كيف تتغلبين على «الكسل المزمن» وتستعيدين طاقتك كل يوم؟
#صحة
زهرة الخليج – الأردن
اليوم
تخيّلي صباحاً هادئاً، والضوء يتسلل برفق عبر ستائر غرفتك، وفنجان قهوتك الدافئ إلى جانبك، بينما تتمددين على سريركِ دون أي التزام بالعمل، أو الرسائل أو الاجتماعات. يبدو المشهد كأنه حلم صغير، لكنه اليوم أصبح أسلوب حياة حديثاً، يُعرف باسم «الاسترخاء في السرير»، فهو ثوب من أثواب الكسل الحديث.
ما بدأ كتقليد غريب على منصات التواصل الاجتماعي، أصبح ملاذاً لكثيرات من النساء العاملات، الباحثات عن لحظات سلام وسط ضغوط الحياة اليومية. لكن وراء هذه اللحظات الدافئة، تطرح الأسئلة نفسها: هل يمكن أن يكون هذا الاتجاه مفيداً بالفعل لصحتكِ الجسدية والنفسية؟.. أم أنه يحمل في طياته مخاطر خفية قد تؤثر على جسدكِ وعقلكِ؟
-

كيف تتغلبين على «الكسل المزمن» وتستعيدين طاقتك كل يوم؟
ما الاسترخاء في السرير بالضبط؟
الاسترخاء في السرير هو أن تخصصي يومكِ بالكامل للراحة التامة، بعيداً عن العمل، أو الدراسة، أو أي مهام منزلية. ويمكن أن يشمل ذلك: مشاهدة مسلسلاتكِ المفضلة، أو اللعب، أو النوم أو مجرد الاستمتاع بالهدوء التام. إنه نوع من الرفاهية المقصودة، حيث يتحوّل السرير من مجرد مكان للنوم إلى ملاذ يعيد شحن طاقتكِ الجسدية، والعاطفية.
فوائد صحية عند ممارسة واعية:
إذا تمّ الاسترخاء في السرير بطريقة مدروسة، فيمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على جسدكِ وعقلكِ، مثل استعادة الطاقة؛ فالراحة تمنح العضلات والمفاصل والجهاز العصبي فرصة للتعافي من ضغوط الحياة اليومية.
كما يمكن لهذا السلوك تعويض النوم، من خلال استخدام وقت الراحة للنوم، أو القيلولة؛ ما قد يخفف آثار نقص النوم المزمن، ويدعم جهاز المناعة. وأيضاً تخفيف التوتر النفسي؛ فوقت الهدوء يمنحكِ فرصة لتقييم مشاعركِ، والتواصل مع ذاتكِ الداخلية، ما يعزز الوضوح الذهني، والصفاء العاطفي. وبالنسبة للنساء اللواتي يعانين الإرهاق أو الاحتراق النفسي، يمكن أن يكون يوم الراحة، هذا، بالضبط ما تحتاجينه لتجديد طاقتكِ.
متى يصبح الاسترخاء في السرير مشكلة؟
بينما يبدو الأمر ممتعاً، يمكن أن تتحول هذه العادة إلى نمط ضار؛ إذا أصبحت مستمرة أو طريقة للهروب من التحديات، ما يسبب مشاكل جسدية من خلال البقاء في نفس الوضعية لفترات طويلة؛ ما قد يؤدي إلى آلام الرقبة، والظهر، والوركين، وتيبس المفاصل.
وقد تنتج اضطرابات النوم؛ فاستخدام السرير للراحة طوال اليوم قد يخل نظام النوم الطبيعي، ويؤدي إلى أرق مزمن. وأيضاً احتمالية زيادة الوزن بسبب قلة الحركة واردة؛ فهي تعني استهلاكاً منخفضاً للطاقة، ما قد يسهم في زيادة الوزن.
وعن التأثير النفسي من خلال الاعتماد على السرير للهروب من المسؤوليات اليومية؛ فقد يزيد القلق والشعور بالذنب أو الانعزال. فإذا شعرتِ بأنكِ بحاجةٍ إلى قضاء اليوم في السرير؛ لتتمكني من مواجهة حياتكِ اليومية، فهذا مؤشر إلى وجود مشكلة أعمق.
-

كيف تتغلبين على «الكسل المزمن» وتستعيدين طاقتك كل يوم؟
كيف تصنعين تجربة صحية للاسترخاء في السرير؟
السر في الاستفادة من هذا الاتجاه يكمن في الوعي، والاعتدال.. إليك بعض النصائح:
– حدّدي وقتاً واضحاً: خصصي فترة محددة للراحة، ولا تتجاوزيها.
– حركي جسدكِ بين حين وآخر: تمدّدي، واذهبي إلى الحمام، أو امشي لبضع دقائق؛ لتجنب تيبس العضلات.
– انتقي أنشطتكِ بعناية: القراءة أو التأمل أفضل من تصفح وسائل التواصل لساعات طويلة، الذي قد يزيد الإجهاد العقلي.
– راقبي نمطكِ: لاحظي متى تلجئين للسرير، والمشاعر أو العادات المصاحبة، كالأكل أو التفكير المفرط.
– قيمي شعوركِ بعد الراحة: هل خرجتِ من السرير، وأنتِ أكثر نشاطاً وانفتاحاً، أم مرهقة ومثقلة بالضغط النفسي؟.. إذا لم تشعري بالتحسن، فتوقفي عن هذه العادة، وأعيدي النظر في طريقة الراحة.
Source link





اضف تعليقك