OnNEWS

النفط دون الـ70 دولاراً… منذ 3 سنوات

– تأثير ضئيل لتأجيل «أوبك» وحلفائها رفع الإنتاج على الأسعار

– انخفاض حاد بخام التصدير الكويتي بـ 8.1 في المئة في أغسطس

– «أوبك» تُخفّض توقعات نمو الطلب العالمي 2024 بـ 80 ألف برميل يومياً

– نمو طلب الهند 0.2 مليون برميل يومياً متجاوزاً الصين

سجّل تقرير «كامكو إنفست» حول أداء الأسواق العالمية، استمرار العمليات البيعية في سوق النفط لشهر سبتمبر، في ظل انخفاض أسعار العقود الآجلة إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021. وظل السوق واقعاً تحت الضغوط منذ الأسبوع الأخير من أغسطس 2024 في ظل مخاوف مراقبي النفط من الإعلان عن إلغاء «أوبك» وحلفائها في اجتماعها المقبل خطوة خفض الإنتاج بدءاً من أكتوبر 2024، ما أدى إلى تفاقم المخاوف الحالية في شأن نمو الطلب المستقبلي في الولايات المتحدة والصين نظراً لإشارة البيانات الاقتصادية إلى تباطؤ وتيرة النمو. وأدت بعض الأخبار المتفرقة حول انقطاع الإمدادات من ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط في توفير قدراً محدوداً من الدعم للأسعار في ظل المعنويات السلبية السائدة في السوق.

وذكر التقرير أنه مع ظهور بعض البيانات التي كشفت عن تزايد الضغوط على نمو الطلب المستقبلي على النفط، لم يكن لإعلان «أوبك» وحلفائها تأجيل رفع مستويات الإنتاج لمدة شهرين إضافيين، سوى بعض التأثير الضئيل والموقت على الأسعار.

«فرانسين» والطلب الصيني

وأعقب ذلك اجتياح العاصفة الاستوائية فرانسين التي أثرت على إنتاج النفط في ساحل الخليج الأميركي، الأمر الذي ساهم في رفع الأسعار بأكثر من 1% ببداية الأسبوع الماضي، لكن خفض توقعات «أوبك» في تقريرها الشهري لمستويات الطلب على النفط، دفع الأسعار للتراجع إلى مستوى 69.2 دولار للبرميل في 10 سبتمبر 2024، الأمر الذي ألقى بظلاله على المراجعة الإيجابية لتوقعات الطلب من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية. كما حذرت وكالة الطاقة الدولية من تباطؤ الطلب الصيني على النفط، مما دفع الوكالة إلى خفض توقعات الطلب لهذا العام.

بيانات التضخم

من جهة أخرى، شهد الأسبوع الماضي إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن بيانات التضخم والتي أظهرت تقدماً على صعيد التضخم الكلي الذي سجل نمواً 2.5 في المئة على أساس سنوي في أغسطس 2024. إلا أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي استقر عند 3.2 في المئة وارتفع 0.3 في المئة مقارنة بالشهر الماضي، حيث نما بوتيرة أسرع قليلا من توقعات الاقتصاديين. كما أظهرت البيانات ترسخ معدلات التضخم في قطاع الخدمات بالإضافة إلى ثبات معدلات التضخم في قطاع الإسكان. ونتيجة لذلك، تتوقع تقديرات الإجماع الآن خفض سعر الفائدة مرة واحدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر مقارنة بالتوقعات الأكثر شيوعاً التي رجّحت تخفيضات أكبر، الأمر الذي كان سيحدث تأثيراً إيجابياً على سوق النفط. كما أظهرت بيانات من أوروبا ضعف النشاط الاقتصادي في معظم أنحاء المنطقة مما دفع البنك المركزي الأوروبي إلى خفض سعر الفائدة للمرة الثانية هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس. بالإضافة إلى ذلك، تأثر الطلب على النفط في المنطقة بدخول المصافي الأوروبية موسم الصيانة، بالإضافة إلى عمليات الإغلاق غير المتوقعة وإغلاق مصفاة جرانجماوث في اسكتلندا، أقدم مصفاة في بريطانيا.

أما على جانب العرض، ظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستقراً عند 13.3 مليون برميل يومياً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بعد أن لامس مستويات قياسية بلغت 13.4 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس 2024. في المقابل، انخفض إنتاج «أوبك» من النفط بنحو 0.2 مليون برميل يومياً في أغسطس 2024 ليصل في المتوسط إلى 26.6 مليون على خلفية التراجع الحاد للإنتاج الليبي وكذلك انخفاض الإنتاج في العراق والسعودية، وفقاً للبيانات الصادرة عن مصادر الأوبك الثانوية. وقابل تلك الانخفاضات ارتفاع إنتاج نيجيريا فضلاً عن النمو الشهري المحدود لإنتاج معظم دول «أوبك» الأخرى.

