#أخبار الموضة
كارمن العسيلي
اليوم
بلمستها الفريدة، استطاعت المصممة السعودية، أروى البنوي، دمج التراث الشرقي الغني في الجمال الغربي العصري؛ لتصنع تصاميم تحكي قصة فريدة من نوعها. ولعل أبرز ما يميز أعمالها التطريز بكلمات عربية، الذي يعكس حرفية ومهارة فريدتين، وتزين به تصاميمها؛ لتروي لنا حكايات من التراث بأسلوب مبتكر.
أروى، اليوم، على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرتها المميزة، حيث تستعد لإطلاق موقعها الإلكتروني، الذي سيتيح لعاشقات تصاميمها حول العالم فرصة الحصول على قطع فريدة. «زهرة الخليج» حاورت أروى البنوي؛ لتعرف أكثر عن أسلوبها، ورؤيتها الفريدة للأزياء، وسعيها لإيصال رسالتها إلى العالم بأسلوب مبتكر ومتميز، وتكون أقرب إلى جمهورها في كل مكان.
* إطلاق موقع إلكتروني خطوة مفصلية لأي علامة تجارية.. ما الذي دفعك لاتخاذ هذه الخطوة الآن، وكيف تنظرين إلى تأثيرها على علامتك؟
– تدخل علامة «أروى البنوي»، التي تحتفي بعامها التاسع، مرحلة جديدة بإعادة تسميتها «أروى ذا براند»، بعد سنوات من النجاح والإبداع. خلال رحلتنا، استطعنا بناء علاقة قوية مع عميلاتنا داخل العالم العربي وخارجه، وأصبحت لدينا قاعدة واسعة من العميلات في مختلف أنحاء العالم. وإطلاق موقع إلكتروني للتجارة جاء كخطوة استراتيجية طبيعية في هذه المرحلة، لنمنح عميلاتنا فرصة الاستمتاع بتجربة تسوق سهلة ومباشرة، واكتشاف مجموعاتنا التي تعكس هويتنا، وتواصلنا الثقافي. نحن ندرك أن هذه المنصة ستكون نافذة تتيح لعاشقات العلامة الغوص في عالمنا الإبداعي، أينما كنَّ.
* كرائدة في دمج التراث السعودي بالموضة الحديثة.. كيف ترين إسهام الموقع الإلكتروني في توسيع هذه الرؤية وإيصالها للعالم؟
– منذ انطلاقتي عام 2015، كان حلمي أن أقدم للعالم رؤية جديدة، تعكس تراثنا السعودي العريق بأسلوب معاصر. الإلهام الأساسي لعلامة «أروى» هو مزج التراث السعودي بالجماليات الغربية، لتقديم تصميم يعبر عن تلاقي الشرق والغرب. هذه الرؤية كانت الدافع وراء إطلاق العديد من المجموعات، التي تحمل في طياتها قصصًا غنية، مثل: «بدوين»، و«نحن مملكة»، حيث ركزت على إبراز عناصر التراث، مثل: فن السدو والكتابة العربية، وأدخلنا عبارات مثل «نحن مملكة» بخطوط أنيقة، وتطريز مستوحى من تاريخنا العريق. كانت هذه المجموعات بمثابة صوت يعبر عن هويتنا، وأعتقد أنها أحدثت تأثيرًا جميلاً في عالم الأزياء العربي؛ لأنها قدمت تراثنا بطريقة فريدة ومبتكرة.
والآن، مع إطلاق موقعنا للتجارة الإلكترونية، نهدف إلى أن تصل هذه الرؤية إلى العالم أجمع. هذه المنصة ستكون نافذتنا لعرض التصاميم التي تعكس هويتنا وقصصنا وتراثنا السعودي للعالم. ونحن فخورون بتراثنا الغني، وبكوننا مصممات سعوديات نسعى لإبراز هذه الهوية من خلال الأزياء. فكل قطعة تمثل قصة، ومن خلال هذه المنصة سنتمكن من إيصال تلك القصص لجمهور أوسع، ليتعرف على عمق وجمال ثقافتنا وتراثنا من منظور عصري يليق بمكانة المملكة.
