واصل الجيش الإسرائيلي الأحد شن “عشرات” الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان بعد يومين على مقتل أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية.
وقال ناطق باسم الجيش عبر تلغرام إن طائرات سلاح الجو “هاجمت عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان خلال الساعات الأخيرة”.
وقال الجيش في بيان: “خلال الساعات الماضية، أغارت مقاتلات تابعة للجيش الإسرائيلي على أهداف إرهابية تابعة لحزب الله في لبنان”، بينها منصات لإطلاق صواريخ “موجهة نحو الأراضي الإسرائيلية” ومستودعات “تخزين أسلحة”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: “نقوم بضرب التسلسل القيادي لحزب الله بشكل ممنهج”.
وأضاف: “نحن منتصرون في هذه الحرب، وتغيير موازين القوى في المنطقة يضمن لنا تحالفات جديدة”.
كما أفاد الجيش الاسرائيلي بأنه قصف نحو 120 هدفا إضافيا لحزب الله في لبنان، فيما يواصل التنظيم المدعوم من إيران إطلاق صواريخه على إسرائيل.
وقال الجيش إنه شن “قبل وقت قصير ضربات واسعة النطاق” استهدفت “بنى تحتية ومقرات كبيرة تستخدمها وحدات حزب الله المختلفة”، موضحا أنه قصف “نحو 120 هدفا” في جنوب لبنان وداخل الأراضي اللبنانية.
وأضاف أنه رصد إطلاق 35 صاروخا من لبنان في اتجاه عكا.
هجمات على منطقتي رأس عيسى والحديدة في اليمن
وردا على الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن، أكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم “أهدافاً عسكرية” للحوثيين في منطقتي رأس عيسى والحديدة.
وأصدرت وكالة أنباء الحوثيين بيانا ردا على “العدوان الإسرائيلي في الحديدة”، قائلة: “جبهة الدعم اليمنية لن تتوقف، وضرباتنا ضد العدو الصهيوني لن تتوقف”.
وقال الجيش إنه هاجم البنية التحتية والموانئ في اليمن التي زعم أنها تُستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في أعقاب ضربات اليمن قائلا: “زرت غرفة القيادة والتحكم التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث تابعت الضربة التي نُفذت ضد جماعة الحوثي الإرهابية”.
وأضاف: “رسالتنا واضحة، لا مكان بعيد بالنسبة لنا”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق، اعتراضه طائرة مسيّرة قادمة من البحر الأحمر خلال الساعات الماضية.
كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ جرى اعتراضه، أُطلق على وسط إسرائيل يوم الجمعة، ولا نعرف بعد حجم الأضرار الناجمة عن الضربات في اليمن.
وتقول إسرائيل إنها تواجه أيضا تهديدات من الجنوب، مع تعرضها للقصف عبر الحدود الشمالية، بعد أن أعلنت أمس أنها اعترضت صاروخًا ذكرت وكالتا رويترز وفرانس برس للأنباء أنه كان متزامنا مع وصول نتنياهو إلى المطار.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 24 شخصا وإصابة 29 آخرين في غارة على عين الدلب، بالقرب من مدينة صيدا، الواقعة في منتصف الطريق بين الحدود الإسرائيلية اللبنانية والعاصمة بيروت.
وأضافت سقوط 21 قتيلاً و47 مصاباً حصيلة أولية للغارات الإسرائيلية على منطقتي بعلبك والهرمل شرقي البلاد.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، في وقت سابق، مقتل 17 شخصا من نفس العائلة في بلدة زبود، في شمال شرق لبنان، كما أعلنت وزارة الصحة مقتل 14 مسعفا في الهجمات الإسرائيلية خلال يومين.
كما أعلن مصدر طبي وآخر أمني لرويترز، الأحد، أنه جرى “انتشال” جثة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من موقع الهجوم الجوي الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وإنها “سليمة”.
ولم يذكر بيان حزب الله الذي أكد مقتل نصر الله السبت كيف قُتل أو موعد جنازته، لكن المصدرين قالا إن جثته “لم تكن بها جروح مباشرة ويبدو أن سبب الوفاة صدمة حادة من قوة الانفجار”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن القادة الإسرائيليين كانوا على علم بمكان وجود الأمين العام لحزب الله منذ أشهر، وقرروا الهجوم الأسبوع الماضي لأنهم اعتقدوا أن أمامهم فرصة قصيرة قبل اختفائه في مكان آخر.
وقال اثنان من المسؤولين أيضا إنه جرى إسقاط أكثر من 80 قنبلة على مدار عدة دقائق لقتل نصر الله، ولم يؤكدوا وزن القنابل أو طريقة تصنيعها.
وقالا: “جرى التخطيط للعملية منذ وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما ناقش القادة السياسيون الإسرائيليون مع نظرائهم الأمريكيين إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان، وقبل أن يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة كجزء من خطابه في الأمم المتحدة”.
وعلى صعيد رد الفعل الأمريكي على تطورات الوضع، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، إنه سيتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون أن يُحدّد موعداً لذلك.
وأضاف بايدن لصحفيين “سأخبركم بما سأقوله له حينما أتحدث معه”.
وعندما سُئل بايدن عما إذا كان يمكن تفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، أجاب “لا بد من ذلك، يتعين علينا حقاً تفاديها”.
وكشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الأحد، مواصلة الحديث مع الإسرائيليين بشأن الخطوة الصحيحة التالية في لبنان.
وقال كيربي، إن الولايات المتحدة تنتظر لترى مساعي حزب الله لشغل فراغ القيادة، مؤكداً أن دعم أمريكا لأمن إسرائيل صلب وهذا لن يتغير.
وأكّد أن حرباً شاملة مع حزب الله أو إيران ليست السبيل لإعادة السكان إلى ديارهم في شمال إسرائيل بأمان، مضيفا: “نسمع تصريحات تخرج من طهران وننتظر لنرى ماذا ستفعل”.
وكشف البنتاغون أن الولايات المتحدة “ستعزز قدرات الدفاع الجوي” في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، وأفاد بيان صحفي أن وزير الدفاع الأمريكي وضع المزيد من القوات على درجة عالية من الاستعداد للانتشار.
“سلسلة اغتيالات”
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل أكثر من 20 قيادياً من حزب الله إلى جانب نصر الله في الضربة على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس: “إلى جانب نصرالله وكركي تم القضاء على أكثر من 20 إرهابياً آخر برتب مختلفة اجتمعوا داخل ذلك المقر تحت الأرض في ضاحية بيروت الجنوبية وأداروا من هناك القتال ضد دولة إسرائيل”.
وأضاف أنه من بين قادة حزب الله البارزين الذين تم القضاء عليهم إبراهيم حسين جزيني- قائد وحدة تأمين نصرالله، وسمير توفيق ديب – مستشار نصر الله لسنوات عديدة في مجالات الإرهاب، وعبد الأمير محمد صبليني – مسؤول بناء القوة في حزب الله، وعلي نايف أيوب – مسؤول إدارة النيران في حزب الله.
وأشار أدرعي إلى أن “إبراهيم حسين جزيني وسمير توفيق ديب كانا من أقرب الأشخاص إلى نصرالله، وفي ضوء علاقتهم القريبة منه شكلا مركز خبرة مهم في طريقة عمل حزب الله عامةً ونصرالله على وجه الخصوص”.
وكشف أنهم اجتمعوا في قلب بيروت في المقر الرئيسي لحزب الله أسفل مباني مدنية وبالقرب من مدارس تابعة للأمم المتحدة.
كما أكد مصدران أمنيان لرويترز أن غارة إسرائيلية على سهل البقاع بلبنان، يوم الأحد، أودت بحياة القيادي البارز في الجماعة الإسلامية محمد دحروج.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل القيادي الكبير في حزب الله اللبناني، نبيل قاووق، وسط تبادل مستمر للقصف بين الجانبين.
ولم يعلق الحزب بعد على مصير قاووق، لكن بعض أنصاره نشروا رسائل نعي له أمس السبت.
وأكّد مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس مقتل نبيل قاووق في غارة السبت، معرفا عنه على أنه عضو في المجلس المركزي لحزب الله وقائد وحدة أمنية فيه.
وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي “كان قاووق يعتبر مقربا من كبار قادة حزب الله، وشارك بشكل مباشر في هجمات إرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، حتى في الأيام الأخيرة”.
“رد الفعل الإيراني”
أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف قوله، الأحد، أن فصائل المقاومة ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة إيران، وذلك تعليقا على مقتل نصر الله.
كما دعت إيران، السبت، إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن “تصرفات” إسرائيل في لبنان وفي مختلف أنحاء المنطقة، وذلك في رسالة وجهها المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد عرفاني إلى المجلس المكون من 15 عضوا.
وورد في الرسالة “تحذر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة من أي هجوم على مقارها الدبلوماسية وممثليها في انتهاك للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المقرات الدبلوماسية والقنصلية، وتؤكد أنها لن تتسامح مع أي تكرار لمثل هذا العدوان”.
وقال عرفاني إن “إيران لن تتردد في ممارسة حقوقها المتأصلة بموجب القانون الدولي في اتخاذ كل الإجراءات للدفاع عن مصالحها الوطنية والأمنية الحيوية”.
مساعدات غذائية
أعلن برنامج الأغذية العالمي، الأحد، مباشرة عملية طارئة لتقديم المساعدات الغذائية لمليون شخص تضرروا من التصعيد الأخير في لبنان.
وأكد البرنامج ومقره في روما في بيان، أنه يقوم “بتوزيع حصص غذائية جاهزة للأكل وخبز ووجبات ساخنة وطرود غذائية على الأسر في الملاجئ في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف ” تسارع الصراع نهاية الأسبوع أكد على الحاجة إلى استجابة إنسانية فورية”.
وحذرت المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا كورين فلايشر من أن “لبنان على حافة الانهيار، ولا يمكنه تحمل حرب أخرى”.
ونقل البيان عن ماثيو هولينجورث، مدير البرنامج في لبنان قوله إنه “في غضون أيام قليلة، وصلت مساعدات برنامج الأغذية العالمي إلى آلاف النازحين الجدد”.
وأضاف “مع تفاقم الأزمة، نستعد لمساعدة ما يصل إلى مليون شخص من خلال مزيج من الدعم النقدي والغذائي”.
ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لتوفير 105 ملايين دولار حتى نهاية العام لدعم الاستجابة الإنسانية.
Source link
اضف تعليقك