“كل الأشياء الجيدة تنتهي”، هكذا وصف نادي برشلونة نهاية مسيرة أسطورته أندريس إنييستا كلاعب كرة قدم والذي غلبته دموعه وهو يعلن اختتام مسيرة سجل خلالها أغلى هدف في تاريخ إسبانيا.
في برشلونة التي قضى فيها إنييستا أكثر من نصف عمره كلاعب كرة قدم، أعلن الثلاثاء اعتزاله، ولم يستبعد قيامه بدور تدريبي في المستقبل.
“فكرة التدريب تروق لي كثيرا، وبالطبع أود العودة إلى برشلونة في مرحلة ما، لأنه نادي حياتي. سيكون شرفا لي أن أدربه في أحد الأيام”، يقول إنييستا.
أمضى “الرسام” إنييستا 22 عامًا من حياته في نادي برشلونة، ستة منها كلاعب شاب و16 في الفريق الأول.
وفي 2018 اتخذ “أصعب قرار في حياته”، وترك الفريق الكاتالوني بعد تحقيق 32 بطولة، ليقضي 5 سنوات في فيسيل كوبي الياباني ثم عام في نادي الإمارات الإماراتي.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة, 1
“العبقري المتواضع”
يصف نادي برشلونة إنييستا (40 عاما) بأحد أعظم اللاعبين على الإطلاق الذين ارتدوا قميص البلوغرانا، وقال إن “العبقري المتواضع” اختتم مسيرته بنفس الطريقة التي لعب بها اللعبة، بـ”أناقة وبأقل قدر من الضجة”.
جاء إنييستا من بلدة فوينتيالبيا بالقرب من ألباسيتي إلى أكاديمية “لا ماسيا” التابعة للنادي الكاتالوني لا ماسيا في 16 سبتمبر/أيلول 1996 وهو في الثانية عشرة من عمره فقط.
وقال إن تلك الرحلة “غيرت الحياة … لا ماسيا غيرتني إلى الأبد، إنه أفضل مكان لتعلم القيم التي وجهتني خلال الحياة”.
وظهر إنييستا لأول مرة مع الفريق الأول تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان خال في مباراة في دوري أبطال أوروبا ضد كلوب بروج البلجيكي في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2002، لتشكل باكورة مشاركاته في 674 مباراة مع برشلونة.
مع برشلونة، فاز إنييستا بتسع بطولات للدوري الإسباني، و6 ألقاب في كأس الملك، و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، و7 ألقاب في كأس السوبر الإسباني، و3 ألقاب في كأس السوبر الأوروبي، و3 ألقاب في كأس العالم للأندية.
وكان إنييستا من أهم ركائز الفريق التاريخي لبرشلونة الذي كان أول فريق يحرز “السداسية” في تاريخ أوروبا، بقيادة المدرب “الفيلسوف” بيب غوارديولا، والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وشكل مع تشافي هيرنانديز وسيرجيو بوسكيتس، ثلاثيا في خط الوسط حجز مكانه لسنوات في الفريق الكاتالوني والمنتخب الإسباني.
“غدارة”
لم يسجل “الرسام” الكثير من الأهداف خلال مسيرته الطويلة، لكن هدفه في ملعب ستامفورد بريدج في لندن كان تاريخيا، وشكل حجر أساس للحصول على “السداسية”.
ففي إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009، كان برشلونة متأخرا ومُهددا بالإقصاء أمام تشيلسي الإنجليزي، واستشعر المعلق الرياضي التونسي عصام الشوالي تسجيل هدف قاتل لبرشلونة في اللحظات الأخيرة من المباراة، فأخذ يصيح “الكرة غدارة غدارة”.
ليصدق إنييستا توقع الشوالي ويحجز لبرشلونة مقعدا في النهائي بتسديدة من خارج المنطقة سكنت شباك “البلوز”، فعُرف هذا الهدف فى نطاق واسع عربيا بـ”الغدارة”.
الهدف الأغلى
خاض النجم المعتزل مع منتخب إسبانيا 131 مباراة دولية، سجل خلالها 13 هدفا، وقدم خلالها 29 تمريرة حاسمة.
الاتحاد الإسباني لكرة القدم، قال بعد اعتزاله “أندريس إنييستا: عندما لا تكفي كلمة أسطورة”، في ظل تحقيقه لكأس أوروبا (2008، 2012)، وكأس العالم 2010.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة, 2
يدين إنييستا بوجوده في المنتخب لمدرب “لا روخا” الراحل لويس أراغونيس الذي فاجأ الجميع عندما استدعاه إلى مونديال ألمانيا 2006.
