قالت أكبر مسؤولة أممية تشرف على المساعدات وإعادة الإعمار في غزة لبي بي سي، إن المجتمع الدولي “يفشل بشكل جماعي” في مساعدة المدنيين الأبرياء في القطاع.
وأوضحت سيغريد كاغ، التي عُينت قبل تسعة أشهر لتحسين عملية تقديم المساعدات العاجلة، أن التقرير الذي من المفترض أن تقدمه إلى مجلس الأمن الدولي اليوم سيكون “قاتماً جداً وربما ينذر بالخطر”.
ووصفت كاغ الوضع في غزة بأنه “كارثة كبيرة”، وقالت: “نحن لا نلبي الاحتياجات، ناهيك عن العجز في خلق فرص أو إعطاء أمل للمدنيين في غزة”.
وفي مقابلة نادرة، أشارت منسقة الأمم المتحدة العليا للعمل الإنساني وإعادة الإعمار في غزة، إلى أن الأنظمة الخاصة بإيصال المساعدات – بما في ذلك عبر عدة طرق برية وبحرية إلى غزة – أصبحت الآن قائمة.
وأضافت “أن الأمم المتحدة تعمل على مدار الساعة ولا يزال الناس يواجهون خطر الموت يوماً بعد يوم”.
ووصفت غزة بأنها “المكان الأقل أماناً للعمل في العالم”.
وقالت إنها تأسف لأنه “ليس بالإمكان تحسين الكثير” دون التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما يزالون محتجزين هناك.
وبيّنت كاغ أن ما يسمى بـ “خفض التصعيد” – لضمان استمرار مهام الإغاثة بأمان – قد فشل قائلةً: “ليس فاعلاً بشكل كاف، لجعل العمليات ممكنة”.
وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أن القوات الإسرائيلية “منعت” قافلة مساعدات أخرى تابعة لها كانت متجهة إلى شمال غزة، كما قالت مديرية الدفاع المدني في غزة إن مدرسة تابعة للأمم المتحدة -باتت ملجأً- تعرضت لغارة جوية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، فيما أكدت الأمم المتحدة مقتل ستة من موظفيها.
واتهمت إسرائيل حركة حماس باستخدام المنشأة “كمركز قيادة وسيطرة”، وقالت إن مقاتلين من حماس كانوا من بين القتلى.
وتحصي الأمم المتحدة “نحو 300 عامل إغاثة، أكثر من ثلثيهم من موظفي الأمم المتحدة، قتلوا حتى الآن في الحرب المروعة في غزة”، والتي تقترب الآن من مرور عام واحد.
ووصفت كاغ، وهي واحدة من المسؤولين القلائل في الأمم المتحدة الذين التقوا بمسؤولين إسرائيليين كبار بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مناقشاتها بأنها “بناءة”.
وأضافت “نضع المطالب على الطاولة، ويتم تلبية بعضها، كما نحصل على الالتزامات”، لكنها أشارت إلى أنه “بين الالتزام والزمن المطلوب لرؤية التنفيذ المرئي والملموس، يمر الكثير من الوقت”.
وقالت في مقابلة مع بي بي سي من نيويورك: “ليس هناك يوم أو حتى ثانية يمكن أن نضيعها”.
وأصر المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً على أن ما يكفي من المساعدات يصل إلى غزة، ونفوا التقارير التي تتحدث عن انتشار الجوع الشديد.
وقالت كاغ “إننا نعلم من خلال عملنا الميداني أن غالبية السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي”، وتعرف مراكز الصحة التابعة للأمم المتحدة “عدد الأطفال أو الرضع الذين يعانون من سوء التغذية أو سوء التغذية الحاد”.
ورداً على سؤال حول الاتهامات الإسرائيلية بأن المشكلة الرئيسية في توصيل الغذاء هي سيطرة حماس على المساعدات، أجابت كاغ: “نسمع ذلك كثيراً، وأجد من الصعب للغاية تأكيده”.
وقالت إنه في منطقة حرب “لا أستطيع أن أقول إن كل شيء يسير على ما يرام في كل الأوقات”، لكنها أكدت: “أستطيع أن أضمن نزاهة العمليات التي يقوم بها زملاؤنا”.
ووصفت كاغ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) – أكبر وكالة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تعمل في غزة – بأنها “العمود الفقري لإجمالي المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة”.
واتهم نتنياهو الوكالة بأنها “مخترقة بالكامل” من قبل حماس ودعا إلى “إنهائها”.
وقالت كاغ إن التحقيقات جرت في المزاعم الإسرائيلية بأن موظفي الأونروا كانوا متورطين في الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، في جميع أنحاء جنوب إسرائيل، وأنه كلما تم تقديم أدلة فإن التحقيقات ستستمر.
وفصلت الوكالة الشهر الماضي، تسعة موظفين من أونروا – وكانت قد فصلت في وقت سابق 12 موظفاً، ووضعت سبعة آخرين في إجازة إدارية، من أصل 13 ألف موظف يعملون لديها في غزة.
وتقول كاغ، نائبة رئيس الوزراء الهولندي سابقاً والتي عملت لأول مرة على القضايا الإسرائيلية الفلسطينية قبل 30 عاماً، إن سكان غزة يسألونها في كثير من الأحيان أثناء زياراتها للقطاع: “متى تنتهي معاناتنا؟”.
تحدثت عن الصدمة العميقة لهذا الصراع، بما في ذلك بالنسبة للرهائن الإسرائيليين، وأعربت عن أملها في “أن يُغفر لجميع الذين يعملون على حل هذه الأزمة”.
وتابعت في حديثها “في حال كنا بطيئين، وشعر الأبرياء بأننا خذلناهم، فإن الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو العمل بجدية أكبر”.
لكنها أكدت أنه “لا يوجد تعويض عن الأرواح التي أزهقت والصدمات التي تعرضنا لها؛ ولا شيء يمكن أن يصحح ذلك”.
Source link
اضف تعليقك