#بشرة
سارة سمير
اليوم
مفاهيم المكونات النشطة وغير النشطة، برزت، مؤخراً، في عالم صناعة منتجات العناية بالبشرة، وأصبحت المركبات جزءاً أساسياً من روتين العناية بالجمال، لقدرتها القوية على معالجة المشاكل الدقيقة بالجلد، من الخطوط الرفيعة، إلى مشاكل حب الشباب المتعددة. ورغم فوائد المكونات النشطة في منتجات العناية بالبشرة، التي تقوم بأداء دور كبير في تحويل مظهر وملمس بشرتكِ، لكن هناك بعض المخاطر التي لا بد من الانتباه إليها عند استخدام تلك المكونات النشطة.
ما المكونات النشطة؟
تمثل المكونات النشطة المواد الأساسية في تركيبات العناية بالبشرة، التي ثبت علمياً أنها تسبب تغيرات ملموسة في بنية الجلد أو وظيفته. وهذه المواد القوية هي الدافعة لفاعلية العديد من منتجات العناية بالبشرة.
إليكِ بعض المكونات النشطة، الأكثر شيوعاً وفاعلية:
– الريتينويدات: تشتهر هذه المشتقات من فيتامين (أ)، بقدرتها على تسريع دوران الخلايا، وتحفيز إنتاج الكولاجين، من خلال تعزيز تجديد خلايا الجلد، والبروتين البنيوي للجلد، ويمكن للريتينويدات تحسين ملمس الجلد بشكل كبير، وتقليل الخطوط الدقيقة، ومكافحة حب الشباب.
– أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs): تعمل عائلة هذه الأحماض، التي تشمل: الجليكوليك واللاكتيك، كمقشرات قوية عن طريق إذابة الروابط بين خلايا الجلد الميتة على السطح، وتقشر الطبقة الخارجية الباهتة بشكل فعال؛ لتكشف عن بشرة أكثر إشراقاً ونعومة تحتها.
– فيتامين (سي): يعد مضاد الأكسدة القوي هذا نجمًا للعناية بالبشرة، معروفاً بفوائده المتعددة، فهو يعمل على تفتيح البشرة عن طريق تثبيط إنتاج الميلانين، بالإضافة إلى توفير حماية حاسمة ضد العوامل البيئية المسببة للتوتر، مثل: التلوث، والأشعة فوق البنفسجية، كما يعزز تخليق الكولاجين، ما يساهم في الحصول على بشرة أكثر شباباً ونضارة.
– حمض الهيالورونيك: يشار إليه باسم «مغناطيس الرطوبة الطبيعية». ويتمتع حمض الهيالورونيك بقدرة استثنائية على جذب المياه، والاحتفاظ بها، وهذه المادة الرائعة يمكنها أن تحمل ما يصل إلى 1000 ضعف وزنها من الماء، ما يجعلها عامل ترطيب لا مثيل له. ومن خلال سحب الرطوبة إلى الجلد، فإنه يساعد على ملء الخطوط الدقيقة، وتعزيز مرونة الجلد، وبشرة ندية وشابة.
– النياسيناميد: يُعرف باسم فيتامين (ب3)، وهو مكون نشط متعدد الاستخدامات، يوفر مجموعة واسعة من الفوائد للبشرة، إذ يعمل على تقوية الحاجز الواقي للبشرة، وتقليل فقدان الماء، وتحسين صحة الجلد بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع النياسيناميد بخصائص مضادة للالتهابات، تجعله فعالاً في تهدئة البشرة المتهيجة، وتقليل الاحمرار، وتنظيم إنتاج الدهون، فكيون مفيداً للاتي لديهن بشرة دهنية، أو معرضة لحب الشباب.
فوائد عديدة للمكونات النشطة:
عند دمجها في روتين للعناية بالبشرة مصمم جيداً، واستخدامها بشكل صحيح، تقدم المكونات النشطة العديد من الفوائد، ما يُحدث ثورة في صحة ومظهر بشرتك. وتتضمن بعض المزايا الأكثر بروزاً ما يلي:
– تقليل علامات الشيخوخة المرئية: تقلل المكونات النشطة، مثل: الريتينويدات والببتيدات، ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد والبقع العمرية بشكل فعال. وتعمل عن طريق تحفيز إنتاج الكولاجين، وتسريع تجدد الخلايا، وتحسين مرونة الجلد، ما يؤدي إلى بشرة أكثر شبابًا وإشراقًا.
