#منوعات
لاما عزت
اليوم
في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث تتجلى الثقافة والفن في كل زاوية، تبرز ثلاث قياديات، يعملن على تعزيز المعرفة والإبداع في الدولة، فتلتقي جهودهن في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، التي باتت منارة فكرية، تحكي قصص التاريخ، والطبيعة، والفن. نورة عبدالله البلوشي، وهند الخوري، وعلياء الشامسي، ثلاث نساء إماراتيات، يُثْرِين المشهد الثقافي من خلال مواقعهن المتميزة بمتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف زايد الوطني، ومتحف اللوفر أبوظبي. واحتفالاً بعيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات العربية المتحدة، تسلط «زهرة الخليج» الضوء على رحلتهن المتميزة، وتحويلهن رؤيتهن الإبداعية، إلى واقع ملموس.. في هذا الحوار، نطلع على دورهن في إثراء المشهد الثقافي، وتقديم برامج ومبادرات، تجعل أبوظبي واحدة من أبرز العواصم الثقافية عالمياً:
نورة عبدالله البلوشي.. حينما يتحدث البحر عن الطفولة وشغف المستقبل
منذ نعومة أظافرها، وجدت نورة عبدالله البلوشي، أمين متحف مساعد – متحف التاريخ الطبيعي – أبوظبي، نفسها محاطة بعجائب الطبيعة، خاصة تلك التي تأخذ شكل الحياة البحرية؛ فقد نشأت على شواطئ أبوظبي، وكانت رحلات الصيد مع عائلتها أكثر من مجرد نزهة، فقد كانت نافذتها على العالم الطبيعي. تقول نورة: «لقد أثارت تلك الرحلات فضولي، وعززت حبي للحياة البحرية. وبعد سنوات، تحول هذا الشغف إلى مسار أكاديمي في علوم البحار، فعمّق فهمي لعجائب المحيطات». وعملها في هيئة البيئة – أبوظبي، حيث قامت بدراسة الموائل البحرية، وتنوعها البيولوجي، كان الخطوة الأولى نحو متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي.
الآن، وبعد أن تولت نورة منصب مساعد مدير المتحف، فإنها تعمل على تعزيز الوعي بالتنوع البيولوجي في الإمارات، وعن ذلك تقول: «نعمل على إعداد عمليات الاستحواذ؛ لتجهيز متحف التاريخ الطبيعي – أبوظبي، ما يعني الكثير من الاستكشاف، والتأكد من الحقائق، وفحوص الوسائط، وعينات المصادر؛ لتتناسب مع مهمة المتحف وأهدافه، التي تتمحور حول كشف أسرار الكوكب، بمنظور ورؤية عربيين. وتتم عمليات الاستحواذ الخاصة بالمتحف من جميع أنحاء العالم الطبيعي. وأتطلع إلى افتتاح المتحف، ورؤية ما يمثله من أهمية، كما أنني متحمسة لعدد البحوث والمعلومات الجديدة، التي سنتمكن من مشاركتها عبر عملنا». ومن خلال عملها بالمتحف، تسلط نورة الضوء على قصص النساء اللواتي حققن اكتشافات علمية مهمة في مجال التاريخ الطبيعي؛ لأنها تؤمن بضرورة تشجيع النساء والفتيات على دخول هذا المجال، عن طريق برامج تعرض إنجازاتهن، وتتيح لهن فرص التعلم والتفاعل.
علياء الشامسي تحول المتاحف إلى مساحات نابضة بالحياة
رغم أنها نشأت في الإمارات، إلا أن بداية مسيرة علياء الشامسي المهنية كانت في لندن، فقد تدربت في متحف فيكتوريا وألبرت. ففي هذه التجربة لمست التاريخ بيدَيْها، خاصة في قسم «Word & Image»؛ فكانت هذه اللحظة الحاسمة بوابتها إلى عالم المتاحف. اليوم، تقود علياء الشامسي البرامج الثقافية في متحف اللوفر أبوظبي؛ فتربط الفنون بالحياة اليومية للجمهور. وتعمل علياء على تحويل المساحات الفنية إلى تجارب حسية، وتوضح: «من خلال الموسيقى، والأداء الحي، وعروض الأفلام؛ نعيد الحياة إلى المتحف، ونصنع تجربة تفاعلية للجمهور». وتشدد علياء على أهمية تمكين الشباب، ومنحهم فرصة الاندماج في هذه التجارب الثقافية المتنوعة. ومع تحديات العمل في المتاحف، لا ترى علياء أن المرأة بحاجة إلى التمييز على أساس الجنس؛ فتقول: «أومن بأن الجدارة هي الأساس، ولا ألعب دور الضحية كوني امرأة؛ فالجميع يواجهون التحديات، والنجاح لن يكون إلا لمن يعمل بجد وإبداع». ومن خلال برامجها الثقافية، تسعى علياء إلى إبراز الدور المتزايد للمرأة في قطاع الفنون والثقافة بالإمارات.
هند الخوري: تراثنا يروي قصصه عبر متحف زايد الوطني
مديرة التسويق والاتصال في متحف زايد الوطني، هند الخوري، تحمل معها تجربة فريدة ومغايرة؛ لأنها نشأت بين ثقافات عدة، وقضت جزءًا من حياتها في الخارج، قبل أن تعود إلى أبوظبي في سن الثامنة عشرة. ورغم البعد الجغرافي، إلا أن الشوق إلى الاطلاع على تراث الإمارات وثقافتها كان يتنامى بداخلها، فانضمت إلى متحف زايد الوطني؛ عندما أتيحت لها الفرصة.
في دورها الحالي، تقوم هند بتطوير حملات تسويقية؛ لتضع المتحف في قلب المشهد الثقافي العالمي. وتصف يومها بأنه متنوع ومليء بالتحديات، فتقول: «أشعر بالفخر؛ لأنني أساهم في نقل تجربة متحف زايد الوطني إلى الجمهور، بتقديم تجربة استثنائية، تجعل الزوار يرغبون في العودة، مرةً بعد أخرى». وتضيف: «أنا محظوظة جداً؛ لأنني جزء من التاريخ الذي يتم بناؤه. ومع نمو الفريق الذي أشرف عليه، نواصل العمل على خططنا، وحملاتنا المستقبلية، التي ستضع المتحف على خشبة المسرح العالمي. وسواء تعلق الأمر بوضع اللمسات الأخيرة على خطط منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا، أو الإعلان عن إنجازات كبيرة، مثل: الرحلة الأولى لقارب (ماجان)، أو تطوير ميزات منصة التذاكر، فإننا في كل يوم نتذكر مدى روعة وفرادة متحف زايد الوطني».
ووجهت رسالة من متحف زايد الوطني إلى الشابات العربيات في الإمارات، والمنطقة الأوسع، قائلة: «متحف زايد الوطني للجميع. وأحب أن تشعر كل شابة تدخل المتحف بأنها جزء من تاريخ بلدنا، ومستقبله. وآمل أن يثير هذا المتحف فضول الجيل القادم من النساء الإماراتيات، ويحفزهن على القيام بدورهن، الذي لا غنى عنه في الاقتصاد، والمجتمع، والعالم».
Source link
اضف تعليقك