أعرب وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب، عن خيبة أمله إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل، لكنه قال إنه يأمل أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة.
وقال بو حبيب الثلاثاء عن كلمة بايدن في الأمم المتحدة، إن الخطاب “لم يكن قوياً. إنه ليس واعداً ولن يحل هذه المشكلة”، معبراً عن قناعته بأن الولايات المتحدة هي “الدولة الوحيدة التي يمكنها حقا أن تحدث فرقا في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بلبنان”.
وأضاف بو حبيب خلال حدث استضافته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن رئيس الوزراء اللبناني يأمل في لقاء مسؤولين أميركيين خلال اليومين المقبلين، موضحاً أن عدد النازحين اللبنانيين جراء التصعيد في الجنوب بين إسرائيل وحزب الله يقترب من نصف المليون.
في غضون ذلك، أعلنت سلوفينيا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لشهر سبتمبر/ أيلول، أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً في الساعة السادسة مساء (22:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء، لبحث تصعيد القتال في لبنان بين إسرائيل وحزب الله.
يأتي ذلك بعد أن أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الثلاثاء بأن إسرائيل تسعى إلى أن تكون “الحملة ضد حزب الله” قصيرة قدر الإمكان، لكنها مستعدة لأن تستغرق وقتاً طويلاً.
وفي كلمته، تطرق هاغاري إلى قدرات حزب الله، قائلاً إن إسرائيل تتطلع حالياً إلى التعامل مع القدرات الاستراتيجية للحزب، “ولهذا السبب نضرب بقوة هائلة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه قتل إبراهيم محمد القبيسي، الذي وصفه بأنه “قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله”، إلى جانب قائدين آخرين من الوحدة الصاروخية.
كما أوضح الجيش أنه أطلق موجة غارات واسعة تستهدف “أهدافاً إرهابية” في لبنان، بهدف “تجريد قدرات حزب الله واستهداف البنى التحتية العسكرية”.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن طائرات حربية “هاجمت بتوجيه من هيئة الاستخبارات في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، وقضت على إبراهيم محمد القبيسي قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله”.
وأضاف بيان الجيش أن القبيسي كان في وقت الغارة “برفقة عدد من كبار قادة منظومة الصواريخ في حزب الله”. وجاء في بيان لاحق أن القبيسي قُتِل “إلى جانب قائديْن أخريْن على الأقل من الوحدة الصاروخية”.
فيما لم يصدر حتى الآن من حزب الله أي بيان يؤكد أو ينفي الخبر.
وفي بيان منفصل، قال الجيش إنه أطلق موجة غارات واسعة نحو “عشرات الأهداف” في لبنان، على مدار ساعتين.
وبحسب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، فقد أغارت طائرات حربية على “البقاع في عمق لبنان وفي مناطق متفرقة من جنوب لبنان”، مضيفاً استمرار الغارات في الوقت الحالي.
وأوضح البيان أن الغارات الإسرائيلية “دمرت عشرات البنى الإرهابية العسكرية والمباني العسكرية التي تم تخزين داخلها على وسائل قتالية، إلى جانب عشرات المنصات الصاروخية التي تم توجيهها نحو الأراضي الاسرائيلية”.
وأفاد البيان بأن حزب الله أطلق قذائف صاروخية “من منطقة بنت جبيل نحو صفد وروش بينا”، كما رصد الجيش الإسرائيلي ثلاث مسيرات من لبنان “تم اعتراض بعضها”، في منطقة الكرمل التي انطلقت فيها صفارات الإنذار.
وفي بيان آخر، اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بإخفاء شاحنات تحمل منصات صاروخية داخل بيوت التي تقطنها عائلات لبنانية.
وقال أفيخاي أدرعي إنه “بناء على معلومات استخبارية دقيقة، هاجمنا مبنى في قرية صديقين ودمرنا شاحنة محملة بمنصة وقذائف صاروخية”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة
في المقابل، أعلن حزب الله أنه شن هجوماً جوياً بسرب من الطائرات المسيّرة “الانقضاضية” على قاعدة “عتليت” العسكرية التي تقع على ساحل البحر المتوسط جنوب حيفا في إسرائيل.
وأفاد بيان لحزب الله أن الهجوم استهدف مقر وحدة المهام البحرية الخاصة “الشييطت 13” في قاعدة عتليت، ”مستهدفة أماكن تموضع ضباطها وجنودها”، مضيفاً أن الهجوم “أصاب أهدافه بدقة”.
جاء ذلك في الوقت الذي تتسع فيه دائرة النيران بين إسرائيل وحزب الله، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت عصر الثلاثاء، مع تكثيفه الغارات الجوية التي “تستهدف حزب الله” في لبنان، ومن جهة أخرى أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية فقالت إن “الغارة الإسرائيلية أسفرت عن ستة قتلى و 15 مصاباً.”
وحذر الجيش الإسرائيلي السكان اللبنانيين النازحين من العودة إلى منزالهم أو بالقرب من “المنشآت والمنازل التي احتوت أو لا تزال تحتوي على أسلحة”.
وأضاف أفيخاي أدرعي المتحدث باسمه للإعلام العربي على إكس قائلاً: “لا ترجعوا إليها. إنها أماكن خطيرة قد تنفجر فيها المتفجرات، قد تقصف لاحقاً من جديد”.
كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء بمواصلة الحملة الجوية “ضد حزب الله”.