– تحسين ملمس الجلد ولونه: تحسن مكونات، مثل: أحماض ألفا هيدروكسي، وفيتامين (سي)، ملمس الجلد، عن طريق تعزيز التقشير، وتحفيز تجديد الخلايا، كما تساعد هذه العملية على تنعيم البقع الخشنة، وتقليل ظهور المسام، وتوحيد لون البشرة، ما يؤدي إلى سطح بشرة أكثر نعومة ونقاءً.
– علاج مستهدف لمشاكل الجلد المحددة: سواء كنت تعانين حب الشباب المستمر، أو فرط التصبغ، أو الجفاف المزمن، هناك مكونات نشطة مصممة خصيصاً لمعالجة هذه المشكلات. على سبيل المثال، حمض الساليسيليك ممتاز لمكافحة حب الشباب، بينما يساعد حمض الكوجيك في التخلص من البقع الداكنة، وتوحيد لون البشرة.
– تحسين صحة البشرة ومظهرها: دمج مجموعة متنوعة من المكونات النشطة في روتين العناية بالبشرة، يعد بتحسين صحة بشرتكِ بشكل شامل.
ما الفرق بين المكونات النشطة وغير النشطة؟
يكمن الفرق الأساسي بين المكونات النشطة وغير النشطة، في الأدوار التي تقدمها بالمنتجات، فعلى سبيل المثال: لا تستهدف المكونات غير النشطة مشكلة خاصة بالعناية بالبشرة، لكنها موجودة في المنتج للمساعدة على صياغته، إذ تضفي التجانس، والتلوين، والرغوة، والتكثيف، والعطر، وربط المنتجات، والعمل كمرطبات، ومواد حافظة، وعوامل تقشير، والمزيد في شكل مكونات، مثل: السكوالين، والجلسرين، وحمض الماليك، والبانثينول، والشاي الأخضر، وزبدة الشيا، وفيتامين (هـ)، على سبيل المثال لا الحصر.
أما المكون النشط، فيستهدف مشكلة معينة؛ ليكون له تأثير على الجلد، على عكس المكون غير النشط، حيث يعمل بشكل مباشر مع المشكلة التي تعانيها بشرتكِ، وتحتاج إلى وقت إلى حد ما طويلاً، لتجدي تأثيراً ملحوظاً.
كيفية معرفة المكونات النشطة في منتجات العناية بالبشرة؟
تتمثل إحدى أسهل الطرق؛ لتحديد المكونات النشطة في منتجات العناية بالبشرة، في إلقاء نظرة على ملصق المنتج، حيث سيشير إلى المكونات النشطة وغير النشطة، وإذا لم يكن الأمر واضحاً، فغالباً تكون المكونات القليلة الأولى المدرجة هي التي تعتبر نشطة.
وتتضمن بعض المكونات النشطة الشائعة: الريتينويدات، وبنزويل البيروكسيد، وحمض الساليسيليك، وأحماض التقشير الأخرى، مثل: الجليكوليك، واللاكتيك، والمندليك، ومضادات الأكسدة كفيتامين (سي)، ومكونات الترطيب مثل: السيراميد، وحمض الهيالورونيك، والنياسيناميد، وبالطبع مكونات واقي الشمس، مثل: أكسيد الزنك، وثاني أكسيد التيتانيوم، ولإضافة هذه القائمة نجد أيضاً أن أحماض ألفا هيدروكسي، وأحماض بيتا هيدروكسي، والببتيدات شائعة في التركيبات.
اعتبارات عليكِ الانتباه إليها عند استخدام المكونات النشطة:
في حين أن الفوائد المحتملة للمكونات النشطة مغرية بلا شك، فمن الضروري للغاية التعامل مع استخدامها بدرجة عالية من العناية.. في ما يلي بعض العوامل الرئيسية، التي يجب وضعها في الاعتبار:
حساسية الجلد:
المكونات النشطة، بطبيعتها، مواد قوية قادرة على إحداث تغييرات كبيرة في الجلد، وهذه القوة رغم أنها مفيدة، إلا أنها تهيج الجلد، وتتسبب في الاحمرار أو الانزعاج، خاصة للاتي لديهن بشرة حساسة، لذا من المهم الانتباه عند إدخال المكونات النشطة تدريجياً؛ لتقليل مخاطر التفاعلات العكسية.
