قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، إن 26 شخصاً قتلوا يوم أمس جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على عدة مناطق في لبنان، فيما أصيب ما لا يقل عن 144 شخصاً آخرين.
وأوضح المركز في بيان له إن الحصيلة الإجمالية للقتلى ارتفعت إلى 2255 شخصاً، فيما وصل عدد الإصابات لـ10524 جريحاً.
وأمر الجيش الإسرائيلي في بيان صدر يوم السبت سكان 22 قرية في جنوب لبنان بالإخلاء إلى مناطق شمالي نهر الأولي، محذراً من “العودة” إلى منازلهم في الوقت الذي تواصل فيه قواته القتال في المنطقة.
فيما أعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، رفض إخلاء مواقعها في جنوب لبنان بطلب إسرائيلي، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن متحدث باسمها.
ودعا المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، إلى “مناقشات على المستويين السياسي والدبلوماسي” من أجل “تجنب كارثة على الجميع”، مؤكداً أنّ “النزاع بين حزب الله وإسرائيل ليس مجرد نزاع بين الدولتين، بل قد يتحول قريباً جداً إلى نزاع إقليمي له آثار كارثية على الجميع”، ومشدداً على أنه “لا يوجد حل عسكري”.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تصريح على موقع إكس: “تواصل القوات الإسرائيلية استهداف مواقع حزب الله في قراكم أو بالقرب منها، ومن أجل حمايتكم، لا تعودوا إلى منازلكم حتى إشعار آخر، لا تتجهوا جنوباً؛ أي شخص يتجه جنوباً قد يُعرِّض حياته للخطر”.
وفي منشور منفصل، كرر أدرعي دعوة سابقة للعاملين في المجال الصحي والفرق الطبية في جنوب لبنان لتجنب استخدام سيارات الإسعاف، قائلاً إن مقاتلي حزب الله يستخدمونها.
وقال: “ندعو الفرق الطبية إلى تجنب الاحتكاك بعناصر حزب الله وعدم التعاون معهم”.
من جانب آخر، قال حزب الله اللبناني إنه استهدف بـ”صليات صاروخية” عدة مواقع في إسرائيل.
وأعلن الحزب صباح اليوم استهداف مصنع للمواد المتفجرة جنوب مدينة حيفا بصواريخ نوعية، وفق بيان نشره عبر القناة الخاصة به على تطبيق تيلغرام.
وفي بيانات عدّة نشرها الحزب منذ صباح السبت، قال إنه استهدف قوة مشاة إسرائيلية في خربة زرعيت بقذائف المدفعية، وقصف بصاروخ موجّه جرافة عسكرية إسرائيلية كانت تحاول الخروج من محيط موقع راميا باتجاه البلدة.
كما استهدف حزب الله قاعدة الاتصالات في كرن نفتالي بصلية صاروخية كبيرة، وتجمعات للقوات الإسرائيلية في المطلة وكفريوفال، وفق بيان للحزب.
فيما أصدرت “المقاومة الاسلامية في العراق” بيانين قالت فيهما إنها استهدفت موقعين حيويين في الجولان المحتل، بواسطة الطيران المسيّر، مؤكدةً “استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، وهي الوكالة الرسمية اللبنانية للأنباء، أن غارات إسرائيلية استهدفت بلدات الخيام وصريفا وباتوليه وأطراف بلدة زفتا، وبلدة الغسانية، منطقة الحوش – صور، ومستودعا لتجميع البيض في سهل بلدة يرعين التحتا.
وقالت القوات الإسرائيلية إن سلاح الجو اعترض صاروخين أطلقا من لبنان، وذكرت التقارير أن صفارات الإنذار انطلقت في منطقة الكرمل وخليج حيفا.
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أن نحو 30 صاروخا أطلقت، وعبرت إلى إسرائيل من لبنان وتم اعتراض “بعضها”.
وفي وقت سابق، قال جيش الدفاع الإسرائيلي إن طائرة بدون طيار عبرت من سوريا إلى داخل إسرائيل وسقطت في منطقة مفتوحة.
في حين عبرت طائرتان مسيرتان من لبنان، وتقول إسرائيل إن سلاح الجو اعترض إحداهما، وألحقت الأخرى أضرارا بمبنى في هرتسليا بمنطقة تل أبيب.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار في هذا الهجوم.
وكان حزب الله قد حذّر الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول، من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية بعضها في مدن كبرى في شمال إسرائيل، ستكون هدفا له، مصدراً تحذيره للسكان.
وبحسب ما نقلت فرانس برس، اتهم الحزب الجيش الإسرائيلي باتخاذ منازل في بعض مناطق شمال إسرائيل كمراكز “تجمع لضباطه وجنوده، وكذلك لتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء” سكنية في مدن كبرى مثل “حيفا وطبريا وعكا”.
ولفت البيان إلى أن هذه المنازل والقواعد العسكرية ستكون أهدافاً للقوة الصاروخية والجوية للحزب، محذّراً السكان من “التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظا ًعلى حياتهم وحتى إشعار آخر”.
دبلوماسياً، جدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، خلال اتصال هاتفي مع الفرنسي إيمانويل ماكرون، موقف بلاده المطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية تطبيقاً للقرار 1701.
وأشاد بري بالجهود الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان ومساعدته لتجاوز الأزمة الإنسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 ألف لبناني.
وفي وقت سابق اليوم، التقى بري، برئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، الذي وصل إلي بيروت صباح اليوم، حيث التقى مع رئيس الحكومة اللبنانية أيضاً.
وأكد قاليباف دعم ووقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني، وموضحاً أن بلاده على أتم الاستعداد لتقديم أي نوع من المساعدات للنازحين والمتضررين من الحرب تحت إشراف وإدارة حكومية.
أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان ومنع تفجر صراع أوسع نطاقا.
وقال بلينكن مرة أخرى إن إسرائيل، التي تنفذ ضربات واسعة النطاق وقاتلة على أهداف لحزب الله في لبنان، “لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الجماعة الإرهابية”، لكنه قال إنه منزعج من تدهور الوضع الإنساني.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوشتاين لوسائل إعلام محلية إن الولايات المتحدة تعمل “دون توقف” من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال لقناة “إل بي سي” التلفزيونية اللبنانية من واشنطن: “نريد أن ينتهي الصراع برمته، ونحن نعمل على هذا الأمر بلا توقف”.
وفي معرض تعليقه على آخر التطورات، قال هوكشتاين إن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل قصفت مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان يوم الجمعة “غير مقبولة”.
وقال المبعوث الأمريكي إن الضربات الإسرائيلية على منطقتي البسطة والنويري في وسط بيروت في وقت متأخر من يوم الخميس والتي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً كانت “غير مقبولة على الإطلاق”.
Source link
اضف تعليقك