في وقت تستمر فيه تداعيات حرب غزة التي امتدت لتشمل رقعتها لبنان، والحرب بين حزب الله وإسرائيل، تدرس الأخيرة شكل الرد على الهجوم الصاروخي الأخير لإيران.
ونقلت وكالة الأنباء رويترز عن شبكة إن بي سي التلفزيونية، أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن إسرائيل قلصت نطاق أهدافها في ردها على الهجوم الإيراني الأخير على البنية الأساسية العسكرية والطاقة.
وقال التقرير نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم يذكر أسماءهم إنه لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف منشآت نووية أو تنفذ عمليات اغتيال مضيفا أن إسرائيل لم تتخذ قرارات نهائية بشأن كيفية ومتى ستتصرف.
وبحسب التقرير، كان مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتوقعون أن يأتي الرد الإسرائيلي خلال عطلة يوم الغفران الحالية، لكن ذلك لم يحصل.
وبدأ يوم الغفران أو الذي يطلق عليه اليهود بالعبرية اسم يوم كيبور، يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول وانتهى ليل السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت إسرائيل مراراً إنها سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، والذي شنته طهران رداً على الضربات الإسرائيلية في لبنان وغزة ومقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية.
مقتل 15 لبنانياً في مناطق لا تعد “مواقع تقليدية لحزب الله”
تسبب القصف الإسرائيلي ليل السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على مناطق مختلفة في لبنان بقتل 15 لبنانياً على الأقل، وإحداث أضرار في مستشفيين وجامعة ومركز للدفاع المدني، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن وزارة الصحة اللبنانية ومصادر أخرى.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 15 شخصاً على الأقل في غارات إسرائيلية على ثلاث مناطق لا تعد “مواقع تقليدية لحزب الله.”
وقالت الوزارة أيضاً إن مستشفى تمنين ومستشفى رياق في البقاع تعرضا لأضرار بعد ضربات في محيطهما. كما أبلغت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية عن وقوع أضرار في الجامعة الأنطونية في رياق.
قتلى وإصابات في غارات إسرائيلية مختلفة على لبنان
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في تصريحات خلال يوم السبت، عن “استشهاد تسعة أشخاص وإصابة خمسة عشر آخرين بجروح” في غارة إسرائيلية على بلدة المعيصرة شمال بيروت. وكانت قد صرحت عن سقوط خمسة قتلى في حصيلة سابقة.
وأفادت أيضاً بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 18 آخرين في غارة على برجا في قضاء الشوف جنوب العاصمة.
وفي شمال لبنان، قتل شخصان وأصيب 4 آخرون “إضافة إلى وجود أشلاء يتم التحقق من هوية أصحابها” إثر غارة إسرائيلية على دير بللا قرب مدينة البترون.
وتحدثت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية عن غارة استهدفت منزلاً لجأت إليه عائلات من الجنوب في بلدة دير بللا.
وأما في شرق لبنان، أفاد مستشفى تل شيحا بأنه تعرض لبعض الأضرار المادية الخفيفة، ناجمة عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط مدينة زحلة، ذات الغالبية المسيحية.
ولم يبلغ المستشفى عن وقوع إصابات في صفوف المرضى والعاملين، معلناً استمراره في أداء عمله.
وأضافت وزارة الصحة أن مستشفى تمنين ومستشفى رياق في البقاع تعرضا لأضرار بعد ضربات في محيطهما. كما أبلغت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية عن وقوع أضرار في الجامعة الأنطونية في رياق.
ولا تعد هذه البلدات من مواقع حزب الله، حسبما قالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية.
كما طال القصف الإسرائيلي مركز الدفاع المدني للهيئة الصحية التابعة لحزب الله في عيتيت بقضاء صور، ما أدى الى إصابة شخصين بجروح، وفق فرانس برس.
وهدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأن الجيش الإسرائيلي “سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين بغض النظر عن نوعها”، واتهم عناصر من حزب الله باستخدام سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة، وفق ما ورد عبر حسابه على منصة فيسبوك.
وأفادت الوكالة الرسمية اللبنانية بأن “الطيران المعادي نفذ سلسلة غارات ليلية على قرى تمنين التحتا وبريتال وسرعين التحتا وبلدة النبي شيت” في البقاع شرق لبنان.
وذكرت أيضاً أن “الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ قرابة الثامنة والربع من مساء اليوم غارة استهدفت وسط السوق التجاري في مدينة النبطية” في جنوب لبنان.
وقالت إن الغارات الإسرائيلية على النبطية خلفت في حصيلة أولية ثمانية جرحى، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ مستمرة بالإطفاء ورفع الركام.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر الأسبوع الماضي، لسكان النبطية بمغادرة المدينة التي تضم مؤسسات حكومية ومستشفيات وفرعا للجامعة اللبنانية.
