في قلب دمشق، يجد سالم عزاءه في الكنيسة المحلية القريبة من منزله. فدار العبادة هذه تمثل له ملاذًا آمنًا وسط تغييرات غير واضحة المعالم في سوريا الجديدة. كمسيحي، يشارك سالم مشاعر القلق التي تنتاب الأقليات العرقية والدينية في البلاد، وهم يتطلعون لمعرفة مكانهم في ظل الحكومة الجديدة.
مع بداية اختفاء العلم السوري المرتبط بنظام الأسد من على واجهات المنازل في دمشق، يلمح البعض تغييرات قد تكون مؤشراً على تحول ما في العاصمة. لكن بالنسبة لسالم، يبدو أن التغيير لا يزال بعيداً عن الوصول إلى العمق المطلوب. “الأمور ما زالت كما هي، باستثناء أن مبنى المخابرات الجوية أصبح فارغاً”، يقول سالم، وهو يشير إلى المبنى الذي كان يوماً مركزاً للاستجواب والتعذيب.
داخل المبنى المهجور، يتجول مقاتلو المعارضة وهم يضيئون الزوايا بمصابيح يدوية. ويشرح أحدهم قائلاً: “هنا كانت تتم عمليات الاستجواب، وهذه الكراسي كانت تستخدم في التعذيب.”
ورغم أن مشهد المبنى الفارغ يبعث في سالم شعوراً بالتفاؤل الحذر، إذ لا يزال يشوب هذا التفاؤل، قلقٌ كبير من الفوضى التي قد ترافق المرحلة الانتقالية. ويضيف المتحدث: “ما أخشاه أكثر من أي شيء آخر هو الفوضى”.
في خطوة رمزية، قرر أحد أصحاب المحال طلاء واجهة متجره باللون الأبيض، قائلاً: “ربما يجلب لنا هذا اللون أياماً بيضاء ومزدهرة”. وهو لون لم يكن مسموحاً له باستخدامه من قبل، حيث كان ملزماً برسم علم النظام على واجهته.
ورغم كل ما يمر به من تحديات، لا يزال سالم يحتفظ بحب عميق لدمشق. “علاقتي مع دمشق مثل علاقة حب متقلبة؛ مليئة بالمشاعر الحلوة والمرة”، هكذا لخّص سالم علاقته بالشام وهو يواصل السير في شوارع المدينة التي تختزن في ذاكرتها آلاما وتحمل أيضا آمالا في مستقبل أكثر إشراقا.
Source link
اضف تعليقك