قالت وكالة موديز لخدمات المستثمرين في تقرير حديث صدر عنها إن ربحية البنوك الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي، رقم تقاربها مع نظيرتها التقليدية، ستظل أقوى على مدار الأشهر الـ 12 -18 المقبلة، بفضل تركيزها على تمويل الأفراد بهامش ربح أعلى وقوة أنشطتها التجارية نظراً إلى خطط التنويع الاقتصادي التي تتبناها الحكومات الخليجية.

وتوقعت «موديز» أن تحافظ البنوك الإسلامية في دول الخليج على رأسمال وسيولة قويين، ما سيسمح لها بالاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في المنطقة.

وأشارت الوكالة إلى أن النمو الاقتصادي في دول التعاون سيستمر في توفير الظروف التشغيلية الداعمة للبنوك الإسلامية خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة، وسيظل الاقتصاد غير النفطي، حيث تمارس البنوك الجزء الأكبر من نشاطها التمويلي، قوياً نتيجة لأجندات التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومات.

وحسب التوقعات الحالية لأسعار النفط في المدى المتوسط، ترى الوكالة أن سعر خام برنت سيبلغ في المتوسط نحو 81 دولاراً للبرميل هذا العام و75 دولاراً للبرميل في 2025. وهذا أقل من متوسط 82 دولاراً و99 دولاراً لعامي 2023 و2022 على التوالي، ولكنه أعلى بكثير من متوسط عام 2021 البالغ 70 دولاراً للبرميل.

من جهة أخرى، كشف تقرير «موديز» أن البنوك الإسلامية حتى مارس 2024 كانت لديها أعلى حصة في سوق التمويل مقارنة بالبنوك التقليدية، تتصدرها السعودية، ثم البحرين فالكويت، مشيرة إلى أن هناك فرصة أكبر للنمو في الإمارات والكويت وعُمان وقطر.

النمو العضوي

وفي حين أن هناك قدرة كبيرة على النمو العضوي، تتوقع «موديز» استمرار عمليات الاندماج في الصناعة المصرفية مع سعي القطاع إلى تحسين توليد الإيرادات وخفض التكاليف. وتتوقع أيضاً أن يسعى المزيد من البنوك الإسلامية إلى الاندماج، خصوصاً البنوك الأصغر حجماً التي يزاحمها المنافسون الكبار.

ويشمل هذا أيضا اندماج البنوك الإسلامية مع نظيرتها التقليدية لإنشاء كيان واحد متوافق مع الشريعة الإسلامية. وفي وقت سابق من هذا العام، اندمج أكبر بنك إسلامي في الكويت، بيت التمويل الكويتي والبنك الأهلي المتحد وتم تحويل الميزانية العمومية للبنك الأهلي المتحد إلى عمليات مصرفية إسلامية، ما زاد من الحصة السوقية للصيرفة الإسلامية في البحرين.

وفي الكويت، من شأن الاقتراح الذي قدمه بنك بوبيان وبنك الخليج لإنشاء كيان واحد متوافق مع الشريعة الإسلامية، أن يعزز أيضاً الحصة السوقية للبنوك الإسلامية.

احتياطيات عالية

وقالت «موديز» إن الاحتياطيات العالية التي تتمتع بها البنوك الإسلامية الخليجية ترجع جزئياً إلى متطلبات المخصصات المتحفظة التي تفرضها بعض البنوك المركزية. وتتمتع البنوك الإسلامية في الكويت بأعلى نسبة تغطية لخسائر التمويلات المتعثرة بلغت 222 في المئة اعتباراً من الربع الأول من هذا العام، تليها عُمان وقطر.

كما أن التضخم المعتدل مقارنة ببقية العالم من شأنه أن يخفف من مخاطر التمويل. مع ذلك، تبقى معدلات تغطية خسائر التمويلات المتعثرة في البنوك التقليدية الكويتية أعلى من الإسلامية كما في الربع الأول من 2024.

من جهة أخرى، تتمتع البنوك الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي بسيولة وفيرة ولكنها تظل عموما أقل من نظيراتها التقليدية، ومثال على ذلك البنوك الكويتية، إذ إن سيولة التقليدية أعلى من الإسلامية حسب بيانات الربع الأول من 2024.