خلال سنة من التصعيد في الشرق الأوسط، وقبل ذلك في أوكرانيا، انهالت على مسامع متابعي النشرات الإخبارية، الكثير من المصطلحات العسكرية لوصف الأحداث اليومية.
نسلط في هذا التقرير الضوء على عدد من المصطلحات العسكرية مع شرح مبسط لمعناها.
ما هو الإبرار البحري؟
وصفت وكالة الأنباء اللبنانية العملية التي نفذتها قوة خاصة إسرائيلية في بلدة البترون شمال بيروت في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، و”اعتقلت خلالها عنصراً بارزاً في حزب الله”، بأنها إبرار أو إنزال بحري، فما هو الإبرار البحري؟
استفسرنا عن هذا المصطلح من اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة، الذي قال إن الإبرار البحري هو مصطلح عسكري يخص العمليات الحربية التي تنطلق من البحر، ويعني وصول قوات عسكرية منقولة بحراً إلى اليابسة باستخدام قوارب الاقتحام المطاطية أو زوارق الإنزال المسلحة، انطلاقاً من سفن عسكرية كبيرة تكون في عرض البحر أو من مناطق آمنة.
الإبرار البحري بحسب الخوالدة يهدف إلى احتلال ما يعرف بـ “رؤوس الجسور” أي تأمين مناطق برية على الشاطئ لدخول قوات إليها والبدء بعمليات عسكرية في البر. وقد يكون الهدف منه الاستيلاء على نقاط أو خطوط مهمة أو تنفيذ بعض العمليات الخاصة من قبل قوات الكوماندوز.
الخوالدة أضاف بأن الإبرار البحري قد يكون صامتاً – أي دون إطلاق النار أو أي عمليات إسناد جوية – وذلك “لتحقيق المفاجأة وإنجاز الهدف بسرعة مثلما حصل في شمال لبنان في منطقة البترون شمال بيروت”، وقد يكون الإبرار البحري صاخباً – أي إنزال قوات على اليابسة من البحر بالقوة وتحت إطلاق النار والقصف من الطائرات ونيران الإسناد المختلفة – وذلك يعتمد على “طبيعة الهدف والمهمة”.
ما هو الحزام الناري؟
تردد هذا المصطلح كثيراً خلال الحرب الجارية في غزة، واستخدمته وسائل الإعلام لوصف الغارات المتتالية المكثفة التي تستهدف مكاناً محدداً خلال وقت زمني قصير.
يُعرّف منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي الحزام الناري، بأنه غارات مكثّفة وقوية تُشنّ على عدة أهداف تتمركز في منطقة واحدة، ويهدف إلى “خلق قبضة خانقة على الطرف المعادي والحد من قدرته على الرد”، وقد تنفذه القوات الجوية أو البرية أو البحرية، ويستهدف المقاتلين والتجهيزات العسكرية والمباني الإستراتيجية.
بحسب المنتدى فإن الحزام الناري قد يُنفَّذ لتمهيد الطريق أمام دخول القوات البرية لمنطقة ما، وطرح مثالاً على ذلك ما حصل في خان يونس خلال الحرب الأخيرة، حين نفذ الجيش الإسرائيلي حزاماً نارياً “سمح بتوسيع ممرات عبور القوات البرية إلى المنطقة”. قد يُستخدم الحزام الناري كأسلوب تضليلي أو لتشتيت الانتباه، وطرح المنتدى ما حصل خلال عملية تحرير الرهائن الأربعة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث “نفذ الجيش الإسرائيلي حزاماً نارياً لتسهيل إخراج الرهائن
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Facebook. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Facebook وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Facebook مشاركة
ما هي الدروع التفاعلية؟
يشبه الدرع التفاعلي هنا مضرب التنس الذي يضرب الكرة المندفعة بقوة، فترتد الكرة بعيداً عن اللاعب، وكذلك يفعل الدرع التفاعلي حين ينفجر باتجاه القذيفة فيبعد تأثيرها عن الدبابة أو المدرعة.
بحسب الموسوعة البريطانية، فإن الدروع التفاعلية الانفجارية هي صفائح تحتوي في داخلها على مادة متفجرة، يتم رصفها على الدرع الخارجي للدبابة أو العربة المدرعة.
حين تصطدم قذيفة مضادة للدروع بالصفيحة، تنفجر باتجاه القذيفة بعيداً عن درع الدبابة، وبالتالي تعادل قوة الانفجار القادمة من القذيفة، وتحيّد من قدرتها على اختراق الدرع.
ما هي قذائف التاندوم؟
قذائف التاندوم هي وصف يطلق على القذائف الصاروخية – المضادة للدروع عادة – التي تحتوي رؤوسها الحربية على شحنتين متفجرتين اثنتين. بحسب مجلة العلوم الدفاعية الهندية تكون الشحنتان المتفجرتان متلاحقتين وراء بعضهما بعضاً؛ شحنة أولى في الأمام، وخلفها شحنة ثانية.
عند إطلاق القذيفة باتجاه دبابة مثلاً، تنفجر الشحنة الأولية لتصنع خرق في الدرع التفاعلي الخاص بالدبابة، وبعد أجزاء من الثانية تنفجر الشحنة الثانية لتخترق الدرع الأساسي للدبابة.
تُستخدم هذه القذائف لاختراق العربات المزودة بدروع تفاعلية والتحصينات العسكرية.
كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قالت إنها طورت واستخدمت خلال الحرب الأخيرة في غزة قذائف من نوع “الياسين 105″، وهي قذائف محلية الصنع بشحنة متفجرة مزدوجة بحسب “القسام”.