الإفراط في الاستخدام:
في عالم المكونات النشطة، ليس الأكثر هو الأفضل دائماً، فقد يتسبب الإفراط في استخدام هذه المواد القوية، سواء من خلال تركيزات عالية، أو الاستخدام المتكرر للغاية، إلى إضعاف الحاجز الوقائي الطبيعي للبشرة، وزيادة حساسيتها أو جفافها، فمن المهم اتباع إرشادات الاستخدام الموصى بها، ومقاومة إغراء الإفراط في استخدامها؛ سعياً وراء نتائج أسرع.
التفاعلات:
عالم المواد الفعالة للعناية بالبشرة مُعقد، ولا تتفاعل جميع المكونات بشكل جيد معاً، حيث إن بعض التركيبات تحيد تأثيرات بعضها بعضاً، في حين أن البعض الآخر قد يسبب تهيجاً أو ردود فعل سلبية أخرى عند استخدامها في وقت واحد.
حساسية الشمس:
بعض المكونات النشطة، خاصة الرتينويدات، وأحماض ألفا هيدروكسي، قد تزيد حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية، وهذه الحساسية المفرطة للضوء تزيد خطر الإصابة بحروق الشمس وفرط التصبغ. لذا، عند دمج هذه المكونات في روتينك، يجب إعطاء الأولوية للحماية اليومية من الشمس باستخدام واقٍ شمسي واسع الطيف.
أفضل الممارسات لتعزيز قوة المكونات النشطة:
لتعظيم فوائد المكونات النشطة مع تقليل المخاطر المحتملة، فكري في الالتزام بأفضل الممارسات الأساسية التالية:
1. ابدئي ببطء:
عند إدخال مكون نشط جديد في روتين العناية بالبشرة، من الحكمة أن تبدئي بتركيز أقل، ويزيد تدريجياً مع بناء بشرتكِ للتحمل. ويسمح هذا النهج لبشرتكِ بالتأقلم مع المكون الجديد، ويقلل احتمالية حدوث تهيج أو ردود فعل سلبية.
2. اختبار الرقعة:
قبل وضع أي منتج جديد، يحتوي على مكونات نشطة على وجهكِ، من الضروري إجراء اختبار الرقعة. ضعي كمية صغيرة من المنتج على منطقة خفية من الجلد، مثل: خلف أذنكِ أو ساعدكِ الداخلي، ولاحظي أي علامات تهيج لمدة 24-48 ساعة
3. اتبعي التعليمات:
انتبهي جيداً إلى تكرار الاستخدام، والكمية الموصى بها، لكل منتج يحتوي على مكونات نشطة، وتستند هذه الإرشادات، عادةًـ إلى أبحاث واختبارات مكثفة لتحديد التوازن الأمثل بين الفاعلية والسلامة، ويساعدك الالتزام بهذه التعليمات في تحقيق أفضل النتائج مع تقليل مخاطر الآثار السلبية.
4. التحلي بالصبر:
من المهم إدارة توقعاتكِ عندما يتعلق الأمر بنتائج العناية بالبشرة. ويتطلب معظم المكونات النشطة الاستخدام المستمر لفترة طويلة؛ لإحداث تغييرات ملحوظة في الجلد. وكقاعدة عامة: امنحي المنتجات الجديدة ما لا يقل عن 4-6 أسابيع من الاستخدام المنتظم، قبل تقييم فاعليتها.
5. استشارة متخصص:
في حالة الشك بشأن دمج المكونات النشطة في روتين العناية بالبشرة، فمن المستحسن دائماً طلب إرشادات طبيب أمراض جلدية مؤهل، أو متخصص في العناية بالبشرة، وهذا مهم بشكل خاص إذا كانت لديكِ بشرة حساسة، أو مشاكل جلدية محددة، أو كنت تستخدم منتجات متعددة تحتوي على مكونات نشطة.
Source link
اضف تعليقك