تصاعدت حدة الحرب الشرسة بين أوكرانيا وروسيا قبيل تنصيب دونالد ترامب. ويسارع الرئيس جو بايدن لتقديم مليارات الدولارات الإضافية، مساعداتٍ عسكريةً، قبل أن يتمكن ترامب بتنفيذ تهديده بوقف الدعم الأميركي الذي تقدمه الإدارة الحالية لخطط الدفاع الأوكرانية.
وفي مواجهة تغييرات بات من شبه المؤكد أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سوف يجريها في السياسة الأميركية، تتسابق روسيا وأوكرانيا وحلفاؤهما الدوليون إلى تأمين مواقع يرجون أن تكون أكثر استعداداً للمرحلة المقبلة. فقد دعا ترامب في الأيام الماضية إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الطرفين، ملمحاً إلى احتمال تقليص الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، وهو ما يثير قلق كييف وحلفائها.
وعلى خطوط القتال، يشعر الجنود الأوكرانيون بوطأة هذا التغيير الوشيك. ففي منطقة كورسك الروسية، يقول قائد وحدة طائرات مسيّرة أوكرانية تُعرف بالكود العسكري “هامر”: “سنقاتل ما دامت لدينا الذخيرة والأسلحة. ولكن عندما تنفد الوسائل، يجب أن تدركوا أن تدميرنا يصبح وشيكا”. وتعكس هذه الكلمات قلقاً متزايداً بين الجنود حول مستقبل دعم واشنطن العسكري.
وفي محاولة لاستباق هذه التحولات، تسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى استغلال كل فرصة لدعم أوكرانيا قبل مغادرة البيت الأبيض بعد ستة أسابيع. وقد أعلنت الإدارة عن حزمة مساعدات إضافية تفوق قيمتها 2 مليار دولار منذ فوز ترامب بالانتخابات.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بقيمة 62 مليار دولار، مع وعود بالمزيد قبل انتهاء ولاية بايدن.
كما تعمل الإدارة على تسريع تقديم الحصة الأميركية من قرض بقيمة 50 مليار دولار مدعوم بأصول روسية مجمّدة، بالإضافة إلى رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى داخل روسيا والسماح باستخدام الألغام المضادة للأفراد، على الرغم من الجدل المثار حول تداعيات هذه الخطوات.
ومع ذلك، يرى كبار مستشاري بايدن أن هذه الجهود، رغم ضخامتها، قد لا تكون كافية لتغيير مسار الحرب بشكل جذري. وبينما يأملون أن تساعد هذه الخطوات أوكرانيا على الصمود فترةً طويلة، فإنهم يعلمون أنها قد لا تكفي لتحقيق انتصار كامل على قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لتحليلات بعض الحلفاء الأوكرانيين.
وفي سياق آخر، تبرز تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية في مناطق أخرى، مثل سوريا، حيث تمكن المتمردون من السيطرة على العاصمة وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الوثيق لموسكو. ورغم ذلك، دعت إدارة ترامب إلى وقف إطلاق النار هناك، ما أثار تساؤلات حول النيات، إذ يرى البعض أن هذه الخطوة تُعد مناورة تفاوضية، بينما يخشى آخرون أنها تعكس ميلاً نحو روسيا.
ومن جهته، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أهمية القوة العسكرية في مواجهة بوتين قائلاً: “إجبار بوتين على إنهاء الحرب يتطلب قوة أوكرانيا في الميدان قبل أن تكون قوية دبلوماسياً”. وبينما تستمر المعركة المستمرة منذ ثلاث سنوات، يترقب العالم تأثير التوجهات الأميركية الجديدة على مجريات الصراع.
Source link
اضف تعليقك