ذكريات رومانسية بين أحضان الطبيعة
#سياحة وسفر
لاما عزت
اليوم
نحن لا نسافر هرباً من الحياة، بل لكي لا تهرب منا الحياة؛ ولأن السفر باب للاكتشاف والتجدد وقراءة المكان، وربما معرفة الذات، فإن أوّل سؤال يخطر ببال العرسان الجدد، هو: إلى أين ستكون وجهتنا خلال شهر العسل؟.. هذا سؤال يخفي وراءه روح المغامرة، والحب، وأياماً لا تنسى من كتاب الحياة، لاسيما في فصل الصيف. هنا، يدخل العرسان اختبار الحياة، ومعرفة أماكن ومدن جديدة، وبالتأكيد الطبيعة عنوان دائم للرومانسية والجمال.. فكيف إذا كان هذا الصيف مبللاً برذاذ المطر، وندى الصباح؟!.. لهذا تأخذكم «زهرة الخليج» في جولة، تطلعون خلالها على أبرز الوجهات العالمية، الشهيرة بأجوائها الباردة والمنعشة صيفاً، فتقدم تجربة ساحرة تجمع بين الجمال الطبيعي، والأنشطة الرائعة؛ للاستمتاع بشهر العسل، واكتشاف الطبيعة بطرق جديدة ورومانسية.
كوينزتاون – نيوزيلندا.. عاصمة المغامرات
السفر إلى هذه المدينة، يعني استعادة ثقافة المشي بكلّ ما تحمله من معنى، مثل: الرياضة، والتأمل، واكتشاف الوجوه، فكيف إذا كان المشي مع من نحب، عندها ستكون للرحلة صور وروايات، نبدأ حياتنا منها، ونحن نقول: «واثق الخطوة يمشي ملكاً».
منذ دخولك إلى عاصمة المغامرات كوينزتاون – نيوزيلندا، ستدعوك هذه المدينة السياحية إلى المشي والتأمل، والعودة إلى أحضان الطبيعة، والتمتع ببرودة سحر الصيف. تقع كوينزتاون في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا، على ضفاف بحيرة «واكاتيبو»، المطلة على جبال شاهقة، حيث تحلو المناظر وتتنوع، وتنتشر ثقافة ألوان الطبيعة، كالأخضر المتماوج، وزرقة البحيرة، التي تبلغ مساحتها نحو 293 كيلومتراً مربعاً، وتعتبر أطول وأكبر ثالث بحيرة في نيوزيلندا. هنا، نجد المقاهي، وأرصفة المشي على ضفاف البحيرة، والنسمات العليلة، والهواء النقي، وركوب الدراجات، والتنزه على طول الشاطئ. ولا شك في أن كوينزتاون واحدة من أفضل وجهات شهر العسل، حيث يمكن للأزواج الاستمتاع بأنشطة مثيرة، مثل: القفز بالحبال، وركوب الزوارق السريعة، والتزلج على الجليد في جبال الألب الجنوبية، بالإضافة إلى تجربة التنزه في مسارات طبيعية خلابة. بالإضافة إلى انتشار المشاهد الطبيعية الساحرة، وتشمل: بحيرات زرقاء صافية، وجبالاً مغطاة بالثلوج. ولو توجهتم إلى نهر «شوتوفر»، ستستمتعون بأقدم مغامرات كوينزتاون، فيكفي أن تركب القارب، وتتجوّل وسط كل هذا الجمال، وقتها ستشعر بأنك داخل فيلم، أو رواية، تكتب سطراً لا يُنسى فيها، وهذه القوارب تعمل منذ عام 1965.
وتتنوع الأنشطة والمناظر الطبيعية الساحرة في كوينزتاون، ومنها القفز بالحبال من منصة جسر «بنجي» التاريخي، الذي بُني عام 1880 على ارتفاع 43 متراً. ولمزيد من الإثارة، يمكن القفز من موقع «نيفيس بوينت»، على ارتفاع 134 متراً فوق نهر «نيفيس».
وبجانب كل هذه المغامرات، يمكن للأزواج الاسترخاء في أحد المنتجعات الفاخرة، التي تقدم خدمات «السبا» والعناية الصحية، أو الاستمتاع بتناول الطعام في أحد المطاعم التي تُطلُّ على مناظر طبيعية خلابة.. هنا، يكون لشهر العسل طعمٌ لا يُنسى، وصورة نحملها؛ لنرويها لأولادنا.
