارها التقنية والعملية، لذا سنتعرف على «الضوضاء البيضاء»، وتأثيرها على الأطفال.
ما «الضوضاء البيضاء»؟
تضم «الضوضاء البيضاء» جميع الترددات المسموعة، التي تراوح عادةً بين 20 هرتز و20000 هرتز. وعندما يتم تشغيل هذه الترددات في وقت واحد بنفس السعة، فإنها تنتج صوتاً ثابتاً ومتسقاً.
ويخفض صوت «الضوضاء البيضاء» الضوضاء الأخرى، ما يجعلها أداة مفيدة في بيئات، يكون التحكم في الصوت بها أمراً ضرورياً، وتتضمن الأسس الرياضية والفيزيائية للضوضاء البيضاء «تحويلات فورييه» المعقدة (عملية رياضية، تقوم بتحليل الإشارة إلى مكونات التردد الخاصة بها)، وتقنيات معالجة الإشارة، التي تساعد على توليد وتحليل هذا الصوت.
أحد أكثر استخدامات «الضوضاء البيضاء» شيوعاً مجال النوم والاسترخاء، إذ يجد العديد من الأشخاص صعوبة في النوم، أو البقاء نائمين في البيئات الصاخبة، خاصة الأطفال. لذا تساعد أجهزة، أو تطبيقات «الضوضاء البيضاء» في إخفاء الأصوات المزعجة، مثل: حركة المرور، والمحادثات، والضوضاء البيئية الأخرى.
«الضوضاء البيضاء» ونوم الأطفال:
النوم ضروري لنمو الطفل وتطوره المعرفي، ويعاني العديد من الأطفال أنماط نوم غير منتظمة، حيث يستيقظون بشكل متكرر طوال الليل، لذا توفر «الضوضاء البيضاء» بيئة نوم ثابتة، من خلال إخفاء الأصوات المزعجة، مثل: حركة المرور، أو نباح الكلاب، أو ضوضاء المنزل.
ويحاكي الصوت الثابت والرتيب للضوضاء البيضاء بيئة الرحم، ما يوفر شعوراً بالأمان، ويعزز النوم الأطول والأكثر راحة، إذ أظهرت الأبحاث أن أنماط النوم الثابتة ضرورية لنمو دماغ الرضيع، وأثناء النوم يعالج الدماغ المعلومات ويعزز الذكريات، وهي حيوية للتعلم والتطور.
ومن خلال مساعدة الأطفال على تحقيق فترات نوم أعمق وأطول، تدعم «الضوضاء البيضاء» بشكل غير مباشر هذه العمليات الأساسية. علاوة على ذلك، يكون الأطفال الذين حصلوا على قسط كافٍ من الراحة أكثر يقظة ورضا أثناء ساعات استيقاظهم، ما يجعل التفاعلات النهارية أكثر متعة للطفل، ولمقدمي الرعاية.
فوائد «الضوضاء البيضاء» للأطفال:
هذا النوع من الضوضاء مفيد بطرق مختلفة للأطفال، ما يساهم في تحسين النوم والرفاهية العامة للرضع والآباء أيضاً.. إليكِ فوائد «الضوضاء البيضاء»:
تحسين جودة النوم:
تتمثل إحدى أهم فوائد «الضوضاء البيضاء» للأطفال في قدرتها على تحسين جودة النوم، إذ تغرق «الضوضاء البيضاء»، الأصوات المفاجئة والمزعجة، وتوفير بيئة هادئة تشجع على النوم العميق والمتصل.
انتقالات النوم الأسهل:
يكافح الأطفال للانتقال من اليقظة إلى النوم، إذ تعمل «الضوضاء البيضاء» كإشارة إلى أن الوقت قد حان للنوم، ما يساعد على إنشاء روتين ثابت لوقت النوم، ويسهل انتقال الأطفال إلى النوم.
تقليل التوتر والقلق:
يصاب الأطفال بالقلق أو الإجهاد بسبب المحفزات المختلفة في بيئتهم، لكن الصوت الثابت والمهدئ للضوضاء البيضاء يقلل هذا التوتر والقلق، ويعزز الشعور بالهدوء والأمان.
تحاكي بيئة الرحم:
الرحم مكان صاخب، مليء بأصوات ضربات قلب الأم ووظائف الجسم، وتحاكي «الضوضاء البيضاء» هذه الأصوات المألوفة، ما يوفر بيئة مريحة وآمنة تذكر الأطفال بوقتهم في الرحم.
تعالج المغص والانزعاج:
تفيد «الضوضاء البيضاء»، بشكل خاص، الأطفال الذين يعانون المغص أو الانزعاج العام، فالصوت الثابت له تأثير مهدئ، ما يقلل نوبات البكاء، ويساعد الأطفال على الشعور براحة أكبر.
إخفاء ضوضاء المنزل:
كل منزل لديه نصيبه من الضوضاء، من المحادثات إلى الأجهزة المنزلية، بينما «الضوضاء البيضاء» تعزز إخفاء هذه الأصوات بشكل فعال، ما يوفر بيئة أكثر هدوءاً واستقراراً للأطفال للراحة والنوم.
تعزيز فترات النوم الأطول:
من خلال بيئة سمعية مستقرة، تساعد «الضوضاء البيضاء» الأطفال على النوم لفترات أطول، وهذا لا يفيد صحة الطفل ونموه فحسب، بل يوفر أيضاً الراحة التي يحتاجها الآباء بشدة.
تسهيل القيلولة:
قد تكون القيلولة تحدياً لبعض الأطفال خاصة في المنزل الصاخب، بينما توفر «الضوضاء البيضاء»، أثناء أوقات القيلولة، بيئة مواتية لفترات نوم أقصر، وأكثر راحة أثناء النهار.
تشجيع تهدئة الذات:
«الضوضاء البيضاء» أداة فعالة في تعليم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم، من خلال ربط الصوت بالنوم والاسترخاء، ويتعلم الأطفال تهدئة أنفسهم بسهولة أكبر عندما يستيقظون أثناء الليل.
دعم رفاهية الوالدين:
تمتد فوائد «الضوضاء البيضاء» إلى الوالدين أيضاً، حيث ينام الطفل بشكل أفضل وأقل إزعاجاً، ما يقلل بشكل كبير التوتر والإرهاق الذي يعانيه الآباء، ويساهم في وجود أسرة أكثر صحة وسعادة بشكل عام.