تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فى مقال تحليلى اليوم /السبت/، عما إذا كان الأمريكيون مستعدين للنتيجة التى سيأتى بها السباق الرئاسى الذى يُحسم فى غضون أيام، فيما ينتاب الكثير منهم الخوف والقلق بشأن نتيجة ما يرون أنها أكثر انتخابات رئاسية “متقاربة وذات عواقب فى الذاكرة”.
وقالت الصحيفة “إن الرئيس السابق دونالد ترامب معروف تماماً من خلال سجله خلال توليه الرئاسة والوعود التى قطعها لولايته الثانية، الانتقام والثأر والتعريفات الجمركية عبر الحدود والترحيل الجماعى للمهاجرين غير النظاميين.. أما نائبة الرئيس كامالا هاريس، فهى ليست معروفة معرفة تامة، ومن ثم فهى تمثل مجازفة بالنسبة لبعض الناخبين، فسجلها السياسى يشبه إلى حد كبير سجل إدارة بايدن مع بعض الأفكار الجديدة التى تهدف إلى تهدئة المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار، كما تسعى إلى أن تحظى بقبول يتعدى قاعدة الحزب الديمقراطى من خلال رسالة شمولية للجميع، لكنها مدعية عامة مدربة ولم تدخر أى قدر من اللوم عند عرض قضيتها ضد خصمها”.
وأضافت: أنه “لم تتبق أرض وسط، على الأقل فيما يتعلق بمن ينبغى أن يفوز، فالجميع يدرك المخاطر والمسارين المختلفين تماماً اللذين سيقود هاريس وترامب البلاد من خلالهما.. فنصف البلاد تقريباً يريد السير فى اتجاه، ونصفها الآخر يريد السير فى الاتجاه الآخر.. وسيشعر من هم على الجانب الخاسر وكأن نهاية العالم قد أتت، فهى انتخابات الكل أو لا شيء، فى نظر من يختارون الإدلاء بأصواتهم”.
وستحدد سبع ولايات أمريكية النتيجة، وقد أصبحت الآن معروفة جيداً، وهي: (ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن فى الشمال، وجورجيا وكارولينا الشمالية ونيفادا وأريزونا فى الجنوب والجنوب الغربي).
ووفقاً لمتوسطات استطلاعات الرأي، فإن نتائج تلك الولايات جميعها تقع ضمن هامش الخطأ الإحصائي، مما يعنى أن الفائز قد يحصل على أضيق هامش من الأغلبية فى المجمع الانتخابى من خلال الفوز بمجموعة صغيرة من الولايات السبع أو الحصول على أغلبية انتخابية معتبرة من خلال الفوز بالمزيد من تلك الولايات، ولكن حتى لو فاز مرشح واحد بمعظم الولايات الحاسمة السبع أو كلها، فقد تتحدد النتيجة فى العديد منها بهامش نقطة مئوية أو اثنتين.. وقد أدلى أكثر من 70 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل، إما شخصياً أو عن طريق البريد، ولكن من الصعب تحديد المرشح الذى يفضلونه حتى فرز الأصوات يوم الثلاثاء.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لم يسبق فى الذاكرة الحديثة أن كانت نتائج استطلاعات الرأى متقاربة إلى هذا الحد فى جميع الولايات المتأرجحة حتى عطلة نهاية الأسبوع التى تسبق يوم الانتخابات.. وبحلول الوقت الذى ينتهى فيه التصويت المبكر، من المرجح أن يساوى عدد الأصوات المدلى بها شخصياً أو عن طريق البريد حوالى نصف إجمالى الأصوات المدلى بها فى عام 2020 وهى 158 مليون صوت.
وتابعت الصحيفة أن “نسبة المشاركة دائماً ما تكون مفتاح النصر، وخاصةً هذا العام، نظراً لتقارب السباق”، معتبرة أن المرشح الذى يبلى بلاءً حسناً فى جلب ناخبين جدد أو غير معتادين على التصويت قد يحرز تقدماً، مؤكدة أهمية الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية والأسئلة المطروحة، وهى ما إذا كان ترامب قد جذب قدرا كبيراً من السلبية إلى نفسه وإلى ترشحه خلال الأسبوع الماضي، وما إذا كانت هاريس قادرة على إتمام صفقتها مع الناخبين الذين يرون عيوب ترامب لكن لديهم شكوك بشأنها.
ورأت الصحيفة أن هذه الانتخابات غير عادية لسبب آخر، هو أنها لم تشهد سوى القليل من التحولات فى الرأى العام منذ البداية، باستثناء الأسابيع التى أعقبت مناظرة يونيو التى تعثر فيها بايدن بشدة قبل أن ينسحب من السباق حيث حقق ترامب حينها تقدماً فى استطلاعات الرأي، وأنه قبل ذلك الحين وبعده، انقسم الناخبون بالتساوى تقريباً فى مشاعرهم، لكن لن ينتج عن هذا الانقسام الصارخ سوى فائز واحد، فهل البلاد مستعدة لأى نتيجة قد تأتي؟.
Source link
اضف تعليقك