#تنمية ذاتية
زهرة الخليج – الأردن
اليوم
لا شك في أن الكثير من الأشياء يمكن شراؤها بالمال، إلا أن راحة البال والصحة والسعادة ليست أشياء يمكن شراؤها، بل هي عقلية وطريقة حياة، تتشكلان من خلال اختياراتنا وعاداتنا. ومع ذلك، ما زال الكثيرون منا يعتقدون أن المزيد من المال يساوي المزيد من السعادة. ففي حين أننا في بعض الأوقات بحاجة للمال؛ لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، وما نرغب بفعله، إلا أن المال ليس مرتبطاً دائماً بحصولنا على السعادة.
بعبارةٍ أخرى: هناك الكثير من الأمور، التي تشعرنا بالسعادة، ولا يمكن شراؤها أو الحصول عليها أو استعادتها بالمال، كالمشاعر والذكريات والأصدقاء والزمن والصحة. والحقيقة الوحيدة هي أنه في حين أن المال يمكن أن يجعل الحياة أسهل بالتأكيد، فإن عاداتنا اليومية هي التي تحدد في النهاية مدى شعورنا بالرضا. فإذا وجدت نفسكِ يوماً ما تطاردين الأشياء المادية، أو تقلقين بشأن ما لا تملكينه، فقد حان الوقت لإعادة التقييم.
نشارككِ مجموعة من العادات، التي تمنعكِ من عيش حياة سعيدة، بغض النظر عن وضعكِ المالي، حيث إن التخلي عنها يضعكِ على طريق الرضا الحقيقي.
العيش بما يتجاوز إمكانياتك:
هناك شخص، دائماً، يشتري أحدث الأدوات، ويقضي إجازات رائعة، ويتناول الطعام في المطاعم الراقية، وكل هذا بينما يشتكي من مدى إفلاسه، والأمر المثير للدهشة هو أنه ليس أكثر سعادة منكِ. إن العيش بما يتجاوز إمكانياتكِ عادة يؤدي إلى الكثير من التوتر والحزن، إنها حلقة مفرغة مستمرة من الشراء، والرغبة في المزيد، دون الشعور بالرضا أبداً. لذا، إذا أردت أن تكوني سعيدةً دون أن يكون لديكِ الكثير من المال، فهذه هي العادة، التي يجب أن تودعيها، وعليكِ البدء بإنشاء ميزانية، والالتزام بها، وتعلمي التمييز بين رغباتكِ واحتياجاتكِ، والأهم من ذلك تعلمي أن تجدي الفرح في الأشياء التي لديكِ بالفعل.
مقارنة نفسك بالآخرين:
المقارنة الدائمة، كقول: «لي صديقة لديها منزل جميل وسيارة فاخرة، وتذهب في إجازات فاخرة كل عام»، تجعلكِ تشعرين بالحزن، ولكن تعلمي ألا تحكمي على المظاهر فقط، إذ قد تكون أقل سعادة منكِ، ولديها الكثير من الضغوط الأخرى. وتذكري أن السعادة لا تعني امتلاككِ أكثر مما يمتلكه الآخرون، أو محاولة مواكبة المعايير المجتمعية، بل تعني أن تكوني راضيةً بما لديكِ، وبما وصلت إليه في الحياة. لذا إذا كنتِ تريدين أن تكوني سعيدةً دون أن تمتلكِي الكثير من المال، فتوقفي عن مقارنة نفسكِ بالآخرين، وركزي بدلاً من ذلك على ما يجعلكِ سعيدةً، وما يعطي لحياتك معنى.
إهمال صحتكِ:
إن ممارسة الرياضة بانتظام هي واحدة من أكثر الطرق فاعلية؛ لتحسين مزاجك وتقليل التوتر، وبالتالي إهمال صحتكِ؛ لأنكِ تركزين على توفير المال، يمكن أن يؤدي إلى التعاسة على المدى الطويل، حيث يساهم الجسم السليم في صحة العقل، وعندما تشعرين بالرضا جسدياً، فمن المرجح أن تشعري بالرضا عاطفياً أيضاً. ويمكنكِ البدء بالمشي حول الحي الذي تعيشين فيه، أو ممارسة التمارين الرياضية في المنزل، أو طهي وجبات صحية من الصفر.
التعلق بالممتلكات المادية:
هذا لا يعني أنك بحاجة إلى التخلي عن جميع ممتلكاتكِ، لكن يتعلق الأمر بفهم أن الممتلكات المادية مؤقتة، ولا تحدد قيمتكِ أو سعادتكِ. أي أن عدم التعلق بذلك المعنى هو أحد أسباب السعادة، وإذا بحثنا في الأمر فإن التعلق يجعلكِ في خوف دائم من الفقد، كما يجعلكِ حزينة عند الفقد. لذا، تحرري من تلك الفكرة.
الفشل في التعبير عن الامتنان:
نعتقد بمجرد تحقيق هدف معين أو شراء شيء معين، أننا سنشعر بالسعادة في النهاية، لكن بمجرد الحصول على ما نريده ننتقل إلى الشيء التالي، أي أنها دورة لا تنتهي أبداً، وتترك لدينا الشعور بالفراغ، وعدم الرضا. وما يجب فعله هنا، هو الاحتفاظ بمذكرات الامتنان، وفي كل ليلة قبل الذهاب إلى الفراش، اكتبي ثلاثة أشياء تشعرين بالامتنان لها، ويمكن أن تكون شيئاً بسيطًا، مثل: فنجان جيد من القهوة، أو محادثة مع صديق، فبدلاً من التركيز على ما لم يكن لديكِ، ابدئي بتقدير ما لديكِ.
إذا أردت أن تكوني سعيدةً دون امتلاك الكثير من المال، فإن ممارسة الامتنان أمر لا بد منه، فهي تساعدكِ على تقدير الوفرة في حياتكِ، وتحول تركيزكِ من النقص إلى الوفرة.
Source link
اضف تعليقك