OnNEWS

ما الريادة.. ولماذا يجب أن نسعى إلى تحقيقها؟

#تنمية ذاتية

في عصرنا هذا، لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع خلاله مصطلح الريادة عشرات المرات، سواء كان ذلك في نشرات الأخبار، أو المحاضرات والندوات والنشاطات التي نستمع إليها ونشارك بها، فما الريادة، ولماذا يجب على الجميع أن يسعوا إليها؟

تلخص الدكتورة خلود الزعبي الخصاونة، مستشارة الريادة والقيادة والابتكار في جامعة اليرموك الأردنية، خلال حديث خصت به «زهرة الخليج»، مفهوم الريادة بأنه «أفضل شيء في كل شيء». وهو إحداث تغيير إيجابي مستدام في المجتمع، من خلال ممارسات تركز على حل المشكلات، وتعزز القيم الإنسانية وقيم التنمية الشاملة.

  • ما الريادة.. ولماذا يجب أن نسعى إلى تحقيقها؟
    ما الريادة.. ولماذا يجب أن نسعى إلى تحقيقها؟

وتشير الدكتورة، المتخصصة في تدريس مساقات الريادة، أن عدداً كبيراً من الناس يعتقدون أن الريادة هي فقط ريادة الأعمال، التي تعني فن تحويل الفكرة لعمل تجاري، يعود بالربح على الأشخاص والمجتمع، ويمكن من خلاله حل مشاكل اقتصادية وتكنولوجية، ورغم أهمية هذا النوع من الريادة إلا أنها ليست وحدها، فريادة الأعمال جزء من كل.

وحسب مستشارة الريادة والقيادة والابتكار، فإن مفهوم الريادة واسع جداً، ويهدف لإحداث أثرٍ إيجابي في المجتمعات، وهو مجموعة مكتسبة من الصفات والممارسات، التي يجب على الإنسان أن يقوم بها، وعادات أخرى عليه أن يتخلى عنها. فهي بالنهاية لا تتعلق بنتائج مادية فقط.

الريادة والقيادة:

تؤكد الدكتورة الزعبي أنه علينا أن نميز بين الريادة والقيادة، فهما ليسا شيئاً واحداً، فالريادة تسير باتجاه واحد ولها طريق واضح ولا ينتج عنها سوى الخير، وتأتي دائماً بالإيجابية والمنفعة. أما القيادة، فقد تكون أحياناً سلبية، وعلى سبيل المثال هناك عدد كبير من القادة والأشخاص المؤثرين في العالم يحملون أهدافاً سلبية. لذا فإن الشخص يمكن أن يكون قيادياً، لكن هذا لا يعني أنه ريادي، بينما كل ريادي قيادي.

وتضيف أن مفهوم الريادة أوسع بكثير من القيادة، فهي صالحة لكل القطاعات والمجالات، في الصحة أو التعليم أو غيرهما، وهي «سيدة المفاهيم».

أنواع الريادة:

تشرح الدكتورة الزعبي أنواع الريادة المختلفة، فتقول: هناك ريادة تم جلبها من مكان آخر، وقمنا بتطبيقها في المجتمع الذي نعيش فيه، وعلى سبيل المثال تطبيقات توصيل الطعام، أو تلك المتعلقة بسيارات الأجرة وهي تجربة أُسست في بلد معين واستنسخها منها العالم أجمع.

وهناك أيضاً ما يعرف بالريادة الإبداعية، وهي الريادة التي لم تكن موجودة من قبل، مثل اختراع السيارة أول مرة قبل أن تعرفها البشرية، وكيف أنها حلت مشكلات كبيرة جداً.

أما الريادة الابتكارية، فتعني تطوير ريادة موجودة بالأصل، مثل: اختراع النظام الهجين أو سيارات الكهرباء وهي تطور على ريادة اختراع السيارات، إذ قام أصحابه بممارسة نشاط كهربائي على السيارات.

وتبين الزعبي أن هذه الأنواع تتداخل مع بعضها أحياناً، مثلاً بطارية سيارة الكهرباء تعد ريادة إبداعية كون ريادة اختراع هذه البطارية تم لأول مرة، لكننا عندما وضعناها في السيارة فإنها باتت ريادة ابتكارية كون السيارة موجودة من قبل.

  • ما الريادة.. ولماذا يجب أن نسعى إلى تحقيقها؟
    ما الريادة.. ولماذا يجب أن نسعى إلى تحقيقها؟

لماذا تعد الريادة غاية في الأهمية؟

تقول الزعبي، في حديثها لـ«زهرة الخليج»: «كما يعد الهواء أساس الحياة للإنسان، فإن الريادة أساس تطور الأفراد والمجتمعات، وهي نهج تفكير مستدام، لذا لا بد أن نكون جميعنا رياديين، ونسعى لحل المشكلات، وقد لمس العالم أجمع كيف أن بعض الدول طورت نفسها بشكل متسارع وكبير ومذهل، وحلت عدداً هائلاً من مشاكلها من خلال الرياديين الموجودين فيها».

كيف نحقق ثقافة الريادة كأسلوب حياة؟

تقول الزعبي: «كلما زرعنا ثقافة الريادة في نفوس أبنائنا وهم صغار، زادت احتمالية ترسيخها كأسلوب حياة، وجعلنا منها نهجاً واسعاً، خاصة إذا علمنا أن الريادة لا تتحدد بنوع، أو عمر، أو جنس، أو عرق، فأي إنسان يمكن له أن يكون ريادياً».

وتؤكد خبيرة الريادة والقيادة والابتكار أن صفات الريادة مكتسبة، فلا يولد الإنسان ريادياً، لذا علينا السعي إلى ترسيخ هذا المفهوم وتطبيقه على أرض الواقع بين مختلف الأجيال، موضحة بذات الوقت الشروط الواجب توافرها بالشخص؛ كي يكون ريادياً، وهي كالتالي:

الأخلاق: الريادة والأخلاق وجهان لعملة واحدة، فالريادة لا يصدر منها إلا كل خير، وإذا صدر عنها أي فعل آخر انتفت منها صفة الريادة.

الوعي: الوعي والمعرفة قبل اتخاذ القرار مهمان جداً في صنع إنسان ريادي، لأن الوعي يدفع الشخص للربط بين المعلومات والمعرفة، ويمنحه القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والريادية.

البيئة المحيطة: تعد البيئة المحيطة بالإنسان مهمةً للغاية؛ لأنها القادرة على اكتشاف صفاته وتطويرها، فالعديد من الأشخاص يمتلكون صفات حسنة ومختلفة، لكنهم يحتاجون لمن يخرجها من داخلهم ويعرفهم بها، وإذا أدرك الإنسان أنه يمتلك هذه الصفات، فسيبدأ فوراً في تغيير سلوكه.

وتختم الزعبي حديثها، بالتأكيد على أن الإنسان الذي يريد أن يكون ريادياً لا بد أن يمتلك مهارة الذكاء الانفعالي، وأن يكون واعياً بذاته، ومتصالحاً مع مشاعره، ومحباً للغير، ومعلماً بما يريد، وقادراً على تطوير نفسه، وأن يمتلك الدافعية لذلك.


Source link

اضف تعليقك

إعلان

العربية مباشر

إعلان

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.