تنطلق اليوم الاثنين أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو جنوب شرقي البرازيل؛ حيث يجتمع قادة من الدول صاحبة أكبر 20 اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأفريقي.
هذا التجمع الاقتصادي الضخم، الذي من المقرر أن يستمر على مدى يومين، يحسر الضوء عن الولايات المتحدة، لا سيما بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتبنى “خطاً انعزاليا”.
ومع ذلك، يحضر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن القمة التي من المقرر أن يلتقي على هامشها نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا.
ويلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش القمة، ويسعى ستارمر إلى بناء علاقة “نفعية” مع الصين.
ويعدّ هذا اللقاء هو الأول بين رئيس وزراء بريطاني والرئيس الصيني منذ فبراير/شباط 2018.
وتفيد التقارير بأن الرئيس الصيني سيقيم مدة خمسة أيام في البرازيل، حيث سيوقّع مع لولا دا سيلفا اتفاقات تجارية واستثمارية.
ويرصد الرئيس البرازيلي لهذه القمة ثلاثة أهداف: أولها محاولة إقناع القادة المجتمعين بفرض ضريبة عالمية على أرباب المليارات؛ وثانيها تشكيل تحالف للحدّ من الجوع والفقر؛ وثالث تلك الأهداف هو إصلاح منظمات دولية كالأمم المتحدة بحيث تمنح الدول النامية مزيدا من الثقل.
إضافة إلى ذلك، يرغب الرئيس البرازيلي في أن تقوم الدول الغنية بتمويل مشاريع الطاقة الخضراء في البلاد الفقيرة.
ويرى مراقبون أن هذه الأهداف الطموحة ستواجه مزيدا من الصعوبات بعد عودة ترامب للبيت الأبيض.
فما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين هذه الدول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورامحوريا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويا في إحدى الدول الأعضاء فيها. وكان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في الدول الأعضاء في مجموعة السبعة الكبار قد قرروا في قمة المجموعة عام 1999 توسيع المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين.
وجاء القرار حين ساد الاضطراب أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية في ذلك العالم. لكن في أعقاب الازمة المالية العالمية عام 2008 تم رفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤساء.
- إنتاج المجموعة يمثل 80 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي.
- حصة المجموعة من حجم التجارة العالمية 75 بالمئة.
- مجموع سكان هذه الدول يمثل ثلثي سكان الكرة الأرضية.
أعضاء المجموعة
الاتحاد الأوروبي ،الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، بريطانيا، والولايات المتحدة.
وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدي دولة الرئاسة دورا قياديا في إعداد برنامج الرئاسة وفي تنظيم قمّة القادة التي يحضرها قادة الدول أو الحكومات. وفي القمة يصدر القادة بيانا ختاميا بناء على الاجتماعات التي تعقد طوال العام.
المنظمات والهيئات الدولية التي تحضر القمة
صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة التجارة الدولية، مجلس الاستقرار المالي، منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، منظمة العمل الدولية، والأمم المتحدة. كما يحق لرؤساء الدول المشاركة في القمة دعوة زعماء من خارج المجموعة.
المجموعة ليست منظمة دولية لكنها أشبه بمنتدى غير رسمي وبالتالي المجموعة لا تتخذ قرارات ملزمة قانونيا للدول الأعضاء في المجموعة. كما لا تملك المجموعة سكريتارية دائمة او موظفين ثابتين، والرئاسة فيها دورية.
ومنذ الأزمة المالية العالمية 2008 باتت القمة سنوية ويحضرها وزراء المالية ومديرو البنوك المركزية في الدول الأعضاء في المجموعة.
القضايا التي تتناولها لقاءات المجموعة
- نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليها لمنع تكرار الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم عام 2008 وعدم ترك أي قطاع من السوق المالية العالمية بعيدا عن الرقابة، ومحاربة التهرب الضريبي وتفادي المنافسة عن طريق تخفيض الضرائب.
- التركيز على تحقيق نمو دائم ومستمر ومتوازن للاقتصاد العالمي وتعزيز فرص التشغيل والتوظيف. ومنذ قمة واشنطن التي عقدت عام 2008 أصبحت التجارة العالمية أحد أهم البنود على جدول أعمال قمة المجموعة بسبب العلاقة الوثيقة بين حرية التجارة العالمية والحد من البطالة.
- التغيير المناخي، سياسات التنمية، أسواق العمل وقوانينها، نشر التقنية، الهجرة وقضية اللجوء ومحاربة الإرهاب.
هل مجموعة العشرين ناجحة؟
قيل إن صغر حجم المجموعة يمكن أن يكون نقمة ونعمة.
فقد يعني وجود عدد قليل من القادة المشاركين أنه يمكن اتخاذ القرارات بسرعة أكبر.
لكن قيل إن استبعاد عدد كبير من البلدان من المناقشات المهمة ليس عادلا حيث لا تتم دعوة حوالي 170 دولة لحضور الاجتماعات.
كما يعتبرها البعض “مكلمة”، حيث أنها لا تسفر إلا عن تقدم حقيقي ضئيل.
لا توجد تصويتات رسمية في الاجتماعات واتفاقياتها ليست ملزمة قانونا. ومع ذلك، قيل إنه إذا لم تكن قمة العشرين موجودة لتطلب الأمر اختراعها.
وفي كثير من الأحيان تجري مظاهرات كبيرة خلال القمة.
وفي عام 2009، قتل إيان توملينسون، بائع الصحف، في احتجاجات مجموعة العشرين في لندن بعد أن علق في الاحتجاجات وهو في طريقه إلى المنزل.
وخرج آلاف المتظاهرين في مسيرة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 2018 للاحتجاج على السياسات الاقتصادية لمجموعة العشرين.
Source link
اضف تعليقك