وبحسب وكالة رويترز للأنباء أمر الجيش الإسرائيلي أيضاً، سكان 23 قرية في جنوب لبنان بالإخلاء إلى مناطق شمالي نهر الأولي.
وحذر الجيش الإسرائيلي سكان تلك القرى من “العودة” إلى منازلهم في الوقت الذي تواصل فيه قواته القتال في المنطقة.
كما أعلنت إسرائيل، مساء السبت خمس مناطق جديدة على طول حدودها مع لبنان “مناطق عسكرية مغلقة”، بعد تقييم الوضع فيها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “بعد تقييم الوضع، تم إعلان زرعيت وشوميرا وشتوله ونتوعا وإيفين مناحيم في شمال إسرائيل مناطق عسكرية مغلقة اعتباراً من الساعة 20:00 اليوم (17:00 بتوقيت غرينتش)”، مضيفاً أنه “يُحظر دخول هذه المنطقة” حتى إشعار آخر.
وأضاف أن حزب الله أطلق نحو 320 قذيفة من لبنان على إسرائيل يوم السبت الموافق لـ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفي المقابل قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 280 هدفاً في لبنان وغزة خلال الفترة نفسها.
وتحولت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله بعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود، إلى حرب مفتوحة اعتباراً من 23 أيلول/سبتمبر 2024، حين كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع لحزب الله وبدأت بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان. و قتلت الغارات الإسرائيلية اليومية أكثر من 1200 شخص وأدّت لنزوح أكثر من مليون آخرين، بحسب الأرقام الرسمية.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية السبت إنّ 26 شخصاً قتلوا الجمعة، ما يرفع عدد القتلى إلى 2255، منذ اندلاع المواجهات في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
تحذير من نزاع إقليمي “كارثي”، و40 دولة تدعم اليونيفيل
أعربت 40 دولة على الأقل السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن دعمها “الكامل” لقوة الأمم المتحدة المؤقتة المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
ودعت هذه الدول المساهمة في اليونيفيل إلى حماية عناصرها، الذين أصيب خمسة منهم خلال 48 ساعة، كما نقلت فرانس برس.
وقالت أيضاً “ندين بشدة الهجمات الأخيرة ضد حفظة السلام. ويجب أن تتوقف أفعال كهذه فوراً والتحقيق فيها بشكل مناسب”، بحسب ما جاء في رسالة نشرها حساب البعثة البولندية إلى الأمم المتحدة.
وأضافت الدول ومن بينها الهند وألمانيا، “نحض جميع أطراف النزاع على احترام وجود اليونيفيل، وهو ما يستدعي ضمان أمن جميع موظفيها وسلامتهم في كل الأوقات”.
وتعرضت إسرائيل لانتقادات حادة الجمعة بعد أن اتهمت القوة الأممية جيشها بإطلاق النار “بشكل متكرر” و”عمداً” على مواقعها.
وقالت الدول الأربعون، وبينها كذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا، “نعتبر دور اليونيفيل بالغ الأهمية خصوصاً في ضوء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط”.
ومن الدول الموقعة نيبال وإندونيسيا اللتان أصيب اثنان من عناصرهما في اليونيفيل بجروح طفيفة إثر إطلاق النار على المقر الرئيس للقوة الأممية.
ومن بين المشاركين في اليونيفيل والموقعين على البيان أيضاً الصين وقطر وتركيا.
وحذّرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) السبت من نزاع إقليمي “كارثي” فيما يقاتل الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية المتحالفتين مع إيران.
وأثار استهداف إسرائيل للقوة الأممية، انتقادات دبلوماسية دولية وإدانات، صدرت كذلك عن الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.
وتنتشر قوات اليونيفيل في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، وتضم أكثر من 9500 جندي، عالقة في مرمى النيران بين إسرائيل وحزب الله منذ أن فتح الحزب جبهة ضد إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واتهمت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار بشكل “متكرر” و”متعمد” على مواقعها، ما أدى إلى إصابة خمسة من قوات حفظ السلام في يومين.
واعتبرت روما أن ذلك قد يرقى إلى “جرائم حرب”، واستدعت على غرار باريس السفير الإسرائيلي للاحتجاج.
وتنتشر قوات اليونيفيل بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويقع مقرها في رأس الناقورة الحدودية.
وتتشكل أكبر وحداتها من قوات من إندونيسيا والهند وغانا وإيطاليا ونيبال، إضافة لمساهمة ماليزيا وإسبانيا وإيرلندا وفرنسا بقوات منها.
Source link
اضف تعليقك