في خطوة أثارت الكثير من الجدل في أوساط مستخدمي Windows، أصدرت شركة Microsoft تحذيرًا رسميًا لمليار مستخدم حول العالم بعدم حذف مجلد جديد وغامض ظهر فجأة على أجهزتهم بعد التحديث الأمني الأخير الصادر بتاريخ 8 أبريل الجاري، ضمن سلسلة تحديثات Patch Tuesday.
فيما ظهر المجلد الذي يحمل اسم inetpub بدون أي تفسير مسبق من مايكروسوفت، ما دفع كثيرًا من المستخدمين لطرح التساؤلات عبر منصات التواصل الاجتماعي ومجتمعات التقنية مثل Reddit.
وهل يمكن حذفه بأمان؟
يعود السبب الرئيسي لهذا التغيير إلى تحديث أمني عاجل أطلقته مايكروسوفت لمعالجة ثغرة CVE-2025-21204، وهي ثغرة خطيرة في نظام تحديث Windows تُمكن المهاجمين من رفع صلاحياتهم المحلية وتنفيذ أوامر غير مصرح بها.
وقد وصفت منصة SecurityVulnerability.io هذه الثغرة بأنها تمثل “خطرًا كبيرًا على المؤسسات”، إذ تسمح للقراصنة بتنفيذ عمليات قد تهدد سلامة البيانات ونظام التشغيل بأكمله. لذلك، سارعت مايكروسوفت إلى إطلاق تحديث طارئ لإغلاق هذا الباب الخلفي.
لكن المفاجأة كانت في أن التحديث قام بإنشاء مجلد جديد على قرص النظام (%systemdrive%) باسم inetpub، حتى على الأجهزة التي لا تستخدم خدمات IIS (Internet Information Services)، ما أثار موجة قلق وتساؤلات مشروعة حول طبيعة هذا المجلد.
فيما نشرت مايكروسوفت تنويه عبر صفحاتها قائلة : “لا تحذف المجلد.. حتى لو لم تكن تستخدم IIS”.
في تحديث رسمي نشر بتاريخ 10 أبريل على صفحة التوثيق الخاصة بالثغرة الأمنية، أكدت مايكروسوفت أن إنشاء مجلد inetpub هو جزء من تعزيز الحماية ضمن معالجتها للثغرة، مضيفة أن:”يجب عدم حذف هذا المجلد بغض النظر عما إذا كانت خدمة IIS مفعلة على الجهاز أم لا.”
ورغم هذا التحذير، لم توضح مايكروسوفت كيف يساهم هذا المجلد فعليًا في رفع مستوى الأمان، وهو ما اعتبره خبراء الأمن السيبراني افتقارًا إلى الشفافية، خاصة في موضوع حساس مثل حماية بيانات المستخدمين.
هل يشكل المجلد خطرًا أو يجمع بيانات؟
يؤكد الخبراء أنه لا يوجد أي دليل حتى اللحظة على أن مجلد inetpub يحتوي على تعليمات خبيثة أو يتجسس على المستخدمين، بل هو فارغ من الملفات في أغلب الحالات.
ويبدو أن وجوده مرتبط بآلية تصحيح الثغرة الأمنية، وربما يُستخدم كجزء من بيئة حماية خلفية لآلية التحديث.
لكن رغم الطابع الغامض، ينصح خبراء الأمن السيبراني بعدم حذف هذا المجلد نهائيًا، حتى صدور توضيح رسمي أوسع من مايكروسوفت.
اضف تعليقك