صدر الصورة، Reuters
أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس ما زال قائماً، رغم الغارات التي شنّتها إسرائيل على “أهداف” في قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، رداً على سؤال حول استمرار الهدنة: “نعم، إنها ما زالت قائمة”، مشيراً إلى أن قيادة حماس لم تكن وراء أي خروقات، وألقى باللوم على “بعض المتمردين داخل الحركة”، مضيفاً أن “الأمر سيتم التعامل معه كما يجب، وبحزم”.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استأنف تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، موضحاً في بيان أن القرار جاء “بناءً على توجيهات المستوى السياسي”، وذلك “بعد تنفيذ سلسلة غارات محددة، عقب خرق الاتفاق من قبل حماس”، بحسب البيان.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل “تطبيق اتفاق وقف النار وسيرد بقوة شديدة على كل خرق له”.
صدر الصورة، Getty Images
يأتي هذا فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ الأحد غارات جوية ومدفعية على “عشرات الأهداف التابعة لحركة حماس” في أنحاء قطاع غزة، “رداً على خرق الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار”، وذلك بعد مقتل جنديين إسرائيليين في وقت سابق اليوم الأحد، في هجوم في رفح.
من جهتها نفت حماس أي علاقة لها بـ “الاشتباكات” شرق رفح، مؤكدة أن المنطقة “تحت سيطرة الاحتلال”، وأنها “فقدت الاتصال” بمجموعاتها هناك منذ أشهر، مجددة “تمسكها” باتفاق وقف إطلاق النار.
ووفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية “مواقع لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية عسكرية استخدمها إرهابيون لأنشطة معادية”، إلى جانب “مرابض إطلاق نار وخلايا مخربين ومرافق عملياتية أخرى”.
وأضاف أدرعي أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ غارة مكثفة باستخدام أكثر من 120 قنبلة على “نفق تحت أرضي بطول ستة كيلومترات كانت تستخدمه حماس لتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل”.
ووفق شهود عيان، فقد شنّت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 20 غارة جوية متتالية استهدفت قرى وبلدات شرقي خان يونس، ترافقت مع انفجارات ضخمة وتصاعد كثيف للدخان الأبيض والأسود من مواقع القصف.
صدر الصورة، Getty Images
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن بلاده لا تضع جدولاً زمنياً محدداً لنزع سلاح حركة حماس، مشيراً إلى أنه لا توجد قيود أو مواقف صارمة بهذا الشأن.
وأضاف ترامب في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، أنه “في حال لم تنزع حماس سلاحها، فسيتعين علينا القيام بذلك نيابة عنها”، موضحاً أن الحركة “قدمت وعوداً بنزع السلاح، لكن إن لم تلتزم، فستتولى الولايات المتحدة أو أحد وكلائها تنفيذ ذلك”.
برّاك: قمة شرم الشيخ تشكّل نقطة تحول تاريخية في مسار السلام بالشرق الأوسط
أكد السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك، أن قمة شرم الشيخ للسلام شكّلت نقطة تحول تاريخية في مسار السلام بالشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القادة المجتمعين لم يكتفوا بوقف إطلاق النار في غزة، بل “تبنّوا رؤية الرئيس دونالد ترامب ذات العشرين بندًا لإعادة الإعمار والازدهار الإقليمي”.
وقال براك، في منشور عبر صفحته على منصة (إكس)، الاثنين، إن ما بدأ كهدنة في غزة تطوّر إلى “شراكة جديدة في المشرق”، مؤكداً أن الاستقرار لم يعد يُفرض بالقوة، بل يُبنى على الفرص المشتركة، وأن الدول العربية والإسلامية والغربية أجمعت للمرة الأولى منذ عقود على إدانة الإرهاب داخل المنطقة.
ما الذي حدث الأحد، ميدانياً في غزة؟
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده إثر استهداف آليتهما الهندسية بقذيفة مضادة للدروع من نوع RPG، أطلقتها خلية تابعة لحماس، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
ووفقاً لـ “كان” فإن الهجوم وقع خلال أعمال حفر نفذتها وحدة الهندسة القتالية التابعة للجيش، بهدف رصد وتحديد مسارات الأنفاق في المنطقة، فيما كانت كميات من الإسمنت تُضخ داخل الأنفاق لغرض إغلاقها نهائياً.
وبحسب تحقيق أولي، خرجت خلية مسلحة من فتحة نفق وأطلقت قذيفة RPG باتجاه جرافة هندسية، ما أسفر عن مقتل الجنديين اللذين كانا بداخلها. وفي الوقت ذاته، أطلقت خلية أخرى نيران قنّاصة على آلية هندسية أخرى كانت تعمل بالقرب، مما أدى إلى إصابة جندي بجراح خطيرة.
