أدت الغارات الإسرائيلية على البلدات والقرى في جنوب لبنان إلى مقتل 182 شخصاً وجرح أكثر من 700 آخرين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وبحسب التصريحات الرسمية فإن من بين القتلى والجرحى أطفالاً ونساءً ومسعفين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “يوسع نطاق” ضرباته على حزب الله في لبنان، مشيرا إلى أنه هاجم حتى الآن أكثر من 300 هدف للحزب.
وشن الجيش الإسرائيلي، فجر الإثنين، سلسلة جديدة من الغارات الجوية العنيفة على عدد من المناطق في جنوب لبنان وشرقه.
وبحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، فإن الغارات الإسرائيلية طالت مناطق وأودية في محافظة النبطية في جنوب لبنان، كما طالت أنحاء عدة في منطقة صور.
وتزامنت الضربات جنوباً مع “غارات كثيفة على منطقة البقاع” الحدودية مع سوريا في شرق لبنان.
وقال مصدر مقرب من حزب الله إن الغارات “استهدفت العديد من المواقع في سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية وصولا إلى منطقة الهرمل”.
وأعلن حزب الله في بيان الإثنين، أنه قصف مجدداً منشآت لشركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة شمال حيفا في إسرائيل.
ودعت وزارة الصحة اللبنانية مستشفيات الجنوب والشرق لوقف العمليات غير الطارئة.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عباس الحلبي الإثنين إغلاق المدارس في مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الوزير في بيان إنه “تقرر إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، في كل من محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية”، وذلك “نظراً لتطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظات المذكورة”.
ردود الفعل في لبنان وإسرائيل
صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي بأنه “يتعين على المدنيين في القرى اللبنانية الواقعة في أو قرب مبانٍ ومناطق يستخدمها حزب الله لأغراض عسكرية، مثل تلك المستخدمة لتخزين أسلحة، الابتعاد فوراً عن دائرة الخطر من أجل سلامتهم”.
وقال إن الجيش سيشنّ المزيد “من الغارات المكثّفة والدقيقة ضد الأهداف الإرهابية التي زرعت بشكل واسع في مختلف أنحاء لبنان”.
وأضاف هاغاري أن حزب الله حوّل “جنوب لبنان إلى منطقة حرب، وأنه يخفي الأسلحة داخل منازل المدنيين وبالتالي يعرض المواطنين الذين يعيشون في جنوب لبنان للخطر”.
وتابع أنه “ومنذ عشرين عاماً، نشر حزب الله أسلحة في جنوب لبنان، كما أنه يضع صواريخ كروز داخل منازل المدنيين”.
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، “سكان القرى في لبنان الذين يعيشون داخل أو بالقرب من المباني والبيوت التي يخفي فيها حزب الله أسلحته إلى إخلائها فورا حفاظا على سلامتهم”.
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال إن العمليات العسكرية “ستستمر حتى نصل إلى نقطة يمكننا فيها ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها”. “هذا هو هدفنا، وهذه هي مهمتنا، وسنستخدم الوسائل اللازمة لتحقيقها”.
وقالت وزارته إن غالانت أجرى تقييماً لجاهزية الجبهة الداخلية على خلفية التطورات الأمنية شمال إسرائيل.
وقال غالانت: “نحن في مرحلة جديدة من الحرب، مما يتطلّب الانضباط والالتزام بالتعليمات من قبل الجمهور”.
كما توعد قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بضرب “أيّ طرف يهدد مواطني دولة إسرائيل”.
لكنّ الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قالت إن التصعيد العسكري “ليس في مصلحة” إسرائيل، كما أكد الرئيس جو بايدن أنّ واشنطن تبذل قصارى جهدها لتجنب توسع رقعة النزاع.
من جانبه ندد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بـ”الخطة التدميرية” وسط الغارات الإسرائيلية المكثفة على شرق وجنوب لبنان الإثنين.
وقال ميقاتي في اجتماع لمجلس الوزراء: “إن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان هو حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وخطة تدميرية تهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية”.
وحث “الأمم المتحدة والجمعية العامة والدول المؤثرة… على ردع العدوان (الإسرائيلي)”.
