5 سنوات على رحيل حاتم علي.. هل فقدت الدراما السورية «عبقريتها»؟
#مشاهير العرب
غيث التل
اليوم
على مدى سنوات طويلة، فقدت الدراما السورية عشرات الكتاب والمخرجين والمصورين والموسيقين والأبطال، لكن الهزة التي أصابتها، صباح يوم 29 ديسمبر 2020، برحيل مفاجئ للمخرج حاتم علي، الذي عُثر عليه ميتاً في غرفته بفندق «ماريوت الزمالك»؛ نتيجة إصابته بأزمة قلبية، يبدو أنها أدخلت الدراما السورية في سبات عميق.
لا ينكر أحد أهمية المخرجين والكتاب والممثلين الكثيرين، الذين لا يزالون يقدمون عصارة إبداعاتهم الفنية على الشاشة السورية، أو يغردون على شاشات مشتركة أخرى، لكن كأن الحالة الدرامية نفسها فقدت ركناً مهماً لا يعوض، ورمزاً من رموزها الخالدة.
-

5 سنوات على رحيل حاتم علي.. هل فقدت الدراما السورية «عبقريتها»؟
رحل حاتم علي وهو يضع الخطوط العريضة لمسلسل «سفر برلك»، الذي كان مقرراً أن يُعرض في دراما رمضان 2021، لكنه رحل وتوقف المشروع إلى الأبد كما يبدو، فلا يوجد من يماثل حاتم علي في الدراما التاريخية، ولا من يملك رؤيته الدقيقة في نقل التاريخ إلى الشاشة.
يستذكر الجمهور اسم حاتم علي إلى جانب أعمال درامية خالدة، منها: «الفصول الأربعة»، و«الزير سالم»، و«ثلاثية الأندلس»، و«التغريبة الفلسطينية»، و«الملك فاروق»، و«الفاروق عمر»، كما قدّم أعمالاً عدة في مصر، كان آخرها مسلسل «أهو ده اللي صار».
مات حاتم علي عن عمر 58 عاماً، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منتصف الثمانينيات. وبدأ مسيرته الفنية بالتمثيل، لكنه لم يحقق الشهرة التي حققها كمخرج، وترك في رصيده عشرات الأعمال، التي لن تمحى من ذاكرة الجمهور العربي. وبرحيله فقدت الدراما السورية «عبقريتها»، كأن سر التميز والتفوق تبخر حينما فارق الحياة موجوعاً.
وقد لا يعلم الكثيرون أن «عبقرية» حاتم علي الفنية لم تنبثق من كونه مخرجاً يرى المشهد قبل تصويره، أو ممثلاً عُرف – كمخرج – كيف يوظف زملاءه، ويخرجهم بأبهى حلة، بل كانت تكمن كذلك في كونه كاتباً بارعاً، حيث نشر مجموعتين قصصيتين، هما: «ما حدث وما لم يحدث»، و«موت مدرس التاريخ العجوز». إضافة إلى ذلك، كان كاتب سيناريو متمرساً، فقد كتب سيناريو فيلم «زائر الليل»، الذي أخرجه محمد بدر خان، كما كتب سيناريو مسلسل «القلاع»، الذي أخرجه مأمون البني، وكتب وأخرج فيلمًا تلفزيونيًا بعنوان «الحصان»، وشارك في كتابة فيلم «آخر الليل» مع الكاتب عبد المجيد حيدر، وحصل من خلاله على أول جائزة كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1996.
-

5 سنوات على رحيل حاتم علي.. هل فقدت الدراما السورية «عبقريتها»؟
كما كتب حاتم علي، أيضاً، ثلاث مسرحيات، بالتعاون مع المخرج المسرحي زيناتي قدسية، منها: «الحصار»، كما كتب مسرحية «حكاية مسعود»، التي أخرجها زيناتي قدسية لصالح «فرقة القنيطرة».
أما كمخرج مسرحي، فقدّم حاتم علي ثلاث مسرحيات متميزة، هي: «مات 3 مرات» 1996، و«البارحة.. اليوم.. وغدًا» 1998، و«أهل الهوى» 2003، تاركاً بصمة واضحة في المسرح السوري.
Source link






اضف تعليقك