كما استهدفت خلية ثالثة من حماس بقناصتها قوة من لواء النخبة “ناحال”، كانت تؤمّن موقع العمل، مما أسفر عن إصابة جنديين إضافيين بجراح متوسطة، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية.
من جهتها أصدرت كتائب القسام بياناً أكدت فيه التزامها “الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة”.
ونفت كتائب القسام أي علم لها بأية أحداث او اشتباكات في منطقة رفح. مضيفة أن تلك مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وأن كتائب القسام لا تعرف إن كانت المجموعات القتالية المتبقية هناك على قيد الحياة أم لا، وأن خطوط الاتصال معها مقطوعة منذ عودة الحرب في مارس/آذار من العام الجاري، وفقاً لبيان كتائب القسام.
“دخول المساعدات”
قال مسؤول أمني إسرائيلي قبل ساعات إن إسرائيل علقت دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزّة.
وأضاف المسؤول: “بناءً على توجيهات القيادة السياسية، تم إيقاف نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب انتهاك حماس الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار”.
لكن إعلان الجيش الإسرائيلي العودة لتطبيق وقف إطلاق النار قد يعني “ضمناً” شموله إنهاء القتال ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
44 قتيلاً في غزة الأحد
ارتفع عدد القتلى في أنحاء غزة الأحد إلى 44 شخصاً، وفقاً لما علمته بي بي سي نيوز من صادر في مستشفيات القطاع، فيما أُبلغ عن أكثر من نصف الوفيات في مستشفى العودة شمال غزة. حيث أكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات مقتل 18 شخصاً، وإصابة أكثر من 50 آخرين في غارات إسرائيلية على مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة.
صدر الصورة، Getty Images
حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات
قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه جرى “تصفية” قائد سرية النخبة في لواء شمال غزة يحيى المبحوح في قصف اسرائيلي لمقهى وسط غزة.
في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب خروقات جسيمة للاتفاق المبرم في شرم الشيخ، مؤكدة أنها التزمت ببنوده “بدقة ومسؤولية”، وأن إسرائيل تعمّدت “انتهاكه منذ اليوم الأول”.
صدر الصورة، Getty Images
“معبر رفع سيبقى مغلقاً”
ترفض إسرائيل إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مؤكدةً أنه “سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، وأن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة حماس جثث بقية الرهائن المتوفين”، بقرار أصدره السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هذا القرار جاء بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح المعبر اعتباراً من يوم الاثنين “لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر”.
من جانبها، اعتبرت حماس قرار نتنياهو “خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكراً للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة… وقد يؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث”.
يُذكر أن معبر رفح مغلق بشكل شبه تام منذ مايو/أيار 2024.
“تعذيب وإعدام ميداني”
قال سامح حمد، مختص الأدلة الجنائية وعضو لجنة الجثامين في وزارة الصحة بغزة، إن الوزارة تمكنت من التعرف على هوية 25 جثة من أصل الجثامين التي تم تسلمها مؤخراً من الصليب الأحمر، مؤكداً أنها تحمل آثاراً واضحة على التعذيب والإعدام الميداني.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أنها تسلمت اليوم الدفعة الخامسة من جثامين قتلى من أبناء القطاع، كانت جثثهم محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية.
وبحسب الوزارة تتألف هذه الدفعة، التي تم تسلمها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من 15 جثماناً، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين التي تم تسلمها من الجانب الإسرائيلي، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة إلى 150 جثة.
وتحدثت الوزارة في بيان لها أنه ظهرت على “بعض الجثامين.. علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين”، وأنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية 25 منهاً من قبل ذويهم.
وتنفي السلطات الإسرائيلية على الدوام الإقدام على أي عمليات تعذيب أو تنكيل بالمحتجزين الفلسطينيين لديها.
وكانت الوزارة قد كشفت السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن 27 قتيلاً و143 مُصاباً سُجلوا منذ إعلان وقف إطلاق النار، إلى جانب انتشال 404 جثامين من مناطق الاستهداف التي تعرض لها القطاع خلال الحرب.
ووفق التقرير، ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,116 قتيلاً و170,200 إصابة، بعد إضافة 120 قتيلاً جديداً تم التحقق من بياناتهم من قبل اللجنة القضائية المختصة بملف التبليغات والمفقودين، خلال الفترة من 10 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
كما أوضحت الوزارة أنها استلمت مؤخراً 15 جثة مجهولة الهوية من الجانب الإسرائيلي، ليصل إجمالي عدد الجثامين التي تسلّمتها وزارة الصحة إلى 135 جثة، تم تسليمها على أربع دفعات.





اضف تعليقك