سكارليت جوهانسون.. بين الحب والمغامرة
#سينما ومسلسلات
زهرة الخليج – الأردن
اليوم
تعود هوليوود، بشغفٍ واضح، إلى استحضار الماضي، حيث يطلّ فيلم «Fly Me To The Moon» كواحد من أبرز الأعمال السينمائية، التي تجمع بين الرومانسية، والسياسة، ونظريات المؤامرة، في قالبٍ أنيق، وخفيف الظل، بأجندة أفلام الشتاء.
الفيلم، الذي بدأ يُعرض ابتداءً من 10 ديسمبر 2025، على منصة «apple tv»، ليس مجرد كوميديا رومانسية تقليدية، بل عمل ذكي يعيد قراءة واحدة من أكثر اللحظات حساسية في التاريخ الانساني عموماً، والأميركي خصوصاً: «الهبوط على سطح القمر عام 1969».
-

سكارليت جوهانسون.. بين الحب والمغامرة
سكارليت جوهانسون وتشانينغ تيتوم.. كيمياء لافتة:
الفيلم من إخراج غريغ بيرلانتي، المعروف بأعماله العاطفية ذات البعد الإنساني، مثل «Love, Simon»، ويعود بنا إلى ستينيات القرن الماضي، في قلب الحرب الباردة، حيث كانت الولايات المتحدة تخوض سباقاً محموماً مع الاتحاد السوفييتي؛ لإثبات تفوقها العلمي والتكنولوجي. وسط هذا المناخ المشحون بالسياسة والخوف والدعاية، تنسج القصة حكاية حب غير متوقعة، يقودها ثنائي يتمتع بكيمياء لافتة: سكارليت جوهانسون وتشانينغ تيتوم.
تجسد سكارليت جوهانسون شخصية «كيلي جونز»، خبيرة إعلانات ذكية وسريعة البديهة من نيويورك، تُستدعى لإنقاذ صورة «وكالة ناسا»، بعد سلسلة من الإخفاقات التي هزّت ثقة الرأي العام الأميركي، في وقت كانت فيه البلاد تعاني تبعات حرب فيتنام، وانقساماً داخلياً عميقاً. «كيلي»، بأسلوبها الجريء، وحضورها اللافت، لا تُخفي سحرها ولا تستخدمه عبثاً، بل توظفه بذكاء في لعبة العلاقات العامة، محاولةً «تجميل» فكرة الفضاء، وإعادة تقديم القمر كحلم أميركي جذاب.
منذ اللحظة الأولى، يلفت أداء جوهانسون الانتباه، ليس فقط بسبب حضورها الطاغي، بل أيضاً بسبب التحول البصري المدروس. فإطلالتها، من تسريحات الشعر إلى المكياج والأزياء، تستحضر بوضوح أيقونة الأنوثة في تلك الحقبة، مارلين مونرو، دون الوقوع في فخ التقليد المباشر. إنها امرأة قوية، مستقلة، تدرك جيداً قواعد اللعبة في عالم يسيطر عليه الرجال.
وعلى الطرف المقابل، يظهر تشانينغ تيتوم بدور «كول ديفيس»، مدير برنامج أبولو في ناسا، وطيار عسكري سابق، كرجل صارم، قليل الكلام، يحمل داخله جراحاً نفسية عميقة، نتيجة فقدان زملائه خلال مهمات فضائية سابقة. ديفيس يمثل الوجه الآخر لأميركا: الجدية، الانضباط، والخوف من الفشل أمام العالم. ومنذ اللقاء الأول بينه وبين «كيلي»، تتصادم العوالم، وتبدأ لعبة «شدّ وجذب» تجمع بين السخرية، والتحدي، والانجذاب المتبادل.
-

سكارليت جوهانسون.. بين الحب والمغامرة
ورغم أن الفيلم يحمل كل مقومات الكوميديا الرومانسية الكلاسيكية (شخصيتان متناقضتان، وحوار ذكي، وشخصيات ثانوية محببة، وصراع ينتهي بحب)، إلا أن ما يميّزه حقاً هو الخلفية غير المألوفة للأحداث. فالقصة تستند إلى واحدة من أشهر «نظريات المؤامرة» في التاريخ الحديث: الادعاء بأن الهبوط على القمر تم تصويره في استوديو سينمائي، بإشراف المخرج الراحل ستانلي كوبريك.
وعلى المستوى البصري، ينجح «Fly Me To The Moon» في صنع عالم متكامل، يعكس روح الستينيات بدقة لافتة. الأزياء المستوحاة من تلك الحقبة، التي تذكر بسلسلة «Mad Men»، تضيف بعداً جمالياً غنياً، فيما تأتي الموسيقى التصويرية مفعمة بالحيوية، وتعكس التفاؤل والقلق في آنٍ. أما ديكورات «ناسا»، فقد صُممت بعناية؛ لتظهر واقعية إلى حدّ يضع المشاهد فعلاً خلف كواليس واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ البشرية.
لكن، رغم كل هذه العناصر، يبقى الرهان الأكبر للفيلم هو العلاقة بين بطلَيْه. فالكيمياء بين سكارليت جوهانسون وتشانينغ تيتوم ليست مصطنعة، بل طبيعية، ونابضة، وتُعيد إلى الأذهان ثنائيات سينمائية كلاسيكية، كانت تعتمد على الحضور أكثر من المبالغة. وكلاهما يدرك قوته كنجم، ويستخدمها بمرح وذكاء، دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
Source link





اضف تعليقك