هرب كارلوس غصن من اليابان يوم 29 ديسمبر عام 2019، بعد أن أمضى عيد الميلاد تحت الإقامة الجبرية، حيث اتهمت المحاكم الدولية غصن الزعيم السابق لنيسان ورينو وميتسوبيشي بمجموعة من الجرائم المالية البحتة، وبعضها لا يزال قيد التقاضي، ولم تتم إدانته رسميًا بأي جريمة، وحتي الان فهوا بريء حتى تثبت إدانته، بالإضافة إلي إنه هو أفضل رجل لإصلاح ستيلانتيس.
ولكن هل يمكن لـ كارلوس غصن إنقاذ ستيلانتيس، وذلك لأنه في عام 1998، تحولت كرايسلر إلى دايملر كرايسلر، وتحولت بعد لك إلى فيات كرايسلر، والآن ستيلانتيس، حيث حققت لستيلانتس نجاحات هائلة، ولكنها في ستتعرض لخطر قادم وستكون بحاجة إلي منقذ .
– هل نرى كارلوس غصن في ستيلانتيس
أصلح لي إياكوكا الأمر، وأصلح سيرجيو ماركيوني الأمر، ولكن على الرغم من أنه كان من أتباع غصن، وليس من السهل أن ننسى سلسلة النجاحات التي لا هوادة فيها التي حققها غصن، حيث بدأ حياته المهنية في مجال السيارات كمهندس مبتدئ في ميشلان عام 1978، وبحلول عام 1990، كان يدير عملياتها في أمريكا الشمالية، وبعد فترة وجيزة أصبح أحد كبار المديرين التنفيذيين في شركة رينو، وبعد اندماجها مع نيسان، أصبح الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الأخيرة في يونيو من عام 2001.
وسحبت نيسان من حافة الهاوية في عام 1999، حيث كانت شركة صناعة السيارات اليابانية غير مربحة تقريبًا مع ديون تزيد عن 20 مليار دولار، ولكن مع حلول عام 2002، اختفت الديون، وبحلول عام 2003، كان لدى نيسان بعض من أفضل الهوامش في الصناعة بأكملها، وبحلول عام 2005 زادت مبيعاتها العالمية بأكثر من مليون وحدة.
– نجاحات كبيرة حققها كارلوس غصن مع نيسان
ظهرت سيارة نيسان ليف قبل عامين كاملين من ظهور تسلا موديل إس، ورأى غصن الكتابة على الحائط فيما يتعلق بالكهرباء كما لم يفعل أي مسؤول تنفيذي آخر في صناعة السيارات و في عام 2017، باعت نيسان ضعف عدد السيارات الكهربائية التي باعتها شركة إيلون ماسك الناشئة في كاليفورنيا .
وبعد فترة وجيزة من رحيل غصن عن نيسان، دخلت الشركة في دوامة الموت باستثناء عام 2023، انخفضت المبيعات كل عام منذ استقالته من منصب الرئيس التنفيذي في عام 2017، وكانت مكاسبها في عام 2023 متواضعة، وفشلت في منع محاولة يائسة للاندماج مع هوندا، وهذا التحالف التاريخي بين شركتين يابانيتين مستقلتين لصناعة السيارات ليس من أجل ميزة استراتيجية، وذلك لان نيسان تكافح من أجل البقاء.
ومن غير المرجح أن يعود غصن أبدًا إلى علامة تجارية يابانية، لكن يبدو أن ستيلانتيس مناسبة تمامًا لعودته خلال هذه الفترة، بالإضافة إلي ان غصن يتحدث الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية بطلاقة، وأثناء فترة عمله في رينو ونيسان، كان يسافر حول العالم لإخماد الحرائق وملاحقة الفرص، ويتمتع بخبرة واسعة في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.
كما ان غصن أحد أكثر قادة السيارات العالميين نجاحًا ورؤية في العقدين الماضيين، لكن هذه الانتصارات لا تعني أن الاستعانة به لقيادة ستيلانتيس مهمة سهلة، ولقد منعته تسوية عام 2019 مع لجنة الأوراق المالية والبورصات من العمل كمدير لشركة عامة لمدة 10 سنوات، كما لا يزال متهم بارتكاب جرائم مالية .
والجدير بالذكر ان عمل غصن في ستيلانتيس فكرة بعيدة المنال ، حيث أننا نعيش في واحدة من أكثر العصور تقلبًا في صناعة السيارات .
اضف تعليقك