ما الفرق بين تكتيكي وإستراتيجي وعملياتي؟
بحسب وزارة الدفاع الأمريكية والمنشورات الأكاديمية لسلاح الجو الأمريكي، هناك ثلاثة مستويات للحرب، تكتيكية وعملياتية واستراتيجية:
- المستوى التكتيكي: يُعد حجر الأساس للأنشطة العسكرية، فهو يتعلق بالمعارك والاشتباكات على مستوى قوات خاصة أو وحدات صغيرة نسبياً من المقاتلين، وينصبّ التركيز في هذا المستوى على تحقيق أهداف عسكرية محددة، وعلى تنظيم وتحريك الوحدات القتالية بطريقة منسقة لتحقيق هذه الأهداف.
- المستوى العملياتي: يرتبط هذا المستوى بالحملات العسكرية والعمليات الكبرى التي تهدف لتحقيق أهداف ضمن منطقة عمليات كبيرة نسبياً. يركز على كيفية نشر الوحدات العسكرية في مسرح الحرب لتحقيق أفضلية على القوات المعادية.
- المستوى الاستراتيجي للحرب: يتعلق هذا المستوى بالدولة ككل، أو حين تكون الدولة ضمن تحالف أكبر من الدول، ويتمثل بتحديد هذه الدولة أو الدول أهدافها العسكرية الاستراتيجية، واستخدام مواردها ورسم سياساتها لتحقيق هذه الأهداف. يركز هذا المستوى على نتائج ومخرجات الحروب والصراعات ككل. في الحروب الحديثة، يرتبط النصر أو الهزيمة بهذا المستوى من الحرب وليس بالمستوى التكتيكي أو العملياتي منها.
ما هي المسافة صفر؟
برز استخدام مصطلح “المسافة صفر” خلال حرب غزة، كما استُخدم في حروب وجولات سابقة من التصعيد في القطاع. وعادة ما تستخدمه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بياناتها لوصف اشتباكات تخوضها ضد قوات الجيش الإسرائيلي في محاور القتال في غزة.
الخبير العسكري ضيف الله الدبوبي قال خلال حديث مع بي بي سي، إن هذا المصطلح “استُحدث في الآونة الأخيرة، وله دلالة عسكرية تتعلق بوصف القتال القريب بين الأطراف المتحاربة من مسافات لا تتعدى بضعة أمتار”.
يقول الدبوبي إن مصطلحات أخرى مثل الالتحام كانت تُستخدم قديماً لوصف هذا النوع من القتال، لكن شاعَ مؤخراً استخدام مصطلح “القتال من المسافة صفر”.
يضيف الدبوبي أن الأسلحة، حتى الصغيرة منها مثل المسدسات، تصبح مؤثرة في هذا النوع من الاشتباك، “كما يُحيّد هذا النوع من القتال النيران المساندة مثل المدفعية والطيران”، إذ يتعذر استخدامها حين تصبح الأطراف المتحاربة على مسافة قريبة جداً من بعضها.
ما هي سياسة الأرض المحروقة؟
سياسة الأرض المحروقة هي أسلوب عسكري يهدف لتدمير أي شيء قد يمنح العدو القدرة على شن الحروب. يشمل ذلك، بحسب الموسوعة البريطانية، تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية والمباني والبنى التحتية.
سياسة الأرض المحروقة قد تطبقها الوحدات العسكرية خلال تقدمها في الأراضي المعادية كأسلوب عقابي ولتقويض قدرات العدو، وقد تطبقها الوحدات العسكرية أثناء انسحابها من مناطق معينة بهدف تدمير أي شيء يحمل قيمة عسكرية للطرف المقابل.
هناك الكثير من الأمثلة التاريخية على تطبيق سياسة الأرض المحروقة، لعل أبرزها ما حصل في المراحل الأولى من الغزو النازي للاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، حين أحرقت ودمرت القوات السوفياتية قبل انسحابها من بعض المناطق الجسور والمحاصيل الزراعية وأي شيء فيها قد يستفيد منه النازيون.
ما هو الاستطلاع بالقوة؟
بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، يُتَّبعُ أسلوب الاستطلاع بالقوة في سبيل كشف مواقع القوات المعادية. توجّه الوحدات العسكرية نيرانها المباشرة وغير المباشرة باتجاه موقع يشتبه بوجود العدو فيه، وذلك بهدف دفع القوات المعادية للتحرك أو الرد على النيران، ما يؤدي إلى كشف تمركزها وقياس استعدادها للقتال.
ما هي النيران الصديقة؟
بحسب قاموس وزارة الدفاع الأمريكية، فإن النيران الصديقة تشير إلى إصابة أو مقتل جنود عن طريق الخطأ أو بشكل غير مقصود بنيران قوات حليفة منخرطة بالقتال ضد قوات معادية، حيث توجه القوات الحليفة نيرانها ضد ما كانت تعتقد أنها أهداف معادية.
هناك الكثير من الشواهد والأمثلة التاريخية على النيران الصديقة في عدة حروب ومعارك. في شهر مايو / أيار الماضي 2024، قُتل 5 جنود إسرائيليين حين أطلقت دبابتان إسرائيليتان النار عن طريق الخطأ باتجاه مبنى تحصن فيه الجنود في جباليا شمال قطاع غزة.
وفي سنة 2017 قتلت غارة أمريكية في شمال سوريا 18 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الحادثة وقعت بسبب “خطأ في تزويد الإحداثيات قبل تنفيذ الغارة التي كان من المفترض أن تستهدف عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية” بحسب القيادة المركزية الأمريكية.
Source link
اضف تعليقك