أعلن الجيش الروسي أنه يساعد الجيش السوري في “صد” فصائل معارضة في ثلاث محافظات في شمال البلاد.
وقال الجيش الروسي في بيان مقتضب على موقعه إن “الجيش العربي السوري، بمساعدة من القوات الجوية الروسية، يواصل عمليته الهادفة إلى صد العدوان الإرهابي في محافظات إدلب وحماة وحلب”.
وأضاف “خلال اليوم الماضي، تم تنفيذ ضربات صاروخية وقصف على أماكن تجمع فيها ناشطون أو ضمت معدات”، لافتاً إلى “تصفية 320 ناشطاً” على الأقل.
وأعلنت روسيا في وقت هذا الأسبوع أنها قصفت مواقع لفصائل معارضة في سوريا، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها استخدمت مقاتلات ضربت أقساماً من حلب للمرة الأولى منذ 2016.
بدورها، قالت منظمة “الدفاع المدني السوري” التي تنشط في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية والتي تعرف اختصاراً باسم “الخوذ البيضاء”على منصة إكس، إن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا في شمال غرب سوريا في غارات جوية نفذتها الحكومة السورية وروسيا الأحد.
على صعيد متصل، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظيره التركي هاكان فيدان، الأحد، لمناقشة “الحاجة إلى وقف التصعيد” في سوريا، بعد أن سيطرت فصائل المعارضة على مناطق عدة في الأيام الأخيرة.
وشدد بلينكن خلال الاتصال مع فيدان على “ضرورة وقف التصعيد وحماية أرواح المدنيين والبنى التحتية”، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، الأحد، مقتل وإصابة عشرات المسلحين في قصف سوري روسي مشترك على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب، في وقت أرسل فيه الجيش السوري تعزيزات “ضخمة” إلى مدينة حماة وعززت مواقعها في محيط المدينة وجبل زين العابدين المطل على المدينة من جهة الشمال.
وبينما تواصل فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” فرض سيطرتها على العديد من المدن والبلدات في ريف حماة الشمالي، أعلنت الفصائل حظر التجوال في مدينة حلب من الساعة 7 من مساء اليوم الأحد بتوقيت سوريا حتى 7 من صباح الاثنين.
وقالت إن القرار يأتي “حفاظاً على سلامة أهلنا في المدينة وتأمينا للممتلكات الخاصة والعامة من العبث”.
وقال الجيش إن قواته تتصدى لهجوم الفصائل المسلحة في عدة مناطق بشمال غرب البلاد، وأكد أنه سينتقل “قريبا” إلى الهجوم المضاد لاستعادة جميع المناطق وتحريرها من هذه الفصائل.
كما أكدت وزارة الدفاع السورية وصول قوات وطوافات صواريخ وآليات عسكرية ثقيلة إلى شمال حماة لملاقاة “مقاتلي المعارضة”.
وكانت القوات الحكومية السورية قد انسحبت من حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، بعد هجوم مفاجئ من هيئة تحرير الشام، التي أسسها تنظيم الدولة الإسلامية، ثم انضمت إلى تنظيم القاعدة وانفصلت عنه منذ سنوات لتتحالف مع تنظيمات أخرى مسلحة وتشكل المعارضة المسلحة في سوريا.
إيران: سوريا ستنتصر كما المرات السابقة
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دمشق مساء الأحد لمناقشة الوضع العسكري مع المسؤولين السوريين، بعد الهجوم المفاجئ لقوات المعارضة المسلحة يوم الأربعاء الماضي.
وقال عراقجي خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد إن الوضع في سوريا “صعب” لكنه واثق من أن الحكومة ستنتصر كما حدث في المرات السابقة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.
من جانبه، أكد الأسد لوزير خارجية إيران على “أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في مواجهة الهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج”، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة.
ومن المقرر أن ينتقل عراقجي من دمشق إلى أنقرة، لبحث الموقف مع المسؤولين الأتراك أيضا، خاصة أن تركيا “تلعب دوراً كبيراً” في دعم المعارضة السورية المسلحة.
ووصف عراقجي، في وقت سابق، التحركات الأخيرة للفصائل المسلحة في سوريا، بأنها جزء من مخطط “صهيوني- أمريكي” يهدف لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا، في اتصال مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
من جانبها نفت الولايات المتحدة، أي علاقة بالهجوم الذي قادته “منظمة مصنفة أنها إرهابية”، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت، الأحد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته لمجندين جدد في قاعدة بوسط إسرائيل الأحد إن إسرائيل تراقب عن كثب التطورات في سوريا، بحسب ما نقلت رويترز.
أما بريطانيا، فألقت باللوم على الرئيس بشار الأسد في “التصعيد” في الحرب السورية التي شهدت “سقوط مدينة حلب في أيدي قوات المتمردين”، بحسب بيان للخارجية البريطانية نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت الوزارة في بيانها “إن نظام الأسد خلق الظروف للتصعيد الحالي من خلال رفضه المستمر للمشاركة في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران”، داعية الجانبين إلى “حماية أرواح المدنيين والبنية التحتية”.
مشاعر “مختلطة بين الأمل والقلق”
وصف فريق بي بي سي للمتابعة الإعلامية الوضع في حلب بأنه محكوم بمشاعر مختلطة بين الأمل والقلق، حيث تتجه الأنظار إلى مستقبل “غير واضح” في ظل التطورات المستمرة.
وبعد سنوات من النزوح، يقول الفريق نقلاً عن شهود عيان إن بعض سكان المدينة بدأوا بالعودة إلى منازلهم، كـ”فرصة لإعادة بناء حياتهم”، إلا أن الحذر ما زال يهيمن على البعض الآخر “بسبب التغيرات المستمرة في السلطة والسيطرة على المدينة”، بحسب قوله.
وقال إن الفصائل المسلحة تسعى إلى “تطمين المدنيين” وتؤكد لهم أن الظروف ستتحسن.
وعلى صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً قتلوا في غارة على مستشفى في حلب، بينما أسفرت غارة داخل مدينة إدلب في شمال غرب البلاد عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وقال المرصد، ومقره لندن، إن ما لا يقل عن 372 شخصاً قُتلوا منذ بدء الهجوم الكبير في شمال غرب سوريا يوم الأربعاء.
في حين قال التلفزيون الرسمي السوري بأن الجيش “قتل نحو 1000 مسلح خلال الأيام الثلاثة الماضية”.
وفر المئات من سكان حلب خوفا من انتقام التنظيمات المسلحة، وأظهرت الصور الطرق المؤدية إلى خارج حلب مزدحمة بالسيارات يوم السبت، بينما حاول الناس المغادرة، والدخان يتصاعد من أفق المدينة.
وعاشت سوريا هدوءاً نسبياً منذ وقف إطلاق النار المتفق عليه في عام 2020، لكن قوات المعارضة حافظت على السيطرة على مدينة إدلب الشمالية الغربية ومعظم المحافظة المحيطة بها.
تقع إدلب على بعد 55 كيلومتراً فقط من حلب، التي كانت معقلا للتنظيمات المسلحة حتى استعادتها الحكومة السورية بدعم روسي في عام 2016.
Source link
اضف تعليقك