كما أعلن حزب الله في بيان أنه قصف الإثنين ثلاثة أهداف إسرائيلية، ردا على الغارات الكثيفة التي تشنّها الأخيرة على جنوب لبنان وشرقه من ساعات الصباح.
وقال الحزب إنه استهدف “المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ”، وذلك “ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع”.
وحذرت وزارة الخارجية الايرانية إسرائيل في تصريحات الإثنين، من “تداعيات خطيرة” للضربات التي يشنها جيشها على مواقع لحزب الله في لبنان.
ودان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني “بشدة الهجمات الجوية الواسعة النطاق” التي شنتها اسرائيل على جنوب لبنان محذراً من “التداعيات الخطيرة للمغامرة الجديدة للصهاينة”.
كما أدانت حركة حماس التي ما زالت في حالة حرب مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي “العدوان الهمجي” الإسرائيلي على لبنان.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
رسائل تحذيرية
تلقى لبنانيون في العاصمة بيروت وعدد من المناطق، مكالمات هاتفية تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها إسرائيل، تطلب منهم إخلاء أماكن وجودهم سريعاً، وفق وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية.
وقالت الوكالة الرسمية: “تلقى مكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري اتصالاً، دعا خلاله المجيب الآلي الى إخلاء المبنى”.
ودعا الجيش الإسرائيلي السكان في لبنان إلى “الابتعاد” عن مواقع حزب الله، متوعداً بشنّ المزيد من “الغارات المكثّفة والدقيقة”.
وفي بيان صدر لاحقاً، قال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، عن الرسائل التي ترسلها إسرائيل للبنانيين من أجل إخلاء أماكنهم إن “هذا الأسلوب ليس غريباً على العدو الاسرائيلي الذي يتوسّل كل السبل في حربه النفسية”.
ويمنع نظام الاتصالات المعمول به في لبنان تلقي أي اتصالات مصدرها إسرائيل، لأن البلدين في حالة حرب وعداء رسمياً.
وشرح عماد كريدية، مدير عام هيئة أوجيرو، المؤسسة الرسمية المشغلة للهاتف الثابت في لبنان، أن “إسرائيل تتحايل على أنظمة الاتصال من خلال استخدام رمز دولة صديقة، وهو ما يفسر تلقي اللبنانيين اتصالات عبر الشبكة الثابتة”.
وأفاد مواطنون الإثنين بتلقيهم كذلك رسائل نصية عبر هواتفهم الخلوية، تضمنت طلب إخلاء، من أرقام غير ظاهرة.
وقال خالد، متحفظاً عن ذكر اسمه الكامل، وهو أحد سكان مدينة بيروت، لفرانس برس: “تلقيت رسالة نصية جاء فيها: إذا أنت متواجد في مبنى فيه سلاح لحزب الله ابتعد عن القرية حتى إشعار آخر”.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قد قال خلال تشييع القيادي إبراهيم عقيل، الأحد، والذي أعلن حزب الله مقتله في غارة إسرائيلية، “دخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح”، كما لفت بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة الميادين اللبنانية من حزب الله، “أنّه لن يتم تحديد كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت”.
ما الذي أدى إلى التصعيد؟
تصاعدت الاشتباكات خلال الأسبوع الماضي، إذ استهدفت إسرائيل اجتماعا لقادة في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل مسؤولين بارزين في الوحدة.
وجاءت هذه العملية بعد انفجارات أجهزة اتصالات لاسلكية تعرف بـ “البيجر” تستخدمها عناصر حزب الله، والتي أدت إلى سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى، وسط اتهامات من الحزب لإسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم.
في المقابل وردا على التصعيد الإسرائيلي، نفذ حزب الله اللبناني، الأحد، هجوما بالصواريخ استهدف مُجمعات صناعات عسكرية لشركة “رفائيل”.
وأشار الحزب، في بيان، إلى أنه قصف “مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية، الواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا”.
كذلك أعلن الحزب أنه استهدف قاعدة ومطار “رامات ديفيد” للمرة الثانية بعشرات الصواريخ.
ويُعد استهداف حزب الله لهذه المناطق تطورا في عمليات الحزب ضد إسرائيل، فهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب هذه المناطق، منذ بدء المواجهات بين الجانبين في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اضف تعليقك