أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل (21) مقاتلاً من فصائل موالية لتركيا الأربعاء، بعدما هاجموا موقعاً يسيطر عليه الأكراد قرب مدينة منبج في شمال سوريا، على الرغم من تمديد وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة.
وقال المرصد: “قُتل ما لا يقل عن 21 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا وجرح آخرون بنيران قوات مجلس منبج العسكري، في هجوم للفصائل الموالية لتركيا على المساكن في سد تشرين” على بعد حوالى 25 كيلومتراً عن مدينة منبج، علماً بأن مجلس منبج العسكري مرتبط بقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
واستهدفت مسيرة تركية موقع إذاعة “كوباني إف إم” في تلة بركل في عين العرب (كوباني)، مما أدى لحدوث أضرار مادية في المكان المستهدف دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وتسود هدنة في شمال شرق سوريا بين القوات الكردية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء تمديدها حتى نهاية الأسبوع.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وواشنطن “منظمة إرهابية”.
وقال القيادي العسكري لهيئة تحرير الشام أبو قصرة إن “مناطق سيطرة الأكراد ستُضّم الى الإدارة الجديدة للبلاد”، مؤكداً “رفض وجود أي فدرالية”.
وقال أبو قصرة لوكالة فرانس برس “في أي دولة، يجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية ضمن هذه المؤسسة”، مضيفا أنّ “بناء مؤسسة عسكرية تنضوي ضمنها كل الفصائل المعارضة يشكل الخطوة المقبلة بعد سقوط حكم الأسد”.
اجتماع دولي في باريس
أعلن وزير الخارجية في الحكومة الفرنسية المستقيلة جان-نويل بارو أن الوزراء والمسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والعرب والأتراك الذين اجتمعوا في مدينة العقبة جنوبي الأردن في 14 ديسمبر/كانون الأول، سيجتمعون مجدداً في باريس لمواصلة “مواءمة رسائلهم”.
وقال بارو “اجتمعنا مع شركائنا العرب وتركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي، السبت الماضي في 14 ديسمبر/ كانون الأول في العقبة في الأردن لتنسيق دعمنا الجماعي والمشروط لعملية انتقالية سياسية في سوريا”.
وتابع “عرضنا المبادئ التوجيهية لانخراطنا في سوريا”. ولفت إلى أن “هذه المجموعة ستصبح دائمة وسنستضيف في يناير/كانون الثاني في باريس الاجتماع الثاني”، من دون تحديد أي موعد.
اتصالات دولية بشأن الأكراد
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال كلمة أمام البرلمان الأربعاء، إنها ستوضح لتركيا خلال زيارة مقررة يوم الجمعة “أنه يجب حماية حقوق الأكراد في شمال سوريا”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأربعاء إن “فرنسا تعمل على التوصل إلى تفاهم بين تركيا والأكراد في شمال شرق سوريا”، مضيفا أنه “يجب أن يكون الأكراد جزءاً من أي عملية انتقال سياسي”.
وأضاف بارو “نحن مقتنعون بإمكانية التوصل لتفاهم يراعي مصالح الجميع. نحن نعمل على ذلك”، بدون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن من دمشق الأربعاء إلى تنظيم انتخابات “حرة وعادلة” مع انتهاء المرحلة الانتقالية في البلاد بعد حوالى ثلاثة أشهر، آملاً في الوقت نفسه “بحلّ سياسي مع الإدارة الذاتية الكردية”.
والتقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا السعودية وبحثا التطورات في سوريا والمنطقة.
وبحث الاجتماع تطورات الأوضاع في المنطقة، وأهمية الاتفاق على التنسيق المشترك بشأن تداعيات الأحداث في سوريا.
وتحدث السوداني، عن حرص العراق على وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، واحترام الإرادة الحرّة للسوريين، وضمان مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد.
اتصالات دولية تركية
تتواصل الاتصالات الدولية مع تركيا للتنسيق بشأن قضايا عدة تتعلق بالمرحلة المقبلة لسوريا التي تشهد انتقالاً في الحكم بعد سقوط حكم الأسد.
وجرى تواصل هاتفي الأربعاء بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان الذي أشاد بإرسال بعثة دبلوماسية فرنسية إلى العاصمة السورية.
وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون أكد لأردوغان أن باريس “تدعم الجهود الإقليمية الرامية لحماية وحدة وسيادة سوريا”.
وأضاف البيان “رحّب الرئيسان بسقوط نظام بشار الأسد” الذي أنهى “سنوات من الدكتاتورية والعنف والاضطهاد بحق الشعب السوري”.
وتابع “في هذا السياق، أشارا إلى رغبتهما بانتقال سياسي سلمي وممثل” لجميع فئات المجتمع السوري على أساس قرار مجلس الأمن 2254″.
وأوفدت فرنسا الثلاثاء إلى العاصمة السورية فريقاً مؤلفاً من أربعة دبلوماسيين أجروا محادثات مع ممثل عينته الحكومة السورية المؤقتة.
وكانت مهمة الدبلوماسيين تقوم أيضاً على تفقد السفارة في فرنسا المغلقة منذ عام 2012، “للعمل على إعادة فتحها بالنظر إلى الظروف السياسية والأمنية”.
وأوفدت ألمانيا والمملكة المتحدة والأمم المتحدة مبعوثين إلى العاصمة السورية دمشق لإقامة تواصل مع الحكومة السورية المؤقتة التي تخضع خطواتها الأولى في السلطة لمراقبة لصيقة.
وخلال مؤتمر صحافي في أنقرة جمع أردوغان برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أكد الرئيس التركي أن تركيا ولبنان اتفقتا على العمل معاً في سوريا بعد سقوط حكم الأسد.
وقال أردوغان، إن “حقبة جديدة بدأت الآن في سوريا. نتفق بأن علينا العمل معا كجارين مهمين لسوريا”.
الدعم الدولي لسوريا
طالب مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الأربعاء بزيادة الدعم المخصص لسوريا “على نطاق واسع”.
وأضاف في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش زيارته سوريا: “في جميع أنحاء البلاد، الاحتياجات هائلة، وسبعة من كل عشرة أشخاص يحتاجون إلى الدعم الآن”.
ورأى أن “الشعب السوري يحاول العودة إلى وطنه، حين يكون ذلك آمناً، من أجل إعادة بناء بلدهم، وإعادة بناء مجتمعاتهم وحياتهم”، معتبراً أن “الفرصة سانحة الآن… وعلينا أن نقف إلى جانبه ونستجيب لهذه اللحظة المفعمة بالأمل”.
والتقى فليتشر ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة التي تقود البلاد، بينهم القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وقال فليتشر إن “ضمان إيصال المساعدات من دون قيود وتعقيدات بيروقراطية الى جميع المناطق في سوريا شكّل نقطة بحث أساسية” وذلك خلال نقاشاته في دمشق، لافتاً إلى حصوله على “تطمينات قوية” بهذا الصدد.
جثث مجهولة
أعلن عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري عمار السلمو الأربعاء أن فرق “الخوذ البيضاء” عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في مخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب في دمشق.
وكانت منطقة السيدة زينب الواقعة جنوب دمشق معقلا لعناصر من حزب الله اللبناني وغيره من المجموعات المدعومة من إيران منذ 2012 الذين قالوا إنهم دخلوها للدفاع عن هذا المقام المقدّس بعد انطلاق الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد.
وخلت المنطقة الآن تماماً من عناصر حزب الله وفصائل أخرى موالية لإيران، وحل مكانهم مسلحون محليون.
وبحسب السلمو فإن “الأعداد الموجودة هنا لا تتجاوز 20 ضحية، لكن العظام منشورة في كل مكان، سنحاول تجميع هذه العظام ومعرفة الرقم التقديري”.
وأنهى مسعفون أتراك الثلاثاء عمليات بحث كانوا باشروها الاثنين عن أقبية أو زنزانات يعتقد أنها مخفية تحت الأرض في سجن صيدنايا بسوريا، وفق ما أعلن مدير الوكالة التركية لإدارة الكوارث أوكي ميميش.
وجاء في تصريح لملميش الذي كان أوفد (120) مسعفاً أن “كامل المبنى تم تفتيشه ومسحه ضوئياً ولم يتم العثور على أي شخص حي”.
Source link
اضف تعليقك