صدر الصورة، Getty Images
أعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة أنه سيعاد فتح معبر رفح البري اعتباراً من بعد غد الإثنين، وذلك “لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر، وفق آلية التنسيق المعمول بها”.
ودعت السفارة في بيان جميع المواطنين الفلسطينيين الراغبين بالسفر إلى تسجيل بياناتهم وإرسالها عبر تطبيق واتساب إليها.
وأفادت بأنها ستتواصل مع هؤلاء الأشخاص لـ “إبلاغهم بمواعيد وأماكن التجمّع تمهيداً للتحرك تجاه معبر رفح البري”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد سلّمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة 15 جثماناً أفرجت عنها السلطات الإسرائيلية اليوم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وكان الجانب الإسرائيلي قد أفرج عن حوالي ألفي سجين فلسطيني من سجونه وأوقف العملية العسكرية التي بدأت في غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مناطق في إسرائيل.
وينص الاتفاق على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والمتوفين بعد 72 ساعة على بدء العمل بوقف إطلاق النار.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن تسليم الدفعة الرابعة من جثامين القتلى الفلسطينيين التي كانت لدى إسرائيل، جاء بعد أن سلّمت حركة حماس في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة جثة أحد الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم خلال احتجازهم من جانب الحركة إلى الصليب الأحمر الدولي.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت التعرف على هوية الرهينة إلياهو مارغاليت الذي أعادت حركة حماس الفلسطينية رفاته الجمعة.
وجاء في بيان أن الجيش الإسرائيلي “أبلغ عائلة الرهينة إلياهو مارغاليت بأن (جثمانه) قد أعيد إلى إسرائيل وتم التحقق من هويته”.
وأكد البيان أن إسرائيل “لن تساوم ولن تدخر جهداً حتى عودة كل الرهائن الأموات”.
صدر الصورة، Getty Images
في المقابل، قالت مصادر فلسطينية في القطاع إن 11 شخصاً قتلوا مساء أمس الجمعة جراء ما وصفوه بـ “استهداف” الجيش الإسرائيلي لمركبة مدنية كانت تقل نازحين أثناء تفقدهم لمنازلهم شرقي حي الزيتون بمدينة غزة.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، بأن من بين القتلى سبعة أطفال وسيدتين، وجميعهم من عائلة واحدة، مشيراً إلى أن طواقمه تمكنت من انتشال تسعة جثامين بالتنسيق مع مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
الجيش الإسرائيلي قال إن المركبة “تجاوزت الخط الأصفر واقتربت من قواته ما شكّل تهديداً فورياً”.
ودخل وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة يومه التاسع، في ظل ما يقول فلسطينيون إنه استمرار لما يصفونه بـ “خروقات إسرائيلية” للاتفاق المبرم في هذا الشأن، ما يوقع مزيداً من القتلى، في حين يؤكد الجيش الإسرائيلي أن أي عمليات إطلاق نار ينفذها جنوده، تستهدف من يقتربون بشكل يمثل تهديداً، من الخط الأصفر.
والخط الأصفر هو خط مرحلي للانسحاب، تراجع إليه الجنود الإسرائيليون، بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب.
“قد تستغرق بعض الوقت”
صدر الصورة، Reuters
في السياق، أفادت القناة 13 الإسرائيلية السبت، بأن ضباطاً أمريكيين سيقيمون مركزاً بغلاف غزة لإدارة قوات دولية مهمتها البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين.
الجمعة، أفاد مسؤول تركي بأن فريق المختصين الذي أوفد للمساعدة في العثور على الجثث في القطاع الفلسطيني المدمّر ما زال بانتظار الحصول على إذن إسرائيلي للدخول.
واستجابة لدعوة وجّهتها حماس للمساعدة في تحديد موقع جثث الرهائن الـ19 المدفونين تحت الأنقاض إلى جانب عدد ما زال غير معروف من الفلسطينيين، أرسلت أنقرة خبراء للمساعدة في عملية البحث.
وأكد مسؤول تركي لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة أن عشرات العناصر المتخصصين في الاستجابة للكوارث باتوا في الجانب المصري من الحدود بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة الإسرائيلية لدخول القطاع الفلسطيني.