الاتجاهات الشهرية

سجلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام انتعاشاً طفيفاً الأسبوع الماضي بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 33 شهراً على خلفية انخفاض توقعات الطلب لأسواق النفط الرئيسية، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على انخفاض إنتاج «أوبك» وحلفائها، والاضطرابات الجيوسياسية المتعلقة بالشرق الأوسط، والانخفاض الحاد لإنتاج ليبيا، وكذلك انقطاع الإنتاج على ساحل الخليج الأميركي بسبب العاصفة الاستوائية. وانخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 10 % تقريباً خلال الأسبوع الأول من الشهر، مما أدى إلى تسجيل أكبر عمليات بيعية على مستوى أسبوع تداول منذ أكتوبر 2023. وبدأ الشهر بصدور أنباء تفيد باستعادة الإنتاج في ليبيا، مما دفع أسعار العقود الآجلة إلى الانخفاض بنسبة 5 % تقريباً إلى جانب مخاوف الطلب المستمرة التي انعكست في بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع والتي أظهرت بقاء قراءات الولايات المتحدة دون مستوى النمو البالغ 50 نقطة للشهر الثاني على التوالي، هي ومعظم دول أميركا الشمالية. كما أظهرت البيانات المتعلقة بأوروبا اتجاهاً مماثلاً لانكماش قطاع الصناعات التحويلية بينما كشفت بيانات آسيا والأسواق الناشئة عن تسجيل نمو بمعدلات أقل.

كما قدمت البيانات المتعلقة بمخزون النفط دعماً ضئيلاً للأسعار، إذ وصلت مخزونات الخام الأميركية إلى أدنى مستوياتها المسجلة في عام تقريباً بنهاية أغسطس 2024 عند 418.3 مليون برميل. كما تراجعت مخزونات النفط الخام في كوشينغ بولاية أوكلاهوما إلى أدنى مستوياتها الموسمية المسجلة منذ عقد من الزمان. في ذات الوقت، كشفت البيانات الأسبوعية الصادرة عن بيكر هيوز عن وصول عدد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف يونيو 2024 عند 488 منصة حفر.

الاتجاه الشهري

أما على صعيد الاتجاه الشهري للأسعار، سجلت أسعار كل درجات النفط الخام تقريباً انخفاضات حادة في أغسطس 2024. إذ انخفض متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 5.3 في المئة ليصل إلى 80.7 دولار للبرميل في أغسطس 2024 مقابل 85.3 دولار للبرميل في المتوسط في يوليو 2024.

من جهة أخرى، انخفض سعر سلة «أوبك» المرجعية بنسبة 7.1 في المئة ليصل إلى 78.4دولار للبرميل، في حين شهد خام التصدير الكويتي انخفاضاً حاداً بنسبة 8.1 في المئة ليصل في المتوسط إلى 78.8 دولار للبرميل في أغسطس 2024.

في ذات الوقت، كشفت تقديرات الإجماع عن مراجعة هبوطية لتوقعات سعر مزيج خام برنت خلال الأرباع الستة المقبلة. إذ تشير توقعات الإجماع إلى خفض توقعات الربع الثالث 2024 بمقدار 1 دولار للبرميل بينما شهدت توقعات الربع الأول من العام 2025 انخفاضاً حاداً قدره 3.0 دولارات للبرميل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج.

الطلب العالمي

وفقاً لأحدث تقرير شهري لـ«أوبك»، تم خفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2024 بمقدار 80 ألف برميل يومياً. وتتوقع الوكالة الآن أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 2.0 مليون برميل يومياً هذا العام ليصل في المتوسط إلى 104.24 مليون برميل يومياً.

وبالمثل، خفّضت وكالة الطاقة الدولية أيضاً توقعاتها لنمو الطلب 2024 للشهر الثاني على التوالي. إذ خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب من 0.97 مليون برميل يومياً الشهر الماضي إلى 0.9 مليون وفقاً لتوقعاتها الجديدة.

ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، تباطأت وتيرة نمو الطلب العالمي على النفط خلال النصف الأول من العام 2024 إلى 0.8 مليون برميل يومياً، مما يُعد أدنى المستويات المسجلة منذ العام 2020.

الهند بديلاً للصين

وكان هناك عدد من البيانات المخيبة للآمال الصادرة من الصين التي كشفت عن تسجيل معدلات نمو أقل من التقديرات. وشمل ذلك نمو الناتج الصناعي ونمو مبيعات التجزئة ومعدل البطالة بالإضافة إلى التدابير المتخذة منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه لاستثمار الأصول الثابتة والاستثمارات العقارية. إلا أن انخفاض أسعار النفط الخام أدى إلى ارتفاع واردات الصين الشهر الماضي مقارنة بالانخفاض الذي شهدته في يوليو 2024. إذ استوردت 11.56 مليون برميل يومياً من النفط في أغسطس 2024، مما يعد أعلى المستويات المسجلة خلال الاثني عشر شهراً الماضية فيما يعزى أيضا إلى ارتفاع الطلب الموسمي. من جهة أخرى، يبدو أن الهند أصبحت بديلاً للصين من حيث نمو الطلب على النفط. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن ينمو الطلب على النفط في الهند بمقدار 0.2 مليون برميل يومياً، متجاوزاً الصين لأول مرة. ويأتي هذا على الرغم من انخفاض استهلاك النفط في الهند خلال شهر أغسطس 2024، نظراً للنمط الموسمي بصفة رئيسية. إذ انخفض استهلاك النفط في الهند بمقدار 0.3 مليون برميل يومياً في أغسطس 2024، وهو الأمر الذي تفاقم أيضا بسبب تزايد الأمطار.

