لا تزال إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس “قائمة”، بعد التوصل إلى تفاهمات أولية لعودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية الثلاثاء، عن مصادر مطلعة.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، إنه “تم التوصل إلى تفاهمات أولية بشأن عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة عبر محور نتساريم- الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه- مع تولي جهة دولية مسؤولية تفتيش العائدين”.
وأشارت التقارير إلى أن التفاهمات تشمل السماح بعودة النساء والأطفال والشبان إلى المناطق الشمالية.
“تقدم غير ملموس”
كما صرّح مسؤولون إسرائيليون بأن حركة حماس تراجعت عن عدة تفاهمات خلال الأيام الأخيرة، لكن رغم ذلك أكدوا أن إمكانية التوصل إلى اتفاق “لا تزال قائمة”.
وأفادت القناة 12 بأن المفاوضات الجارية في الدوحة لا تزال مستمرة، لكنها استبعدت حدوث “تقدم ملموس” في الوقت الحالي.
وأوضحت أن هذا الأمر دفع رئيس الموساد، دافيد برنياع، إلى تأجيل زيارته المقررة إلى العاصمة القطرية الدوحة، مفضلاً البقاء في إسرائيل مع الحفاظ على تواصله المستمر مع الفرق المفاوضة.
وتطالب حماس بالإفراج عن أكثر من 50 سجيناً فلسطينياً من ذوي الأحكام المرتفعة، مقابل كل محتجز إسرائيلي في إطار أي صفقة تبادل محتملة، وفق ما نقلت القناة 13 الإسرائيلية.
وأما عن تفاصيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، فمن المفترض أن “عملية العودة ستخضع لإجراءات فحص وتفتيش شخصية عند معبر نيتساريم، على أن يسمح بعودة الرجال والنساء والأطفال”.
وتقول المعلومات إن جهة دولية مستقلة، لم يُكشف عنها بعد، ستتولى مسؤولية الإشراف على عمليات الفحص والتفتيش.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المسؤولين الإسرائيليين يواجهون صعوبات كبيرة في استمرار المفاوضات، مشيرين إلى أن “حركة حماس قد تراجعت عن بعض التفاهمات التي أُبرمت سابقاً، خاصة فيما يتعلق بملف إنهاء الحرب”.
وتقول القناة إن الحركة “تتبنى مواقف أكثر صرامة بشأن قضايا كانت قد وافقت على تقديم تنازلات فيها”، ويعتبره مسؤولون إسرائيليون “عائقاً أمام الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة”، الأمر الذي تنفيه حماس وترد بأن إسرائيل هي من تعرقل الصفقة.
وقالت مصادر مطلعة لبي بي سي إن وفدين من حركتي فتح وحماس سيجتمعان في القاهرة الثلاثاء، بهدف استئناف الجلسات حول لجنة إسناد إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
وأفاد مصدر بأن وفد فتح سيتضمن القياديين عزام الأحمد وروحي فتوح وأحمد مجدلاني، إضافة إلى مسؤولين من مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بينما لم يتضح المشاركون تحديداً من جانب حماس.
وبحسب المصادر، من المقرر أيضاً مناقشة آخر ما تم التوصل إليه بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في الدوحة.
كما عقدت مجموعة عمل من حركة حماس مباحثات مع مسؤولين مصريين معنيين الأسبوع الماضي بشأن مقترح لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة.
وأصدرت حركة حماس بياناً ناشدت فيه حركة فتح والسلطة الفلسطينية في رام الله التجاوب مع ما وصفته بجهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي في إطار النظام السياسي الفلسطيني والعمل من خلال الإجماع الوطني ومشروعيته السياسية، بحسب البيان.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية ببدء اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، لبحث آخر التطورات على الساحة الأمنية.
ووفقاً لما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، يشمل جدول أعمال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا المهمة، أبرزها موضوع الرهائن، والتطورات على الجبهة الشمالية، والأوضاع في الضفة الغربية، إلى جانب الملف السوري.
قصف متواصل ومقتل جنديين إسرائيليين
أعلن الجيش الإسرائيلي، ليل أمس الاثنين، عن مقتل ضابط وجندي في قطاع غزة، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن مقتل الضابط والجندي من لواء ناحال جاء نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدروع في منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 827 مجنداً منذ بداية الحرب، منهم 392 قتلوا منذ بدء العملية العسكرية البرية على القطاع. وبحسب بيانات الجيش الرسمية، بلغ عدد المصابين منذ بداية الحرب 5.578 مصاباً، منهم 816 أصيبوا بجروح خطيرة.
إلى ذلك حذرت وزارة الصحة الفلسطينية مجدداً من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأوكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضّانات الأطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في قطاع غزة.
وتعزو الوزارة ما يجري إلى “ما وصفته بسياسة التقطير التي تتبعها إسرائيل في إدخال الوقود، وجراء تعمدها توجيه قوافل المساعدات إلى سلوك طرق مليئة باللصوص وهو ما يؤدي إلى سرقة شاحنات الوقود”.
كما تواصل القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي بشكل عنيف جداً لا سيما في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، ومناطق مختلفة في القطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وفي مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة قتل 4 أشخاص على الأقل في قصف استهدف منزلاً منتصف ليل أمس الاثنين، في شارع حميد، بينما واصلت المدفعية قصف أحياء الزيتون والصحابة وتل الهوا في المدينة. وبحسب شهود عيان واصل الجيش الإسرائيلي عمليات نسف مبانٍ سكنية شمالي قطاع غزة.
وقتل أربعة آخرون على الأقل في قصف منزل في مخيم البريج وسط القطاع مساء الاثنين، وأصيب 15 آخرون. كما أصيب عدد من النازحين في غارة إسرائيلية أصابت خيمة تؤوي نازحين في محيط منتزه البلدية في مخيم المغازي.
ووفقاً لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني، فقد قتل شخصان وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً قرب أبراج عين جالوت، جنوب مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وكان 28 شخصاً قتلوا أمس الإثنين، غالبيتهم من الأطفال والنساء وفقاً لمصادر طبية فلسطينية، في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في القطاع منذ الفجر.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، أصاب سوء التغذية أكثر من 50 ألف طفل في قطاع غزة، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وأوضحت المنظمة “أن 9 من كل 10 أطفال في غزة يفتقرون إلى العناصر الغذائية اللازمة لضمان نموهم الصحي، ويشكل الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال خطورة على حياتهم”.
Source link
اضف تعليقك