بلغ إنييستا قمة مسيرته عندما سجل الهدف الأغلى في تاريخ “لا روخا” والذي منح إسبانيا أول كأس عالم لها في جوهانسبرغ أمام هولندا (1-0 بعد الوقت الإضافي).
ففي الدقائق الأخيرة من نهائي متوتر، تغلب “الرسام” على الحارس مارتن ستيكلنبورغ بتسديدة قوية سكنت شباكه، معلنة إسبانيا بطلة للعالم للمرة الوحيدة في تاريخها الكروي.
“في ذكرى جميع الإسبان، ستكون هناك دائمًا تلك اللحظة التي كان خلالها الجميع يستمع إلى الصمت، ثم صرخنا بعاطفة عندما رأينا أن هذا الهدف سيمنحنا النجمة على قمصاننا”، وفق تعبير الاتحاد الإسباني.
الهدف والرسالة المؤثرة التي بعث بها انييستا جعلته يدخل قلوب الشعب الإسباني بأسره، حتى أطلق عليه لقب “دون أندريس”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة, 3
تصفيق برنابيو
يحظى إنييستا بإعجاب وتقدير حتى من قبل الخصمين اللدودين لبرشلونة (ريال مدريد وإسبانيول) وبالنسبة لكثيرين، يُعد إنييستا أعظم لاعب في تاريخ البلاد.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، خلال “الكلاسيكو” الشهير بين برشلونة وريال مدريد، خرج إنييستا من ملعب “سانتياغو بيرنابيو” في مدريد على وسط تصفيق جزء كبير من جماهير ريال مدريد، وهو أمر نادر جدا، بالرغم من فوز برشلونة 4-0 سجل منها أندريس هدفا.
“إرث إنساني”
في ظل تألق ميسي، لم ينل إنييستا أبدا جائزة الكرة الذهبية التي تمنح سنويا لافضل لاعب في العالم، وكانت أفضل نتيجة له المركز الثاني عام 2010.
الأرجنتيني ليونيل ميسي قال إن إنييستا “هو أحد الزملاء الذين يملكون أكبر قدر من السحر في قدمه وقد استمتعت باللعب الى جانبه”.
واعتبر النجم الفرنسي زين الدين زيدان، أن إنييستا كان يستحق الفوز بالجائزة عام 2010، وقال: “نتكلم عن لاعب كرة قدم جعل العالم بأسره يحلم. كنت أعشق رؤيته وهو يلعب”.
وأضاف زيدان متوجها الى اللاعب “الكرة ستفتقدك ونحن أيضا، أتمنى لك الأفضل دائما، أنت ظاهرة”.
وقال مدربه السابق في برشلونة لويس إنريكي إن إنييستا يقدم “إرثا إنسانيا”، وذلك بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا 2015.
“حفرة بلا قعر”
يستذكر إنييستا الذي لعب في صفوف النادي الكاتالوني بين عامي 2002 و2018، تجربته مع الاكتئاب في الفيلم الوثائقي “أندرس انييستا-البطل غير المتوقع”.
فعقب فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2009، عانى أندريس من الإصابات قبل أن يفجعه موت صديقه داني خاركي مدافع اسبانيول عن عمر 26 عاما إثر إصابته بنوبة قلبية.
ويتحدث عن وفاة صديقه، معتبرا أنها كانت أشبه بـ “ضربة جسدية، أمر قوي أطاح بي مجددا بعدما كنت في حالة سيئة، لأنني لم أكن على ما يرام”.
وبعد تسجيل “الرسام” لهدف التتويج بالمونديال، كشف عن تكريم مكتوب بخط اليد على قميصه لصديقه الراحل داني خاركي.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة, 4
“تمر الأيام وأنت تدرك أنك لا تتحسن، لا تشعر أنك بخير ولست على طبيعتك. كل شيء يصبح ضبابيا ومظلما”، وفق إنييستا.
وتحدث والدا انييستا في الوثائقي، وقالت والدته ماريا لوجان “لاحظتُ أنه لم يكن بخير ذات ليلة، وحين كنا نائمين في الطابق السفلي، نزل وقال لي أمي، هل يمكنني النوم إلى جانبك هنا؟”.
ويرى مدربه السابق جوسيب غوارديولا أن اللاعبين “بشر وهذا شيء إنساني جدا يؤثر على الملايين من الأشخاص حول العالم … يجب أن يعرفوا أننا هنا من أجلهم”.
وأقرت والدة انييستا بأن “غوارديولا حاول انتشاله من حفرة بلا قعر كان واقعا فيها”.
اضف تعليقك