صدر الصورة، Getty Images
قال تحالف “أسطول الحرية” إن سفينة بحرية تابعة له، كانت تحمل مساعدات إنسانية لغزة وعلى متنها 30 ناشطاً دولياً في مجال حقوق الإنسان، تعرضت لهجوم من قبل مسيّرة إسرائيلية في المياه الدولية بالقرب من مالطا.
ويصف تحالف أسطول الحرية نفسه على موقعه الالكتروني بأنه “حركة تضامن شعبية تتكون من حملات ومبادرات من مختلف أنحاء العالم، تعمل معاً لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة”.
ويقول التحالف إن السفينة تعرضت للهجوم في صباح اليوم المقرر لها للإبحار.
وقالت ياسمين آكر، المسؤولة الإعلامية لأسطول الحرية، لبي بي سي عبر الهاتف إنه منذ أن تعرضت السفينة للهجوم في تمام الساعة (00:23 بتوقيت مالطا)، لم يتلقّ الناشطون أي استجابة على مدار الساعات التسع الماضية ولا زالوا ينتظرون رداً على نداء الاستغاثة الذي أطلقوه منذ تعرض السفينة للهجوم، وأضافت أن جميع الأشخاص الموجودين على متن السفينة “بذلوا كل ما بوسعهم لإنقاذ السفينة من الغرق ولكن المياه لا تزال تغمر السفينة وإن كان ذلك ببطء”.
وقالت ياسمين إن أحدث معلومات لديها تشير إلى أن قوات من الجيش المالطي في طريقها إلى السفينة غير أن التحالف لا يمكنه تأكيد ذلك، مشيرة إلى أن السفينة توجد الآن على بعد 17 كيلومتراً من سواحل مالطا.
“للأسف لن نستطيع إيصال المساعدات الإنسانية لغزة هذه المرة لأن إسرائيل منعتنا من خلال هذا الهجوم على السفينة من إيصال المساعدات لآلاف من الجوعى في القطاع”، هكذا تقول ياسمين، مشيرة إلى أن موقع السفينة على بعد كيلومترات قليلة من الساحل المالطي ما يشير إلى “استطاعة الإسرائيليين الدخول إلى أوروبا”، على حد قولها.
وقالت: “اسُتهدفت مقدمة السفينة مرتين، ما أدى إلى اندلاع حريق وحدوث ثقب في هيكلها”.
وقد أُرسلت إشارة استغاثة (أس أو أس- SOS) ، وكانت الاستجابة الوحيدة من جنوب قبرص التي أرسلت سفينة إلى الموقع، إلا أن هذه السفينة لم توفّر الدعم الكهربائي الحيوي المطلوب. ويبدو أن الهجوم بالطائرة المسيّرة استهدف على وجه التحديد مولد الكهرباء في السفينة، ما يجعلها الآن مهددة بالغرق؛ وفقا لآكر.
أما يوسف عجيسة، المتحدث باسم أسطول الحرية، فقال لبي بي سي إن الفريق الأسطول يسعى الآن للتوجه صوب السفينة انطلاقاً من ميناء مالطا في أقرب وقت.
وقال التحالف إن السلطات في مالطا لم تستجب لنداء الاستغاثة داعياً الدولة إلى الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون البحري الدولي.
من جانبها، قالت الحكومة في مالطا إن جميع الركاب على السفية في أمان وإنه “تمت السيطرة على الحريق الذي نشب على السفينة ليلاً” . وأضافت أن هناك 12 فرداً من الطاقم وأربعة نشطاء فقط على متن السفينة، بينما قال يوسف عجيسة المتحدث باسم أسطول الحرية لبي بي سي إن هناك ما يقرب من 30 شخصاً على السفينة، من بينهم 24 ناشطاً و خمسة من الطاقم.
ونشرت الصفحة الرسمية للأسطول على موقع إكس مقطعاً مصوراً يُظهر النيران مشتعلة داخل السفينة.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة
كما نشر ناشطون على متن السفينة مقطعاً مصوراً يطلقون من خلاله نداء استغاثة للسلطات في مالطا وهم يناشدونها التدخل لإنقاذهم.
ليس الهجوم الأول
ويضيف التحالف في بيان أصدره على موقع الرسمي إنه منذ 2 مارس/آذار 2025، منعت إسرائيل جميع شاحنات المساعدات من دخول غزة، ويضيف البيان: “يقدر خبراء الشؤون الإنسانية أن سكان غزة يحتاجون إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يومياً لتلبية أبسط احتياجاتهم، ومع ذلك لم يُسمح بدخول أي شاحنة منذ شهرين”.
وإلى الآن لم تصدر إسرائيل أي رد على ما يقوله تحالف أسطول الحرية بشأن الهجوم على السفينة ولكنها تقول إنها تنظر في التقارير بشأنه.
وقد أعربت إسرائيل في السابق عن قلقها من أن هذه القوافل قد تُستخدم كغطاء لنقل دعم إلى حركة حماس، معتبرة أن مثل هذه المبادرات “تُعد استفزازاً سياسياً تحت غطاء إنساني”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية عبر حسابه الرسمي على انستغرام أن السفينة حنظلة جاهزة للإبحار نحو غزة بعد أن تم تحميل المساعدات الإنسانية على متنها، بما في ذلك الإمدادات الطبية والمياه النظيفة.
وتأتي المهمة في إطار حملة “من أجل أطفال غزة” التي دشنها التحالف وتهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 2007.
وكانت منظمات حقوقية دولية، مثل (هيومن رايتس ووتش وأمنيستي)، عن دعمها لأسطول الحرية، داعية إلى السماح له بالوصول إلى غزة دون اعتراض. كما دعت إلى رفع الحصار البحري المفروض على القطاع، معتبرة أنه يشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني.
وفي عام 2010، بدأت أولى قوافل أسطول الحرية ضمن حملة دولية مناصرة للقضية الفلسطينية، وهاجمت القوات الإسرائيلية السفية مرمرة، ما أسفر آنذاك عن مقتل عشرة أشخاص واعتقال ناشطين آخرين كانوا على متنها، وكانت السفينة تحمل نحو 6 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، و750 ناشطا من 36 دولة عربية وأجنبية.
اضف تعليقك