في قلب العاصمة الكورية الشمالية، بيونغيانغ، تم افتتاح حانة جديدة تقدم البيرة، لتشد الانتباه بتصميمها الفخم. وتقع الحانة في حي هواسونغ، شرق العاصمة، وهي جزء من مبادرة أوسع تهدف إلى توسيع المدينة من خلال مشاريع بناء ضخمة.
وعلى مدار العامين الماضيين، شهدت المنطقة ظهور العديد من المشاريع الجديدة، وكان هذا المكان الجديد أحد أبرز الرموز لطموحات كوريا الشمالية في التحديث والترويج لصورة أكثر تطورًا للعالم الخارجي.
والبيرة التي تقدمها الحانة الجديدة يتم إنتاجها بواسطة شركة التخمير الحكومية “تايدونغانغ”، التي سُميت على اسم النهر الذي يمر عبر بيونغيانغ. وتتمتع هذه الشركة بتاريخ مدهش، حيث تأسست في عام 2000 بعد أن اشترت حكومة كوريا الشمالية مصنع “أوشيرز” للبيرة من بلدة تروبريدج في إنجلترا.
بعد 175 عامًا من الإنتاج، تم بيع المصنع في مزاد علني، وكان الزعيم الأعلى الراحل كيم جونغ إيل هو المزايد الفائز. وقد شحنت الحكومة المصنع بكامل معداته إلى كوريا الشمالية، حيث أعيد تجميعه بمساعدة خبراء ألمان في وقت كانت فيه العلاقات مع الغرب محدودة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت “تايدونغانغ” المصنع الرئيسي للبيرة في كوريا الشمالية، وبدأت تصدير منتجاتها إلى الصين في عام 2016. وعلى الرغم من الطموحات العالمية لهذه الشركة، تظل ثقافة البيرة في كوريا الشمالية بعيدة عن متناول معظم المواطنين.
بينما تروج الحكومة لصورة غنية للبيرة على الصعيد الدولي، يبقى الواقع مختلفًا بالنسبة لمعظم الشعب الكوري الشمالي، إذ يعيش معظم المواطنين في المناطق الريفية، ويواجهون تحديات مثل الفقر ونقص الأمن الغذائي، مما يجعل شراء البيرة في الحانات الفاخرة مثل “تايدونغانغ” رفاهية يصعب على الكثيرين تحمل تكلفتها.
ويعد شراء البيرة رفاهية مكلفة لدى معظم الكوريين الشماليين، ويضطرون إلى صرف قسائم الطعام، وهي سلعة نادرة يصعب الحصول عليها. حتى في بيونغيانغ، تظل الحانات الراقية مثل هذه الحانة نادرة، ويقتصر ارتيادها على الطبقة العليا. أما بالنسبة للبقية، فإنهم يستهلكون مشروبات كحولية محلية منخفضة الجودة من مصانع الجعة الصغيرة. وتُشكل المشروبات الكحولية التقليدية مثل السوجو الكوري الجزء الأكبر من استهلاك الكحول، حيث تقدر نسبة استهلاك البيرة بـ 5% فقط.
علاوة على ذلك، فإن استهلاك البيرة في بيونغيانغ يخضع لتنظيمات مشددة، حيث يحصل الرجال فقط على قسائم خاصة لشراء البيرة، والتي لا تتجاوز في العادة لترين في الشهر. وتحد هذه القيود من إمكانية الوصول إلى البيرة، مما يعزز فكرة أن ثقافة البيرة الراقية هي امتياز خاص بالطبقة النخبوية في البلاد. وعلى الرغم من أن كوريا الشمالية تواصل العمل على تعزيز ثقافتها في عالم البيرة، يبقى الواقع مختلفًا بالنسبة لمعظم المواطنين.
المصادر الإضافية • AP
Source link
اضف تعليقك