#سياحة وسفر
سارة سمير
اليوم
جزيرة «أوكيناوا» اليابانية، واحدة من «المناطق الزرقاء» في العالم، وهي البلدان التي تشتهر بطول العمر، ويبلغ متوسط العمر المتوقع فيها أعلى بكثير من المتوسط العالمي.
وهناك العديد من العوامل، التي يُعتقد أنها تدعم طول عمر سكان «أوكيناوا»؛ خاصة المناخ البحري شبه الاستوائي للجزر، الذي يتميز بالدفء والاستقرار على مدار العام؛ وكذلك بيئتها المتنوعة، من الشواطئ الجميلة إلى الغابات الخصبة، والكارستات الحجرية (بنية ناتجة عن التآكل الكيميائي، والهيدروغرافي للصخور الكربونية، خاصة التكوينات الجيرية)، وغيرها من الميزات الطبيعية؛ وعادات الأكل الصحية، والعقلية الناتجة عن ثقافة الجزيرة.
العناصر التي تدعم النظام الغذائي الصحي في «أوكيناوا»:
هناك 3 عناصر، تساعد في دعم النظام الغذائي الصحي بـ«أوكيناوا»، وهي كالتالي:
1- النهج الغذائي:
بالنسبة لسكان «أوكيناوا»، الطعام وسيلة لتغذية الجسد والروح. ويعني مصطلح «nuchigusui» (دواء الحياة)، وهو مفهوم فلسفي يستخدم للإشارة إلى المطبخ، وغيره، من جوانب الحياة في «أوكيناوا». ويُشار إلى الطعام، أيضًا، باسم «kusuimun»، ويعني حرفيًا «الدواء»؛ لأن النظام الغذائي المتوازن يُعتقد أنه يؤثر في الجسم بقدر تأثير الأدوية التقليدية. وقد وضعت اليابان عبارات؛ للتعبير عن الامتنان قبل وبعد تناول الطعام. ففي «أوكيناوا»، يقول الناس: «kusunaibitan»، أو «أصبح دواءً»؛ للتعبير عن شكرهم بعد تناول الطعام.
2- التوازن الغذائي البسيط:
يتميز المطبخ «الأوكيناوي» بالتوازن بين البساطة والتغذية والنكهة، وربما يكون طبق «شامبورو» أفضل ممثل لذلك. وتتميز هذه الأطباق البسيطة، المطبوخة في المنزل، بمجموعة متنوعة من المكونات المستخدمة بشكل متكرر في الطبخ «الأوكيناوي»، بما في ذلك:
– التوفو: يعد جزءاً أساسياً من النظام الغذائي في «أوكيناوا»؛ لأنه مكون متعدد الاستخدامات، وهو أيضاً مصدر جيد للبروتين النباتي.
– الأعشاب البحرية: بالإضافة إلى الخضروات، تكون الأعشاب البحرية مكوناً رئيسياً في طبق «شامبورو»، حيث يطهى عشب البحر ويتم تناوله، بدلاً من استخدامه ببساطة لصنع مرق الحساء.
– الملح: يُستخدم الملح باعتدال، لأن المحاصيل تزرع في «أوكيناوا» على مدار العام، والعديد من طرق الحفظ القائمة على الملح، التي تُرى في أماكن أخرى باليابان لا تُستخدم هنا.
– مرق الحساء: معظم مرق الحساء المستخدم في أوكيناوا هو «داشي»، وهو مرق تقليدي مصنوع من الأسماك والأعشاب البحرية، وعادة يُصنع مرق «داشي» في أوكيناوا من سمك «البونيتو».
3- استخدام الأطعمة الخارقة:
الأطعمة الخارقة مكونات غنية بالمغذيات، وتعتبر مفيدة للصحة والعافية، ويحتوي النظام الغذائي في أوكيناوا على العديد من الأطعمة الخارقة، التي يتم إنتاجها بشكل طبيعي، أو من خلال الطهي، أو التخمير.
– «الجويا»: «البطيخ المر»، وهو غني بفيتامين (سي)، والبيتا كاروتين والحديد والبوتاسيوم، وعادة يُرى في طبق أوكيناوا المميز «جويا شامبورو».
– طحالب «الموزوكو»: نوع من الأعشاب البحرية، التي تنمو بالمياه المحيطة في أوكيناوا، ولها ملمس لزج إلى حد ما، وتحتوي على الكثير من الفوكويدان، ويعتقد أن لها فوائد صحية مختلفة. وعادة يتم تناولها على شكل «تمبورا»، أو محلاة بالخل.
– «الشيكواسا»: فاكهة حمضية من أوكيناوا، غنية بحمض الستريك والبوليفينول، ويُعتقد أنها تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، وبالإضافة إلى كونها طعاماً، تُستخدم أحياناً في منتجات العناية بالبشرة.
– قصب السكر: يعد «قصب السكر» (أوجي)، أكبر محصول في محافظة أوكيناوا، ويُصنع السكر البني عن طريق غلي العصير المستخرج من نبات قصب السكر، ويعتبر غنياً بالكالسيوم والمعادن. والمواد المتبقية (بقايا قصب السكر) غنية بالألياف الغذائية.
– الكركم: يستخدم «الكركم» (أوتشين)، كأحد التوابل في الأطباق أو في الشاي، ويحتوي على الكركمين، وهو بوليفينول يُعتقد أنه يعزز صحة الكبد، ويحتوي الكركم الربيعي على معادن، مثل: الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والمغنيسيوم.
– خل «ريوكيو مورومي»: يتم استخراج خل «مورومي» وتصفيته من بقايا مشروب «أواموري»؛ وهو منتج ثانوي لعملية صنع «أواموري»، ويحتوي على كميات وفيرة من الأحماض الأمينية والستريك.
– «المورينغا»: نبات من فصيلة «الفجل الحار» موطنه الأصلي شمال الهند، ويزرع في أوكيناوا، ويطلق عليه «الشجرة المعجزة»، حيث يقال: إن بذوره وسيقانه وأغصانه وأوراقه وجذوره، تحتوي على 90 عنصراً غذائياً، تؤثر في 300 وظيفة وجزء من جسم الإنسان، كما تحتوي على الكثير من الفيتامينات والزنك والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والألياف الغذائية والأحماض الأمينية الأساسية، مثل: الليسين، والفالين.
– «الأسيرولا»: فاكهة موطنها منطقة البحر الكاريبي، وتحتوي على فيتامين (سي)، أكثر بنحو 34 مرة من عصير الليمون، وتحتوي قشرتها على البوليفينول.
Source link
اضف تعليقك