نادين لبكي تستعد للعودة إلى الإخراج.. بعد سنوات من الغياب
#سينما ومسلسلات
زهرة الخليج – الأردن
اليوم
بعد فترة ابتعاد طويلة عن وجودها خلف الكاميرا، تتهيأ المخرجة اللبنانية، نادين لبكي، للعودة إلى عالم الإخراج السينمائي بمشروع جديد، تعمل على تطويره حالياً، في خطوة تُنهي مرحلة تلت النجاح العالمي اللافت لفيلمها الشهير «كفر ناحوم».
ورغم أن اسم لبكي ارتبط بإنجاز غير مسبوق في السينما العربية، بوصفها صاحبة الفيلم العربي الأعلى تحقيقاً للإيرادات على المستوى العالمي، إلا أن هذه القفزة الفنية حملت معها تحديات شخصية وإنسانية عميقة. فمرحلة ما بعد عام 2019، بكل ما حملته من جوائز واحتفاءات دولية، وسجادات حمراء، لم تكن سهلة على الصعيد النفسي والعاطفي بالنسبة لها.
-

نادين لبكي تستعد للعودة إلى الإخراج.. بعد سنوات من الغياب
وفي تصريحات سابقة، أدلت بها خلال مشاركتها في فعاليات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، أوضحت لبكي أن رحلة «كفر ناحوم» لم تكن خالية من التوتر؛ فالفيلم، الذي انطلق من «مهرجان كان»، محققًا إشادة نقدية واسعة قبل أن يصل إلى ترشيح تاريخي لجوائز «الأوسكار»، فتح الباب أمام نقاشات حساسة حول واقع الأطفال المهمشين في لبنان، كما أثار جدلاً بشأن الاستعانة بممثلين غير محترفين، عاشوا ظروفاً قريبة من قصص الفيلم نفسها.
ورغم حرص فريق العمل، لاحقاً، على تقديم الدعم للأطفال المشاركين وعائلاتهم، إلا أن ثقل التجربة ترك أثره الواضح على المخرجة، ما دفعها إلى اتخاذ قرار واعٍ بالابتعاد مؤقتاً عن الإخراج، والبحث عن مساحة هدوء، بعيدة عن ضغوط العمل السينمائي. وخلال هذه المرحلة، اتجهت نادين لبكي إلى التمثيل، وشاركت في أعمال لاقت رواجاً ملحوظاً، خصوصاً عبر منصات البث، ما سمح لها بالبقاء على تماسٍّ مع الجمهور، من دون خوض مسؤوليات الإخراج الثقيلة.
اليوم، وبعد ما يقارب سبع سنوات من التوقف، تؤكد لبكي أنها استعادت توازنها الشخصي والفني، وبدأت بالفعل كتابة سيناريو فيلم جديد، تخطط لتصويره خلال العام المقبل. وتشير إلى أن العمل القادم سيكون أكثر اتساعاً من حيث الرؤية والطرح، مع أحداث قد تتوزع بين أكثر من دولة، في توجه يعكس رغبتها في خوض تجارب سينمائية، تتجاوز الإطار المحلي.
عودة نادين لبكي المرتقبة تثير اهتمام الوسط السينمائي العربي والدولي، على حد سواء، وسط ترقب لمعرفة ملامح مشروعها الجديد، وما إذا كان سيحمل الروح الإنسانية نفسها، التي ميّزت أعمالها السابقة، برؤية أكثر نضجاً واتساعاً.
-

نادين لبكي تستعد للعودة إلى الإخراج.. بعد سنوات من الغياب
الفيلم العربي الأكثر نجاحاً في تاريخ السينما:
فيلم «كفر ناحوم»، العمل الروائي الطويل الثالث في مسيرة لبكي بعد: «سكر بنات»، و«وهلّق لوين؟»، تحوّل عام 2018 إلى نجاح جماهيري غير متوقّع للمخرجة اللبنانية، التي عُرفت بنهجها السينمائي المختلف. وقد نال الفيلم إشادة نقدية واسعة عند عرضه الأول في «مهرجان كان السينمائي»، في العام نفسه، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم، قبل أن يواصل مسيرته العالمية، ويحصل على ترشيح لجائزة «الأوسكار»، لأفضل فيلم أجنبي؛ لتصبح لبكي بذلك أول مخرجة عربية، تُرشَّح في هذه الفئة. غير أنّ المفاجأة الكبرى جاءت، لاحقاً، عند عرض الفيلم في الصين، حيث تحوّل العمل – الذي يروي قصة طفل لاجئ يعيش في أحياء بيروت الفقيرة، ويرفع دعوى قضائية ضد والدَيْه بتهمة الإهمال – إلى ظاهرة جماهيرية، ما دفع بإيراداته العالمية إلى تجاوز الـ68 مليون دولار.
لكن بالنسبة إلى لبكي، فإن امتلاك فيلم بهذا الحجم من النجاح والانغماس في الجوائز، لم يجلب بالضرورة السعادة التي كانت تتوقعها. بل على العكس تماماً، بحسب ما صرّحت به، خلال حديثها في جلسة «Variety Lounge»، التي أقيمت ضمن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي».
وكانت عملية تطوير الفيلم بحد ذاتها – وهو عمل قاسٍ، يغوص في واقع أطفال الشوارع المنسيّين في لبنان – طويلة ومؤثرة إلى حد بعيد. ومع موجة الإشادة التي رافقت عرضه، واجه «كفر ناحوم»، أيضاً، انتقادات واتهامات، تمثلت في أنه استغل ممثلين غير محترفين (إذ كان بطل الفيلم زين الرفيع نفسه لاجئاً، وأسهم في تشكيل القصة)، كما استغل معاناة الفقراء؛ لاستدرار التعاطف، وحصد الجوائز.
-

نادين لبكي تستعد للعودة إلى الإخراج.. بعد سنوات من الغياب
التراجع لهذا السبب:
بسبب العبء العاطفي الكبير، الذي خلفته هذه التجربة.. قررت لبكي التراجع خطوة عن الإخراج، والتركيز على التمثيل، فشاركت في أفلام، مثل: النسخة العربية من «Perfect Strangers»، وفيلم «The Sand Castle»، الذي عُرض العام الماضي، وكلاهما حقق نجاحاً لافتاً على منصة «نتفليكس».
وعن الفيلم الجديد، قالت: إنها تعمل عليه الآن، وسيبدأ التصوير العام المقبل. لكنه مشروع صعب، وسيستغرق بعض الوقت، سواء للتحضير أو التصوير، إذا كانت الظروف مناسبة، وإذا كانت هي نفسها في الحالة النفسية الصحيحة.
وخلافاً لأفلامها الثلاثة السابقة، التي سلطت الضوء على جوانب مختلفة من المجتمع اللبناني، أشارت لبكي هذه المرة – من دون الخوض في تفاصيل – إلى أنها تتجه نحو أفق أوسع، وقد تدور الأحداث في دول مختلفة.
Source link







اضف تعليقك