وقال نتنياهو في بيان بعد زيارة قاعدة استخباراتية إسرائيلية: “سنواصل ضرب حزب الله… من لديه صاروخ في غرفة معيشته وصاروخ في منزله لن يكون له منزل”.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء من مزيد من الغارات الإسرائيلية، قائلاً: “حزب الله اليوم ليس هو حزب الله الذي عرفناه قبل أسبوع. لقد عانى من سلسلة من الضربات لقيادته وسيطرته ومقاتليه ووسائل القتال لديه. وكلها ضربات شديدة”.
من ناحية أخرى، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل منفتحة على أفكار لتهدئة الصراع في لبنان، وذلك بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة أنها تدرس بعض “الأفكار الملموسة” مع حلفائها وشركائها.
وقال دانون للصحفيين الثلاثاء “بينما نتحدث، هناك قوى مهمة تحاول طرح أفكار ونحن منفتحون على ذلك. لسنا حريصين على بدء أي غزو بري في أي مكان. نحن نفضل الحل الدبلوماسي”.
من هو إبراهيم القبيسي؟
بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن القبيسي كان مسؤولاً عن وحدات الصواريخ المختلفة في حزب الله ومن ضمنها وحدات الصواريخ الدقيقة الموجهة.
على مدار السنوات وخلال الحرب كان مسؤولاً عن عمليات إطلاق الصواريخ نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل وتمتع بخبرة خاصة ومركزية في مجال الصواريخ وكان مقربًا لكبار قادة القيادة العسكرية في حزب الله.
وقد انضم القبيسي إلى حزب الله خلال الثمانيات وتولى مهام عسكرية مركزية فيه، من بينها توليه مسؤولية منظومة العمليات في جنوب لبنان وقيادة وحدة بدر في جبهة الجنوب.
كما أشرف على مخططات عديدة ضد “قوات الجيش الإسرائيلي ومواطني إسرائيل”، بحسب أفيخاي أردعي.
وفي منشور لاحق، أضاف الجيش أن القبيسي كان مسؤولًا عن سلسلة من العمليات ضد إسرائيل، “بما فيها إطلاق الصواريخ نحو حيفا اليوم”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن القبيسي شكل “عنصرًا ذي خبرة خاصة في تفعيل الصواريخ، بما فيها الصواريخ الموجهة بدقة”.
صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
أصدر حزب الله بيانات متتالية الثلاثاء، يعلن فيها عن استهدافه مواقع مختلفة شمال إسرائيل، من بينها قاعدة داوود العسكرية، التي أطلق حزب الله نحوها 90 صاروخاً، على مرحلتين.
كما أطلق حزب الله نحو 60 صاروخاً من لبنان على إسرائيل خلال ساعة، الأمر الذي تسبب في حريق وأضرار بممتلكات في شمال إسرائيل، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال حزب الله في بيان إنه “استهدف قاعدة شمشون [مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية إسرائيلي] بصواريخ فادي 3.” وهو صاروخ جديد يعلن عنه الحزب لأول مرة بحسب رويترز.
وذكرت الشرطة أن حريقًا اندلع في مرتفعات الجولان بعد إطلاق صواريخ باتجاه المنطقة، وألحق أضرارًا بممتلكات في “كفار ماندا”.
ودوّت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود اللبنانية، في صفد ومحيطها وعكا والكرمل وضواحي حيفا والمناطق المحيطة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ شظايا صاروخية سقطت في عدة مواقع في ضواحي حيفا وعكا والجليل الغربي.
وقالت الشرطة إنها تحضر عدة مواقع سقطت فيها شظايا صاروخية في كريوت بالقرب من حيفا وعكا والجليل الغربي.
“الأمم المتحدة تتهرب من مسؤوليتها”
اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء الأمم المتحدة بالتهرب من مسؤوليتها في منع هجمات الصواريخ على إسرائيل من قبل حزب الله في لبنان.
جاء ذلك في تعليق على تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث قال غالانت في منشور على إكس إن حزب الله أخذ “لبنان رهينة”.
وقال عن القرار الذي يتطلب من حزب الله نزع سلاحه، إن “الأمم المتحدة لا تعترف بأفعالهم، ولا تفي بالتزاماتها الأساسية، بمنع هجمات حزب الله والمطالبة بتنفيذ القرار 1701”.
وكان غوتيريش قال في وقت سابق إن “لبنان على حافة الهاوية. لا يستطيع شعب لبنان، وشعب إسرائيل، وشعوب العالم أن يتحملوا أن يصبح لبنان غزة أخرى”.
استمرار تعطيل المدارس والجامعات
من ناحية أخرى، أعلن الدكتور عباس الحلبي، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الثلاثاء، مد تعطيل المدارس والجامعات حتى نهاية الأسبوع الحالي في جميع أنحاء البلاد.
وقال الحلبي إنه نظرًا لاستمرار الظروف التي اقتضت إقفال مؤسسات تربوية ومهنية وجامعية في مناطق محددة، وتعليق الدروس في مناطق أخرى، يمدد إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة، حتى نهاية هذا الأسبوع في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية.
وأضاف البيان “تمديد وقف الدروس في محافظات بيروت وجبل لبنان والشمال وعكار، على أن يشمل وقف الدروس أيضًا الجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة في المناطق اللبنانية كافة حتى نهاية الأسبوع الحالي”.
وكانت وزارة التربية والتعليم اللبنانية قد أعلنت الاثنين تعطيل المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد، وفتح المؤسسات التعليمية لإيواء آلاف النازحين اللبنانيين.
اضف تعليقك