* ما العناصر الرئيسية، التي تسهم في نجاح موقع للتجارة الإلكترونية.. خصوصًا في عالم الأزياء؟
– نجاح أي موقع للتجارة الإلكترونية، خاصة لعلامة أزياء مثل «أروى»، يعتمد على تقديم تجربة سلسة ومميزة للعميلة منذ اللحظة الأولى. فالهدف الأساسي هو أن تشعر الزبونة كأنها تعيش تجربة الشراء الفعلية، حتى وهي تتسوق عبر الإنترنت، وهذا يتطلب الاهتمام بعناصر رئيسية عدة، منها: سهولة الاستخدام والتجربة التفاعلية، إذ يجب أن يكون الموقع سهل التصفح، وواضحًا ومصممًا بأسلوب يعكس هوية العلامة التجارية. ونحن نعمل على أن تكون تجربة الزبونة مريحة وسريعة، حيث يمكنها التنقل بين التصاميم بسهولة، واكتشاف كل التفاصيل التي تجعل كل قطعة فريدة. وأيضاً الإلهام والشفافية، ففي عالم الأزياء، تحتاج العميلات إلى الشعور بجوهر العلامة حتى دون لمس القطعة فعليًا. ومن خلال تصميم الموقع والصور المميزة ووصف المنتجات الدقيق، نحرص على أن نوصل لهن إحساس التصاميم، والإلهام الذي يقف وراء كل قطعة. فالشفافية في الأسعار، والجودة، وسياسات الاستبدال أو الإرجاع، تُعد أيضًا من الركائز التي تعزز ثقة الزبونة بالمنصة. كذلك هناك عنصر رئيسي آخر وهو السرعة والكفاءة، إذ أحد أهم العوامل أن تتم العملية بسهولة وسرعة، منذ اختيار المنتج إلى استلامه. في المملكة العربية السعودية، نحن نعمل جاهدين لتوفير شحن سريع وفعّال، بحيث تصل المشتريات للزبونة في أقصر وقت. وهذا العنصر يعزز التجربة، ويمنحنا العميلة إحساسًا بالراحة والرضا. وأخيرًا، التواصل الشخصي، نحن نريد أن تشعر الزبونة بأنها تستطيع التفاعل مع فريق الدعم بسهولة. سواء للاستفسار أو المساعدة، ونحن ملتزمون بأن نكون موجودين ونقدم حلولًا سريعة.
كل هذه العناصر، مجتمعة، تصنع تجربة فريدة ومتكاملة، وتساعدنا في بناء علاقة قوية مع الزبونات. بالنسبة لي، نجاح التجارة الإلكترونية لا يقتصر على البيع، بل يتعلق بتقديم تجربة ملهمة وممتعة، تجعل الزبونة تعود، مرارًا وتكرارًا.
* عالم الأزياء تنافسي، والتحول نحو التجارة الإلكترونية سريع.. ما استراتيجيتك للحفاظ على جوهر علامتك المميزة، وضمان بقائها في الصدارة؟
– في عالم الموضة شديد التنافس وسريع التغير، التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين مواكبة الاتجاهات الحديثة، والحفاظ على هوية العلامة التجارية وجوهرها. بالنسبة لي، النجاح يكمن في الاستمرارية على المبادئ الأساسية، التي تُعرّف العلامة، ومنها: الجودة والجمالية الفريدة. لطالما ركزت منذ تأسيس علامتي، على تقديم تصاميم تعكس مزيجًا من الإبداع والتراث، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتنا. أدرك أن عميلاتنا لا يبحثن فقط عن القطع الجميلة، بل عن قصة ملهمة وتجربة استثنائية تُقدّم لهن. وهذا هو السبب الذي يجعلنا نسعى دومًا للحفاظ على جمالية التصاميم والتفاصيل التي تميّز قطعنا، وتعبّر عن روح العلامة.