بالإضافة إلى ذلك، خفضت الأوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط 2025 إلى 1.74 مليون برميل يومياً مقابل توقعات الشهر السابق البالغة 1.78 مليون.

العرض من خارج الأوبك

ارتفعت إمدادات النفط العالمية بمقدار 80 ألف برميل يومياً في أغسطس 2024 مقارنة بشهر يوليو 2024 ليصل إجمالي الإمدادات إلى 103.5 مليون، بعد زيادة إمدادات غيانا والبرازيل وأماكن أخرى، وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية. وقابل الزيادة في الإنتاج من تلك الدول انخفاض الإنتاج في ليبيا بسبب النزاعات السياسية إلى جانب انقطاع الانتاج في النرويج وكازاخستان نتيجة لأعمال الصيانة.

في ذات الوقت، تم الإبقاء على توقعات نمو إمدادات النفط للدول غير المشاركة في «ميثاق التعاون المشترك» لهذا العام دون تغيير مقارنة بتوقعات الأوبك للشهر الماضي. ومن المتوقع أن ينمو العرض من هذه الدول بمقدار 1.23 مليون برميل يومياً 2024 ليصل في المتوسط إلى 53.07 مليون خلال العام.

وكشفت أحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن إنتاج النفط الخام والمكثفات على مستوى البلاد بلغ في المتوسط نحو 13.3 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر 2024. وظل الإنتاج مستقراً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بعد أن تراجع من مستوى قياسي بلغ 13.4 مليون.

كما أظهرت البيانات الأسبوعية في الولايات المتحدة ارتفاع مستوى منصات النفط. ووفقاً لبيكر هيوز، بلغ العدد الإجمالي لمنصات الحفر النفطي 488 منصة بعد زيادتها بمقدار 5 منصات خلال الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر 2024، ليصل بذلك عدد المنصات النشطة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ الأسبوع الأول من يونيو 2024.

كما أبقت «أوبك» على توقعات نمو إمدادات النفط للدول غير المشاركة في «ميثاق التعاون المشترك» دون تغيير للعام 2025. وتتوقع الوكالة أن تنمو إمدادات تلك الدول بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً لتصل في المتوسط إلى 54.17 مليون 2025.

إنتاج «أوبك»

انخفض إنتاج الأوبك من النفط الخام بمقدار 70 ألف برميل يومياً في أغسطس 2024 بعد أن شهد نمواً على مدار ستة أشهر متتالية في السابق، وفقاً لبيانات وكالة بلومبرج. وبلغ إجمالي إنتاج الأوبك 27.1 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال الشهر مقابل 27.13 مليون الشهر السابق. ويعكس الانخفاض، وفقا لبلومبرج، بصفة رئيسية تراجع إنتاج ليبيا في الوقت الذي أظهرت فيه معظم الدول الأخرى الأعضاء بمنظمة الأوبك تغيراً هامشياً في إنتاجها.

انخفاض أكثر حدة

من جهة أخرى، كشفت البيانات الصادرة عن مصادر الأوبك الثانوية عن انخفاض أكثر حدة في الإنتاج خلال الشهر. ويعزى الانخفاض مرة أخرى إلى تراجع إنتاج ليبيا إلى جانب انخفاض إنتاج العراق والسعودية على أساس شهري، وفقاً لتقرير «أوبك» الشهري. وقابل هذه الانخفاضات جزئياً ارتفاع إنتاج نيجيريا على أساس شهري، إلى جانب زياد بمعدل أقل لإنتاج الكونغو وفنزويلا ومعظم منتجي الأوبك الآخرين.

تقليص المعروض

بعد أسابيع من التكهنات في شأن التزام «أوبك» وحلفائها بسياستها المتوقعة لزيادة الإنتاج بدءاً من أكتوبر 2024، الأمر الذي أدى إلى الانخفاض الحاد لأسعار النفط بنهاية أغسطس 2024، قرّرت دول «أوبك» وحلفاؤها تأجيل خطوة إلغاء تخفيضات الإنتاج لمدة شهرين إضافيين حتى ديسمبر 2024.

وسيؤدي ذلك إلى تقليص المعروض المتاح في سوق النفط خلال أكتوبر ونوفمبر 2024 بنحو 180 ألف برميل يومياً.




Source link

اضف تعليقك

إعلان

العربية مباشر

إعلان

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.