باتاغونيا – الأرجنتين.. تنوع طبيعي ساحر
خيارات شهر العسل غير محدودة، فكيف إذا كانت الأرجنتين وجهتنا، وباتاغونيا ذات التنوع الطبيعي الساحر. تُعد باتاغونيا منطقة رائعة لعشاق الطبيعة والمغامرات، فهي تقع في أقصى جنوب قارة أميركا الجنوبية، وتشاركها الحدود كل من تشيلي والأرجنتين، وتمتد هذه المنطقة بين جبال الأنديز إلى الغرب والمحيط الأطلسي إلى الشرق، وتمتاز بتنوع طبيعي ساحر يجمع بين الشلالات، والجبال الجليدية، والكهوف، والسواحل المدهشة، حيث يمكن للزائر استكشاف الأنهار الجليدية، والسير في متنزه «لوس غلاسياريس» الوطني، وركوب الخيل عبر السهول الشاسعة، أو ممارسة العديد من الأنشطة، وتشمل: ركوب الزوارق في البحيرات الصافية، والتخييم تحت السماء المرصعة بالنجوم.
وتُعرف باتاغونيا باسم «الجنوب الكبير»، وعند زيارتها تشعر كأنّك في جنة طبيعية، فهي تتميز بتغيرات مناخية حادة، حيث يمكن عيش الفصول الأربعة في يوم واحد. لذا، يُنصح الزوار، دائماً، بحمل ملابس تصلح لكل الفصول.
ومن أبرز الأنشطة التي يمكن القيام بها في باتاغونيا: مشاهدة الحيتان بمنطقة «بوير تومادري»، والرحلات البحرية من «بونتا أريناس» في تشيلي إلى «تييرا ديل فويغو» في الأرجنتين، عبر مضيق «ماجلان» الأسطوري.
أما مشاهدة الحديقة الوطنية «توريس ديل بان»، فإنها تجربة تعرف فيها معنى الحدائق، التي تشكّل رئة المدن ومتنفساً لكلّ عابر، إلى جانب التمتع بالأبراج الزرقاء، التي تضم قمماً وشلالات وجبالاً شاهقة، تفتح أمام أصحاب المغامرات متعة التسلّق أو التأمل مع اتخاذ الحيطة والحذر.
وللريف سحره الخاص، وهكذا هي قرية «لوس أنتيغوس»، التي تعتبر واحة سلام في باتاغونيا، ففيها تنتشر أشجار الكرز بألوانه المختلفة، وفيها نتذكر شاعر الحب الأول بابلو نيرودا، الذي ترجمت أشعاره إلى كلّ لغات العالم، لاسيما حينما نقترب من مدينة «فالبارايزو»، ونطلع على منزل هذا الشاعر، الذي أصبح متحفًا يقصده عشاق الأدب. ومن أشهر أطباق الطعام الباتاغوني: سمك السلمون البري، ولحوم الضأن المشوية، بالإضافة إلى فطيرة «سرطان البحر» التقليدية من تشيلي.
بليد – سلوفينيا.. رومانسية مثالية
إذا كانت وجهتنا نحو البلقان، فإن سلوفينيا تعتبر إحدى الوجهات الخاصة لقضاء شهر العسل، فهي تتميز بجبالها وكهوفها الرائعة، التي تحافظ على برودة المنطقة في الصيف، وهناك القلاع التي تنبثق من المنحدرات والبحيرات الصافية، التي تعكس جمال الجبال المغطاة بالثلوج. فلتكن وجهتكم مدينة «بليد»، التي تقع شمال غرب سلوفينيا، وهي واحدة من الوجهات السياحية الشهيرة بجمالها الطبيعي الخلاب، وبحيرتها الزرقاء الصافية، وقلعتها التاريخية التي تطل على مشهد خيالي. فهنا الخيارات كثيرة، وكل خيار يعني ثقافة الاكتشاف، وتتنوع الأنشطة الترفيهية في هذه المدينة، التي تضمن للعرسان شهر عسل مليئاً بذكريات رومانسية لا تُنسى. ومن يبحث عن الهدوء؛ يمكنه الاستمتاع بجولة في بحيرة «بليد» (الجوهرة الأساسية للمدينة) على متن «بلتينا» القارب التقليدي هناك؛ لزيارة جزيرة «بليد الصغيرة» في وسط البحيرة، والاستمتاع بجولة هادئة مع استكشاف الأماكن المحيطة.
أما محبو التاريخ، فيمكنهم زيارة قلعة «بليد»، التي تقع على قمة تل مرتفع، وتوفر إطلالات بانورامية مذهلة على البحيرة والجبال المحيطة، ويمكن استكشاف المتحف الموجود داخل القلعة، والاطلاع على تاريخ هذه المنطقة الرائعة، إضافة إلى الرحلات الجبلية في جبال الألب الجوليانية المحيطة، حيث استكشاف الطبيعة البرية، والاستمتاع بالهواء النقي.
شهر العسل هو شهر الحب، الذي يعني الرحلة والاكتشاف، ولأن السفر كتاب، فمن الجميل أن يوقعه زوجان مقبلان على بناء الجمال، بخطوات تبدأ من هنا، بتوقيع على ألبوم صور لا تنسى.