صدر الصورة، Reuters
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم السبت، إن الهجوم الروسي المكثف على كييف خلال الليل يُظهر أن “بوتين لا يُريد السلام”.
وكانت العاصمة الأوكرانية قد تعرّضت فجر السبت لهجوم جوي روسي استمر لعشر ساعات، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 32 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.
وأضاف الرئيس الأوكراني عبر تطبيق “تليغرام”، بالقول “الممثلون الروس يجرون محادثات مطولة، لكن في الواقع، تتحدث صواريخ داغر وطائرات شاهد المسيّرة نيابةً عنهم”، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في إنهاء الحرب.
وتابع: “لا يمكن الرد على هذا العمل الشنيع إلا بخطوات حازمة. أمريكا لديها هذه الفرصة، وأوروبا لديها هذه الفرصة، والعديد من شركائنا لديهم هذه الفرصة”.
في حين، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوسائل إعلام رسمية السبت، بأنه إذا لم ترغب كييف في حل النزاع سلمياً، فإن روسيا ستُحقق أهدافها عسكرياً.
وأدلى زيلينسكي بهذه التصريحات في طريقه إلى فلوريدا، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد لمناقشة خطة سلام جديدة مكونة من 20 بنداً اتفق عليها المبعوثان الأمريكي والأوكراني.
ومن المرجح أن تعود الضمانات الأمنية والتنازلات الإقليمية لأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، وهي قضية كانت روسيا ترفض التنازل عنها سابقًا.
وقبيل اجتماعه المرتقب يوم الأحد، التقى زيلينسكي لفترة وجيزة برئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم السبت، وقال إن القصف الأخير على كييف هو “رد روسيا على جهودنا السلمية، وهذا يُظهر بوضوح أن بوتين لا يُريد السلام”.
بدوره، تعهد كارني بتقديم 2.5 مليار دولار كمساعدات اقتصادية لأوكرانيا، لكنه أقر بأن “السلام الدائم” يتطلب “روسيا راغبة”.
وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا وجّهت نحو 500 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً نحو كييف، مستهدفةً منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية، الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع الروسية بقولها إنه تم استخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى لاستهداف منشآت الطاقة، مدعية أنها تُستخدم “لصالح القوات المسلحة الأوكرانية ومؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني”.
ووفقاً لنائب رئيس الوزراء الأوكراني والذي يشغل أيضا منصب وزير التنمية أوليكسي كوليبا، تسبب تضرر البنية التحتية للطاقة في انقطاع التدفئة عما نسبته 40 في المئة من المباني السكنية في كييف والمناطق المجاورة.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها اعترضت ودمرت ما يقرب من 200 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية، بما في ذلك ثماني طائرات فوق موسكو.
صدر الصورة، Reuters
وأظهرت صور ثقوباً واسعة في مبانٍ سكنية ومنازل مشتعلة عقب الغارات.
وتعرضت شقة الصحفية في بي بي سي، أناستاسيا غريبانوفا، للقصف، ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الشقق في الطوابق العليا من المبنى الشاهق. لم تُصب غريبانوفا، التي كانت في مصعد المبنى في ذلك الوقت، بأي أذى.
إلى ذلك، أعلنت دائرة الطوارئ الحكومية الأوكرانية إجلاء 68 شخصاً من دار للمسنين في مقاطعة دارنيتسكي الشرقية.
وكانت قد أعلنت القوات الجوية الأوكرانية حالة تأهب جوي على مستوى البلاد في الساعات الأولى من صباح السبت، مشيرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن طائرات مسيرة تحلق فوق عدة مناطق أوكرانية، بما في ذلك العاصمة.
وأعلن الجيش الأوكراني عن نشر صواريخ، وفق وكالة رويترز. في حين، أوضحت قناة عسكرية على تطبيق “تليغرام”، أنه تم نشر صواريخ كروز وأخرى باليستية في المدينة.
وكتب فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، على تطبيق “تليغرام”: “دوي انفجارات في العاصمة. قوات الدفاع الجوي تعمل. التزموا الملاجئ”.
كما دعا تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سكان العاصمة إلى عدم الخروج، محذراً من أن “العدو يهاجم العاصمة”.
وأُعلنت حالة تأهب جوي في جميع أنحاء البلاد قرابة الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، حيث كان من المقرر أن يغادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا الأحد.
ترامب يقول إن الرئيس الأوكراني “ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليه”
وتسارعت وتيرة المحادثات في الأسابيع الأخيرة بهدف إيجاد حل للنزاع المستمر منذ 4 سنوات، يستند إلى خطة وضعها ترامب.
وبعدما اعتبر الأوكرانيون والأوروبيون أن هذه الخطة منحازة بشكل كبير إلى الطرف الروسي، قدّم زيلينسكي نسخة معدلة هذا الأسبوع تتكون من عشرين بنداً.
وتدعو النسخة الجديدة إلى تجميد خط المواجهة الحالي دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراض تشكل أكثر من 19 في المئة من أوكرانيا.
وقد صرّح مسؤول روسي رفيع المستوى، في مؤشر على اتساع الهوة بين موسكو وكييف، بأن هذه الخطة “تختلف اختلافاً جذرياً” عن تلك التي تتفاوض بشأنها روسيا مع واشنطن.
وقد تحدثت روسيا عن “تقدم بطيء ولكنه ثابت” في المحادثات، لكنها لم تُعلّق على عرض زيلينسكي سحب قواته من دونباس الشرقية وإنشاء منطقة “منزوعة السلاح”، شريطة أن تتخذ روسيا خطوة مماثلة.
ونُقل عن ترامب قوله في مقابلة مع مجلة “بوليتيكو” نُشرت يوم الجمعة، قبل الاجتماع المرتقب مع زيلينسكي، إن الرئيس الأوكراني “ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليه.. لذا سنرى ما عنده”.
ومع ذلك، عبر الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن “الأمور ستسير على ما يرام معه [زيلينسكي]. وأعتقد أنها ستسير على ما يرام مع [فلاديمير] بوتين”.
وقال إنه يتوقع التحدث مع الرئيس الروسي “قريباً”.
Source link




اضف تعليقك