وتم تزويد الفريق المكوّن من 81 عنصراً والتابع لهيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) معدات بحث وإنقاذ متخصصة تشمل أجهزة للكشف عن مؤشرات الحياة وكلاب مدرّبة.
من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة الجمعة انتشال جثامين 280 فلسطينياً من تحت الأنقاض منذ سريان وقف إطلاق النار. وتقدر السلطات المحلية أن حوالى 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض في غزة.
وتوقع مصدر في حماس لفرانس برس أن يدخل الفريق التركي غزة بحلول الأحد.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، أعادت حماس 20 رهينة أحياء ورفات تسعة من 28 رهينة لقوا حتفهم، إلى جانب جثة أخرى قالت إسرائيل إنها ليست لرهينة سابق.
وقالت الحركة في بيان لها الليلة الماضية إن “إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها”، مؤكدة التزامها بتسليم الجثث الباقية.
من جانبه، طالب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الخميس الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أبرم مع حماس إن لم تسلّم جثث الرهائن الـ19 المتبقية.
وقال ترامب الأربعاء في إشارة الى حماس “إنّهم ينقّبون. هم يجدون الكثير من الجثث”.
الجنائية الدولية ترفض استئناف إسرائيل
صدر الصورة، Reuters
رفضت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة الاستئناف الذي قدّمته إسرائيل لإلغاء مذكّرتَي توقيف أصدرتهما بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وفي قرار تصدر عناوين الصحف العالمية، قضت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن هناك “أسباباً معقولة” تدعو إلى الاعتقاد أن نتنياهو وغالانت يتحملان “مسؤولية جنائية” عن “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرات توقيف بحق ثلاثة من كبار قادة حركة حماس لكنها أسقطتها بعد مقتلهم.
وأثارت مذكرتا التوقيف بحق نتنياهو وغالانت غضباً في إسرائيل والولايات المتحدة التي فرضت مذاك عقوبات على مسؤولين بارزين في المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت إسرائيل طلبت من المحكمة في مايو/أيار الماضي إلغاء مذكّرتَي التوقيف بينما كانت تراجع تحدياً منفصلاً بشأن ما إذا كانت المحكمة الجنائية الدولية لديها اختصاص في هذا الشأن.
ورفضت المحكمة الطلب الإسرائيلي في 16 يوليو/تموز مقدّرة أنه “لا يوجد أساس قانوني” لإلغاء مذكّرتَي التوقيف حتى تُبَت مسألة الاختصاص القضائي.
وبعد أسبوع، سعت إسرائيل للحصول على استئناف للحكم، لكن القضاة قضوا الجمعة بأن “القضية، كما صاغتها إسرائيل، ليست قابلة للاستئناف”.
“مهمّة هائلة”
صدر الصورة، Reuters
أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة السبت أن إدخال المساعدات الطارئة إلى القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب على مدى عامين “مهمة هائلة”.
وخلال زيارته لمدينة غزة، قال فليتشر إنه عاين حجم الدمار، وقال لوكالة فرانس برس في حي الشيخ رضوان “جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت معظم هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة تحول إلى أرض خلاء”.
وأضاف: “لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوماً لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يومياً، والبدء في إعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس”.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الجمعة أنه تمكّن من نقل نحو 3,000 طن من المواد الغذائية إلى غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التطبيق.
لكنه حذّر من أن الحد من “المجاعة” في قطاع غزة سيتطلب وقتاً، مشيراً إلى أنه يتعيّن فتح كل المعابر “لإغراق غزة بالغذاء”.
وتنص خطة ترامب بشأن غزة المكوّنة من عشرين نقطة على استئناف إيصال المساعدات فيما تنتظر المنظمات الدولية إعادة فتح معبر رفح في جنوب القطاع.
وتشمل المراحل التالية “نزع سلاح حماس ومنح العفو لقادتها الذين يسلمون أسلحتهم، ومواصلة الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء حكم لغزة بعد الحرب”، وهي أمور ما زالت قيد البحث.
لكن حماس تستنكر حصول “العديد من الانتهاكات” وتحدثت عن مقتل 28 مدنياً بنيران إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار.
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل نحو 1,200 شخص معظمهم من المدنيين، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي قطاع غزة، أودت الحرب بحياة ما لا يقل عن 67,967 شخصاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.





اضف تعليقك