صدر الصورة، Anadolu via Getty Images
أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء، الثلاثاء، إلى جميع سكان مدينة غزة في كل أحيائها ويطالبهم بالتوجه عبر محور الرشيد للمنطقة الإنسانية في المواصي.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يتجهز لشن هجوم جديد للسيطرة على المدينة الأكبر في القطاع، وتثير الخطة الإسرائيلية قلقاً عالميا بشأن مصير القطاع بأكمله.
وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية “ستعمل في مدينة غزة بقوة كبيرة”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة
أدانت حركة حماس بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أعلن فيها تدمير عشرات الأبراج السكنية في مدينة غزة، وآخرها “عمارة السلام” مساء الاثنين، معتبرةً ذلك “واحدة من أبشع صور السادية والإجرام التي يرتكبها … بحق المدنيين منذ قرابة عامين، في ظل صمت دولي مريب”.
وأكدت الحركة في بيان لها الاثنين أن خطاب نتنياهو “يشكل اعترافاً صريحاً بممارسة جريمة تهجير قسري مكتملة الأركان، تُنفّذ تحت وطأة القصف والمجازر والتجويع والتهديد المباشر بالقتل”، ووصفت هذا التصريح بأنه “تحدٍّ سافر وغير مسبوق لكافة القوانين والمواثيق الدولية”.
وأشارت الحركة إلى أن “صمت المؤسسات الأممية، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، تجاه هذه الانتهاكات المتكررة، يعبّر بوضوح عن ازدواجية المعايير، التي باتت تحكم سياساتها بفعل التواطؤ الأمريكي”، محذّرةً من أن هذا المسار “يهدد بانهيار شامل لمنظومة القيم والمبادئ التي يُفترض أن تحكم النظام الدولي”.
وكان نتنياهو طلب من الفلسطينيين في مدينة غزة، الاثنين، المغادرة فوراً، بينما يكثف الجيش عملياته وضرباته داخل وفي محيط كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.
وصرّح في كلمة مصوّرة “خلال يومين دمّرنا 50 برجاً إرهابياً، وهذه مجرد بداية للعملية البرية المكثفة في مدينة غزة. أقول للسكان: تمّ تحذيركم، غادِروا الآن”.
وأضاف “كل هذا مجرد مقدمة، وبداية للعملية الأساسية المكثفة، المناورة البرية لقواتنا التي تقوم الآن بتنظيم صفوفها والتجمع لدخول مدينة غزة”.
وكان أربعة جنود إسرائيليين قتلوا الاثنين، في شمال قطاع غزة حيث تكثّف القوات عملياتها العسكرية. ونشر الجيش الإسرائيلي أسماء ثلاثة من الجنود، بينما لم يكشف اسم الرابع.
صدر الصورة، Reuters
كاتس يتوعد بـ”إعصار هائل يضرب سماء مدينة غزة”
بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها للتفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين عقب وصول “أفكار” أمريكية جديدة، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بـ”إعصار هائل يضرب سماء مدينة غزة” الاثنين.
وقال كاتس عبر منصة (إكس) إن “إعصاراً هائلاً سيضرب اليوم (الاثنين) سماء مدينة غزة وستهتز أسقف أبراج الإرهاب”، وفق تعبيره.
وأضاف كاتس: “يجب على حماس الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن وإلا ستتعرض غزة للتدمير الكامل”.
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل الاستعداد لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة حسب المخطط.
“أعتقد أننا سنعيدهم جميعاً”
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الاثنين إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريباً لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وقال ترامب لصحافيين بعد وصوله إلى واشنطن قادماً من نيويورك إنه ناقش المسألة على متن الطائرة.
وأضاف: “نعمل على حل قد يكون جيداً جداً”، ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل، قائلاً: “ستسمعون عنه قريباً. نسعى لإنهاء هذا الوضع واستعادة الرهائن”.
وفي وقت سابق من الأحد، وجّه ترامب تحذيراً إلى حماس لقبول شروطه للاتفاق، دون أن يتطرق إلى تفاصيل.
وقال ترامب في منشور عبر منصته (تروث سوشيال): “قَبِل الإسرائيليون شروطي. وحان الوقت لحماس لقبولها أيضاً. حذرتُ حماس من عواقب عدم قبولها. هذا تحذيري الأخير، لن يكون هناك تحذير آخر!”.