وفي ظل التحول نحو التجارة الإلكترونية، نعمل على تعزيز هذه القيم عبر التجربة الرقمية، التي نقدمها. فنحن لا نصمم قطع أزياء فحسب، وإنما نقدم تجربة تسوق متكاملة عبر منصتنا الإلكترونية. فمن خلال الصور الجذابة، والعروض التفصيلية لكل منتج، وحتى الجوانب التفاعلية التي تجعل الزبونة تشعر كأنها تتواصل مباشرة مع العلامة، نضمن أن تظل روح العلامة واضحة ومتجذرة في كل جانب. والموضة بالنسبة لي ليست مجرد انعكاس للاتجاهات، بل هي فرصة للتعبير عن هويتنا وثقافتنا، وهذا يجعلنا نتميّز ونظل في الصدارة. في النهاية، أعتقد أن الاستمرارية في تقديم الجودة والتفرد، مع الاستعداد الدائم للتجديد والابتكار، تُبقي أي علامة تجارية قوية ومتصدرة، مهما تغيرت الاتجاهات.
* مع هيمنة موضة الأزياء السريعة.. كيف تخططين لتعزيز نهج مستدام ومراعٍ للبيئة؟
– الاستدامة بالنسبة لي ليست مجرد شعار، بل قيمة أساسية نلتزم بها. في علامتنا، نعتمد نهج الإنتاج المحدود، حيث نصمم وننتج كميات صغيرة ومدروسة من كل مجموعة. وهذا النهج لا يضمن التفرد والتميز لعميلاتنا فحسب، بل يعكس أيضًا حرصنا على تقليل الفائض والهدر في عالم الموضة. وفي ما يتعلق بالتغليف، نحن فخورون بتعاوننا مع شركة سعودية متخصصة في تصنيع مواد مستدامة ومعاد تدويرها. فكل عنصر من عناصر التغليف مصمم بعناية؛ ليكون صديقًا للبيئة، ليتماشى مع رؤيتنا بتقديم تجربة فاخرة دون الإضرار بالكوكب. ورؤيتنا ترتكز على تقديم أزياء تعبر عن التراث والجمال، مع الحفاظ على مسؤوليتنا تجاه البيئة، ما يجعلنا متأكدين أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل أكثر استدامة.
* مع بداية هذا الفصل الجديد. ما رؤيتك لمستقبل علامتك التجارية؟ وما تطلعاتك في السنوات المقبلة؟
– رؤيتي للمستقبل تتجذر في شغفي الذي بدأ منذ الطفولة، ودفعني للاستمرار طوال العقد الماضي في مجال الأزياء. كوني مصممة سعودية، أجد نفسي أستلهم من كل ما يحدث من تطورات مذهلة في قطاع الأزياء داخل المملكة. فهذا الزخم الكبير يمنحني دافعًا قويًا للاستمرار والإبداع، فليس هناك شعور أجمل من أن ينجح الإنسان في مجال يعشقه، داخل بلده؛ ليعبّر بفخر عن عراقة وجمال تراث بلده.
أطمح إلى تطوير علامتي التجارية بشكل مستمر، بإطلاق خطوط جديدة، أو توسيع نطاق تصاميمنا لتصل إلى أسواق وعميلات جديدات. ورؤيتي لا تقتصر فقط على تقديم تصاميم مميزة، بل أن تصبح العلامة منصة عالمية تمثل الأناقة السعودية برؤية حديثة. وأرى المستقبل مليئًا بالفرص، وأتطلع لأن تكون رحلتي في هذا المجال مصدر إلهام لكل رائدات الأعمال في قطاع الأزياء، ودافعًا لتعزيز التراث السعودي على الساحة العالمية. وأعد عميلاتي ومتابعاتي بأن يكنَّ جزءًا من هذا التطور المستمر، وأن يشاركن في لحظات النمو، والنجاح القادم.
Source link
اضف تعليقك