صدر الصورة، Getty Images
بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد، يتجدد النقاش بين السوريين حول ما تحقق خلال هذا العام، وما إذا كانت البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وأهم التحديات التي تواجه سوريا خلال الفترة القادمة.
وشهدت سوريا، بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحوّلات كبيرة على مدار عام كامل، كان أبرزها رفع معظم العقوبات المفروضة على البلاد وإعادة اندماج سوريا في المجتمع الدولي.
ومثلت زيارة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أحد أبرز دلالات التغيير الذي حدث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
إذ كانت زيارة الشرع أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ استقلال البلاد عام 1946.
ورفعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا، خلال فترة حكم الرئيس السابق، بشار الأسد.
وداخليا، شهدت سوريا، في أكتوبر/تشرين الأول 2025، أول انتخابات تشريعية بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وجرت الانتخابات بطريقة الاقتراع غير المباشر، إذ دعت اللجنة العليا للانتخابات نحو ستة آلاف عضو من أعضاء الهيئة الانتخابية في خمسين منطقة موزعة على المحافظات المختلفة، لاختيار 120 عضوا من أعضاء مجلس الشعب البالغ عدد مقاعده 210 مقاعد.
وجرت الانتخابات في غالبية محافظات سوريا، باستثناء محافظات السويداء والرقة والحسكة، لأسباب وصفتها وزارة الداخلية السورية بـ “الأمنية”.
وعلى المستوى الاقتصادي، شهد الاقتصاد السوري تحسنا ملحوظا خلال هذا العام، في ظل انخفاض أسعار الكثير من السلع الأساسية، وارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
وعلى الرغم من هذه التغييرات التي تُوصف بالإيجابية، واجهت سوريا عدة تحديات على مدار العام المنصرف لعل من أبرزها عدم الاستقرار الأمني ووضع الأقليات.
وكانت محافظة السويداء قد شهدت، في يوليو/تموز 2025، اشتباكات بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، راح ضحيتها مئات القتلى. واتهمت قيادات درزية عناصر من القوات الأمنية بالمشاركة في أعمال العنف.
وسبق ما جرى في محافظة السويداء، أعمال عنف أخرى في منطقة الساحل، مارس/آذار 2025، راح ضحيتها مئات القتلى من أبناء الطائفة العلوية وعناصر أمنية.
وخلص تقرير لجنة الأمم المتحدة بشأن سوريا، صدر في أغسطس/آب 2025، إلى أن أعمال العنف التي جرت في الساحل كانت “ممنهجة وواسعة النطاق”.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات اُرتكبت من قبل “عناصر قوات الحكومة المؤقتة وأفراد عاديين عملوا إلى جانبهم، وكذلك من قبل مقاتلين موالين للحكومة السابقة”.
وتتهم أقليات دينية وعرقية الحكومة السورية بعدم التعامل بجدية حقيقية مع الانتهاكات ومرتكبيها. في المقابل، تؤكد الحكومة السورية أنها “تعاقب كل من يثبت تورطه في أعمال عنف بصرف النظر عن هويته وانتمائه”.
وتواجه الحكومة الانتقالية في سوريا معضلة حصر السلاح بيد الدولة، إذا تُصر بعض الفصائل المسلحة على رفض تسليم سلاحها.
ووقعت الحكومة السورية الانتقالية، في مارس/آذار 2025، اتفاقا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي قوات يغلب عليها المكون الكردي.
ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، وكذلك دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز.
وتُطالب قوات سوريا الديمقراطية بنظام حكم لامركزي، وهو ما ترفضه الإدارة السورية في دمشق.
وخارجيا، تمثل تجاوزات إسرائيل وعدم احترامها لسيادة سوريا أحد أهم التحديات التي تواجه سوريا خلال الفترة القادمة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يأمل السوريون أن تشهد الفترات القادمة المزيد من الاستقرار في بلادهم.
- ما الذي تحقق في سوريا بعد مرور عام من سقوط نظام الأسد؟
- ما أبرز التحديات التي تواجه سوريا خلال الفترة القادمة؟
- كيف يمكن تهدئة مخاوف الأقليات في سوريا؟
- وكيف تقيمون أداء الشرع وحكومته بعد عام من إدارة المرحلة الانتقالية؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.
Source link




اضف تعليقك