وقالت حماس في بيان لاحق يوم الأحد إنها تلقت بعض الأفكار من الجانب الأمريكي عبر وسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ورحبت الحركة “بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا وتؤكد أنها جاهزة فوراً للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فوراً”.
وقال ترامب لصحفيين إنه يعتقد أن جميع الرهائن سيعودون.
صدر الصورة، Krishan Kariyawasam/NurPhoto via Getty Images
في هذه الأثناء، ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، بإسرائيل بسبب “القتل الجماعي” للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة و”عرقلة وصول المساعدات الكافية لإنقاذ الأرواح”.
وأضاف أن “إسرائيل لديها قضية أمام محكمة العدل الدولية، والأدلة تتزايد”، في إشارة إلى حكم المحكمة في يناير/كانون الثاني الذي يقضي بأنه يتعين على إسرائيل أن تلتزم قانونياً بمنع أعمال الإبادة الجماعية.
وكان فولكر تورك، قد امتنع عن وصف حرب غزة بأنها “إبادة جماعية متواصلة”، بعدما حثه المئات من موظفي الأمم المتحدة على ذلك.
لكنه أعرب، خلال كلمته الافتتاحية أمام الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، عن استيائه مما وصفه بـ”الاستخدام العلني لخطاب الإبادة الجماعية” و”النزعة الإنسانية المشينة” ضد الفلسطينيين من قبل كبار المسؤولين الإسرائيليين.
من جانبها، اتهمت إسرائيل فولكر تورك بعدم الاهتمام بـ”الحقائق والأوضاع المعقدة”.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، دانييل ميرون، في بيان: “بدلاً من التطرق إلى حقوق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمن، والتدابير المكثفة التي اتخذتها إسرائيل لتخفيف معاناة المدنيين التي تسببت بها حماس في غزة، تواصل المفوضية السامية نشر خطاب تشهيري”.
ورفضت إسرائيل سابقاً اتهامات الإبادة الجماعية في غزة، مشيرةً إلى حقها في الدفاع عن النفس في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز251 رهينة، وفقاً لإحصائيات إسرائيلية.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية اللاحقة على قطاع غزة، عن مقتل ما يزيد على 63 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، في حين يقول مرصد عالمي للجوع إن جزءاً من القطاع يعاني من المجاعة.
صدر الصورة، Ali Jadallah/Anadolu via Getty Images
“نبحث عن مكان آخر للنزوح فيه”
وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف، أمس، برج الرؤيا بمدينة غزة بعدد من الصواريخ وذلك بعد تحذير سكانه مسبقاً، ما أحدث أضراراً بالغة في المباني والمنازل المجاورة له أيضاً، وأدى إلى تشريد عشرات العائلات الذين نزحوا من البرج وفي محيطه.
وقال أبو محمد، أحد سكان البرج، لبرنامج يوميات الشرق الأوسط إن المبنى السكني كان يحتضن مؤسسات دولية عدة.
وأضاف: “أنا أعمل في مؤسسة دولية وقال لي القائمون على المؤسسة، أَخْلِ سكنك لأن المكان مهدد، غير أنهم قالوا لي في المساء (مجدداً) إن تحذيرالإخلاء قد أُلغي … وبالفعل رجعنا إلى البرج ونظفنا الشقة على أساس أنه مكان آمن. لكن بعدها قال لنا أحد جيراننا إن المكان سيُستهدف ولم يبلغنا أحد بذلك، فأخليت فوراً أنا وأولادي المكان”.
بينما أعرب ساكن آخر في حديثه لبي بي سي عبر برنامج يوميات الشرق الأوسط، عن استغرابه من إنذاره بإخلاء البرج، الأمر الذي جعله يلملم أغراضه على عجل، لُيفاجَأ بعدها بإلغاء إنذار الإخلاء، قبل أن يأتيه إنذارٌ ثانٍ بإخلاء البرج.
وقد أعرب عن امتعاضه، لأنه لم يأخذ أياً من أغراضه معه، وترك شقته التي كانت “مُجهزة”، بحسبه.
ويقول لبي بي سي : “هذا البرج، يسكنه أشخاص مدنيون لا ينتمون إلى أي تنظيمات سياسية. والشقق كان يسكنها نازحون. فلماذا يتم قصف البرج؟ لقد أصبحنا الآن في الشارع، ونحن نبحث عن مكان آخر للنزوح إليه”.




اضف تعليقك